مع قدوم شهر رمضان في صنعاء ومناطق الانقلاب الحوثي، تبدأ طائفية المليشيات التنكيل بالمصلين، لا سيما في صلاة التراويح التي تعتبرها بدعة.
ولم يختلف هذا العام عن سابقه، حيث واصلت المليشيات التضييق على المصلين ومنعهم، كما حدث في أحد مساجد صنعاء، أمس الأحد، ما فجر اشتباكات دامية.
ويشترط الحوثيون إنهاء صلاة التراويح قبل الساعة 8 ونصف، لتهيئة الأجواء للاستماع لخطاب زعيمهم عبدالملك الحوثي الذي يبث الساعة 9، وتلزم المساجد ببثها بشكل يومي ودوري لا سيما خلال شهر رمضان.
مواجهات بالأسلحة
التفاصيل كشفتها مصادر محلية وناشطون يمنيون قالوا إن مواجهات بالأسلحة الخفيفة اندلعت في شارع تعز جنوب صنعاء بين مواطنين وعناصر مليشيات الحوثي، إثر محاولة الأخيرة وقف صلاة التراويح في مسجد عمر بن الخطاب.
وجاء طلب المليشيات من أجل بث كلمة مرئية لزعيمها المصنف على قوائم الإرهاب العالمية، وقد خلفت المواجهات قتيلا وعددا من الجرحى، فيما دفعت المليشيات بعدد من الدوريات والآليات لمحاصرة منزل الزعيم القبلي صالح طعيمان، الذي تتهمه بالوقوف وراء المواجهات.
واعتاد المصلون في مسجد عمر بن الخطاب على أداة صلاة التراويح يوميا وإكمالها كالعادة عند الساعة الـ9 مساء، لكن المليشيات تدخلت وطلبت إنهاء الصلاة قبل موعدها المحدد.
وأدى التدخل إلى نشوب مشادة لفظية بين الزعيم القبلي في قبيلة جهم المأربية صالح طعيمان وأحد قيادات مليشيات الحوثي، مما فجر المواجهات، التي أعقبها فرض الحوثيين حصارا كاملا على المنطقة بعدد كبير من المسلحين والدوريات والآليات.
عناصر حوثية في أحد مساجد صنعاء - أرشيفية
وساطة قبلية
بحسب المصادر، فإن وساطة قبلية تدخلت في محاولة لفض المواجهات، فيما رفعت مليشيات الحوثي حصارها العسكري الذي امتد لأكثر من 15 ساعة ظهر اليوم الإثنين.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولها نشطاء، طالعتها "العين الإخبارية" دوريات وآليات مدرعة لمليشيات الحوثي تحاصر منزل طعيمان وسط استنكار شعبي واسع، باعتباره خطوة خضبت أحد الشعائر الدينية بالدم وكجزء من حملة قمع منهجية ومذهبية.
حملة ضد التراويح؟
وتنفرد مليشيات الحوثي بانتهاك المنع من إقامة الشعائر الدينية والتضييق عليها للمذهب السني، وتحديدا صلاتي التراويح والقيام في شهر رمضان.
ووثقت إحدى الحقوقيات 411 حالة انتهاك في مناطق سيطرة المليشيات، استهدفت منع صلاة التراويح والقيام في رمضان خلال السنوات الماضية.