تعيش تعز اليمنية على وقع حالة من الفوضى حيث تستهدف عصابات رجال أعمال وصيارفة في المدينة التي يسيطر حزب الإصلاح الإخواني على مفاصله الأمنية.
وتشهد تعز ذات الكثافة السكانية الأكبر في اليمن، انفلاتا أمنيا وفوضى يقول مراقبون وشهود لـ"العين الإخبارية" إنها تجري بدعم من حزب الإصلاح.
وتجلت فوضى عصابات الإخوان باختطاف رجل الأعمال ومالك محل الأخوين للصرافة بتعز مالك منصور فضلا عن ملاحقة رجل الأعمال فهمي الهادي مؤخرا.
وقائع ابتزاز
وقالت مصادر مقربة من أسرة رجل الأعمال مالك منصور، صاحب محل الأخوين للصرافة العريقة، إن مجاميع مسلحة بقيادة حبيب رسام قامت باختطافه من شارع الحصب وسط مدينة تعز، واقتياده إلى بلدة "عقاقة" غربي المدينة.
المصادر أكدت أنه وأثناء فترة الاختطاف قامت العصابة الإخوانية بابتزازه ومحاولة إجباره على تحويل مبلغ 750 ألف ريال سعودي، لكنه رفض، ونجح في الإفلات من قبضتها.
وأشارت المصادر إلى أن رجل الأعمال ذهب لتقديم شكوى ضد العصابة الإخوانية، غير أن تحركات وصفتها المصادر بـ"المُخجلة"، من قبل أمن تعز والتي لم تدخل في ملاحقة العصابة.
وقالت المصادر إن العصابة المسلحة ظلت تلاحقه دون أن يتم ضبطها من قبل الجهات الأمنية، خاصة أن هناك بلاغا ضدها، حتى أقدمت تلك العصابة في مساء يوم السبت 30 مارس/ آذار الماضي، بالتهجم على محل الأخوين للصرافة وأثناء ما كان مالك منصور موجودا فيه.
ويعد الاعتداء والتهديد والاختطاف الذي تعرض له رجل الأعمال مالك منصور أحد الأمثلة على الجرائم والانتهاكات ترتكب بلا هوادة تحت سمع وبصر حزب الإصلاح.
وامتدت فوضى الإخوان من مدينة تعز إلى ريفها الجنوبي الحدودي مع محافظة لحج، حيث أقدم القيادي الإخواني علوي الجبولي قائد ما يسمى القوات الخاصة في محور طور الباحة، بانتهاك حرمة منزل رجل الأعمال فهمي الهادي، الواقعة في بلدة" الشرج " في معبق التابعة لمديرية المقاطرة.
وقالت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية"، إن عصابة الإخواني علوي الجبولي، تهجمت على منزل رجل الأعمال الهادي بمجاميع مسلحة، مطلع أبريل/ نيسان الجاري، وعبثت بالمنزل وأثارت الخوف والهلع.
وبحسب المصادر فإن المدعو علوي يعد من المطلوبين أمنيا وقد صدرت بحقه أوامر ضبط قهرية وتم وضعه في معسكر قيادة محور طور الباحة، لكن شقيقه قائد اللواء الرابع مشاة جبلي في محور تعز، وقائد محور طورالباحة أبوبكر الجبولي قام باخلاء سبيله.
على خطى الحوثي
ويتعرض رجال الأعمال بتعز وريفها لاعتداءات مستمرة وصلت حد القتل، كان أبرزها اغتيال رجل الأعمال وصاحب شركة العقيلي للصرافة والتحويلات، جبران عقيل في بلدة "عصيفرة" شمالي تعز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب المحلل السياسي اليمني عادل البرطي فإن المتابع لما تقوم به مليشيات الحوثي في نطاق قمعها في سلطة الأمر الواقع يتماها تماهيا يصل حد التطابق مع ما تقوم به المليشيات الإخوانية في تعز من مضايقات وابتزاز متعمد لرؤوس الأموال الوطنية.
وقال البرطي لـ"العين الإخبارية" إن المليشيات الحوثية حاولت تقنين اللصوصية وتجريف رؤوس الأموال والبيوت التجارية تحت سلطتها وذلك باستحداث ما سمي "تعديل قانون الضرائب والجمارك" الذي من خلاله تحاول أن تستبدل البيوت التجارية والصناعية اليمنية العريقة بتجار جدد موالين للإخوان.
وفي مدينة تعز الواقعة تحت سطوة الإخوان، استخدمت مليشيات الإصلاح طريقة أخرى وذلك بالنهب والسطو المسلح واقتياد التجار أو أبنائهم كرهائن لدفع مبالغ كبيرة لزيادة نفوذ الجماعة مستغلة الانفلات الأمني وعدم أهلية نظام العدالة خاصة بعد تهديد القضاة واقتحام المحاكم بقوة السلاح المنفلت، وفقا للمحلل السياسي.
واعتبر البرطي ما يحصل في تعز جريمة، قائلاً:" إن استخدام سلاح الدولة ومؤسساتها لإخضاع المواطن لتنفيذ أجندة خاصة، كما تفعل عصابات الإصلاح بتعز هو الإرهاب بذاته".
وأضاف" ليس السطو المسلح فقط ما يجعلها جريمة.. أيضا المبالغ المهولة التي يتم أخذها على البضائع من قبل مليشيات الإخوان في مداخل تعز والطرق المؤدية لها كما يحدث من قبل عصابات القيادي الإخواني الجبولي في سائلة المقاطرة وهيجة العبد وهو ما يعود بالحمل على المواطن كون هذه المبالغ تضاف على القيمة الشرائية مع تدهور العملة الوطنية".