المجلس الانتقالي الجنوبي ثمرة عقود من الكفاح والتضحيات
لهذه الأسباب استأثرت دولة الإمارات بحب أبناء حضرموت والجنوب عامة
جاهزون للتصدي لأي مشاريع تستهدف الجنوب وحق شعبنا في استعادة دولته
أجرت صحيفة "الأمناء" حوارا مع قائد لواء بارشيد بمحافظة حضرموت العميد الركن عبد الدائم الشعيبي تطرق للعديد من القضايا والمواضيع الساخنة التي تشهدها حضرموت والجنوب بالاضافة عم دور اللواء في تعزيز الأمن والاستقرار وغيرها من القضايا التي أثرناها معه في ثنايا الحوار التالي :
* بمناسبة حلول الذكرى الثامنة لتحرير المكلا من تنظيم القاعدة: كيف ترى الوضع الأمني في ساحل حضرموت اليوم.؟
المكلا وكل مدن ساحل حضرموت تعيش أجواء آمنة ومستقرة، والمواطن الحضرمي يعيش بأمن وسلام ويمارس عمله بكل حرية،بفضل اليقضة الأمنية والجهود الكبيرة التي يبذلها منتسبو المنطقة العسكرية الثانية وقوات الأمن والشرطة في حضرموت الساحل.
كلنا هنا نعمل بكل تعاون وإخلاص لتحقيق هدف واحد هو تأمين حضرموت والسهر على راحة المواطن ومحاربة التنظيمات الإرهابية من أجل تثبيت الأمن والاستقرار والدفع بعجلة التنمية في المحافظة،وبفضل هذه الجهود تعتبر مدن الساحل الحضرمي أكثر المدن المحررة أمناً واستقراراً.
* في ظل هذا الوضع الأمني المستقر هل تستطيع القول أن التنظيمات الإرهابية انتهت ولم تعد قادرة على تنفيذ عمليات إرهابية في مدن الساحل ؟
بالنسبة للجزء الأول من السؤال،من الصعب القول أن التنظيمات الإرهابية انتهت كلياً فهذه التنظيمات معروفة ببناءها التنظيمي المعقد وتواجدها على شكل خلايا تحركها قيادات التنظيم التي تتخذ من وادي حضرموت ومحافظات مأرب والبيضاء ملاذات آمنة توفرها لها مليشيات الحوثي وبعض القوى المحسوبة على الشرعية.
لذلك رغم كل الضربات التي تلقتها التنظيمات الإرهابية،من خلال مداهمة أوكارها سواء داخل المدن أو في الشعاب والوديان التي كانت تتخذ منها منطلقاً لتنفيذ عملياتها الإرهابية كوادي المسيني ووادي حجر والقنطوب والشديد ومناطق يبعث ودوعن وقارة الفرس إلا أن بعض الخلايا لا تزال موجودة ومتخفية تنتظر الفرصة المناسبة للقيام بعمل إرهابي تحاول من خلاله إثبات وجودها.
في ما يتعلق بقدرة هذه التنظيمات الإرهابية على تنفيذ عمليات إرهابية فاليقضة الأمنية القوية والعمل الإستخباراتي المنظم أفشل كل مخططات هذه العصابات الإجرامية،فأصبحت عاجزة عن القيام بأي عمل إرهابي رغم حرصها على لفت الإنظار ومحاولة تنفيذ أي هجوم إرهابي يثبت وجودها بعد فقدت الأضواء والضجيج الإعلامي المثار حولها بسبب الخسائر والضربات القاصمة التي تلقتها على يد الأبطال في قوات النخبة الحضرمية لواء بارشيد.
* يحظى لواء بارشيد بقبول واسع لدى مختلف أطياف الشارع الحضرمي ماسر هذه العلاقة..وكيف استطعتم بناء الثقة وكسب حب المواطن الحضرمي؟
نحن جئنا إلى حضرموت لهدف واحد هو المساهمة مع الرفاق في النخبة الحضرمية في محاربة التنظيمات الإرهابية التي نكلت بالمواطنين في مدن الساحل،وفرضت قوانينها المتطرفة على أهالي المكلا وبقية مدن الساحل المسالمين.
عملنا في لواء بارشيد على وضع الهدف المتمثل بمساعدة المواطنين في حضرموت على استعادة امنهم واستقرارهم وحريتهم،واستعادة حياتهم الطبيعية التي فقدوها في ظل تحكم التنظيمات الإرهابية التي مارست العنف والقهر والقمع بحقهم.
لذلك حرصنا على بناء علاقة تواصل مع كل ابناء المناطق المحيطة باللواء،واستمعنا لآراءهم وتشاورنا معهم في كل ما يخص أمن واستقرار حضرموت كنا عملنا على حلحلة الكثير من المشاكل التي تخص ابناء هذه المناطق وأوصلنا صوتهم للجهات المعنية،وحرصنا أيضاً على تجنيد الكثير من ابناء حضرموت ضمن قوام اللواء بحيث أصبح لواء بارشيد يظم في صفوفه المئات من الحضارم.
وبالمناسبة نحن في لواء بارشيد نقدر تقديراً عالياً هذه العلاقة الرائعة بابناء حضرموت ونشكرهم على وقوفهم إلى جانب اللواء ورفضهم لكل محاولات إبعاد اللواء من حضرموت وتصديهم للحملات الإعلامية التي حاولت مراراً استهداف العلاقة الوثيقة بينهم وبين اللواء.
* يتحدث العديد من قيادات المجلس الانتقالي وقادة الجيش الجنوبي عن لواء بارشيد باعتباره نموذج للجيش الجنوبي في البناء والتأهيل والإنضباط العسكري،كيف نجحتم في تحويل اللواء إلى قوة عسكرية محترفة.؟
التعامل وفق الضوابط والأنظمة العسكرية هي إولى خطوات بناء الجيوش،نحن عملنا على توفير أعلى درجات التأهيل والتدريب العسكري والقتالي لكل منتسبو اللواء،وعملنا على الاستفادة من الكوادر المؤهلة في اللواء في عقد الدورات التأهيلية للمستجدين،كما دفعنا بجنودنا وضباطنا للمشاركة في كل الدورات التي عقدتها قيادة المنطقة العسكرية الثانية.
حرصنا أيضاً على تطبيق القانون والنظام على الجميع بحيث يصبح كل شخص مسؤول عن عمله،ومحاسب على أفعاله وتصرفاته وهكذا استطعنا أن نفرض الإنضباط في اللواء وإذا توفر الإنضباط ستنفذ كل الخطط والبرامج بكل يسر وسهولة.
* تحل علينا يوم 4 مايو الذكرى لإعلان عدن التاريخي .. برأيك ما أهمية هذا الحدث بالنسبة للقضية الجنوبية؟
هذا الإعلان التاريخي والذي تمخض عنه تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كان ثمرة عقود طويلة من الكفاح والنضال،وتتويج لتضحيات آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا في مواجهة المحتل منذ اللحظة الأولى لسقوط الجنوب في 7يوليو 94 سواء في حركات المقاومة الجنوبية المسلحة أو الحراك الجنوبي السلمي وصولاً لحرب 2015 المستمرة حتى اللحظة.
قبل إعلان عدن التاريخي ورغم التضحيات الكبيرة إلا أن شعبنا ظل يعاني من غياب قيادة موحدة تعمل تحقيق اهداف شعبنا في استعادة الدولة الجنوبية،واستطاع نظام الإحتلال أن يواجه ثورة الجنوب السلمية عبر تفريخ عشرات المكونات التي عملت على تفريق ابناء الجنوب،وخلق التباينات والخلافات،اما اليوم فالقضية الجنوبية تسير بخطوات ثابتة في طريق استعادة دولتنا المستقلة وإن كانت هذه الخطوات تسير ببطىء نتيجة عوامل عدة ابرزها تضارب المصالح الإقليمية والدولية والحرب التي لم تنتهي حتى هذه اللحظة
* كيف تصف علاقتكم بقيادة التحالف العربي وقيادة المنطقة العسكرية الثانية والمجلس الانتقالي الجنوبي ؟
علاقتنا بقيادة التحالف العربي في حضرموت علاقة وثيقة ومميزة،وهم يقفون إلى جانبنا بكل قوة من أجل تثبيت الأمن والاستقرار في حضرموت،خصوصاً الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين قدموا لحضرموت كل أوجه الدعم وكان لهم الفضل بعد الله في دعم عملية تحرير حضرموت من تنظيمات الشر والإرهاب،هذه المواقف التاريخية للإمارات العربية المتحدة جعلها تستأثر بحب الشعب الجنوبي وأكسبها مكانة خاصة في قلوبنا جميعاً.
بالنسبة لعلاقتنا بالمنطقة العسكرية الثانية فنحن جزء لا يتجزء من قوات المنطقة ونتلقى الأوامر والتعليمات منها،وعلاقتنا بقيادتها متينة جداً ولنا تواصل دائم في كل يخص أمان واستقرار حضرموت.
أما عن العلاقة بالمجلس الانتقالي الجنوبي فنحن أيضاً جزء من القوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي القائد الأعلى للقوات الجنوبية المسلحة.
وأؤكد أننا جاهزون ومستعدون لتنفيذ توجيهات قيادتنا السياسية والعسكرية لمواجهة أي مشاريع تستهدف الجنوب وحق شعبنا في استعادة أرضه ودولته وهويته الوطنية الجنوبية.
* في ختام حوارنا معك هل لديك أي رسالة تود توجيهها عبر منبر صحيفة الأمناء؟
رسالتي لشعبنا أننا على عهد الشهداء والأحرار سائرون،وسنبقى حراساً أوفياء لأحلام شعبنا في الحرية والاستقلال حتى آخر قطرة من دماءنا.
الشكر لطاقم صحيفة الأمناء المنبر الجنوبي الحر،والصوت المعبر عن آمال شعبنا في في الحرية والاستقلال،يسعدنا زيارتكم لنا في أي وقت.