ردع الحوثيين سيفشل.. لهذه الأسباب؟
الامناء/وكالات:

في الوقت الذي تُكثِّف فيه جماعة الحوثي هجماتها على السفن في البحر، ردّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضربات عسكرية متعددة الأسبوع الماضي، وأعادت الولايات المتحدة أيضاً إدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية العالمية.


وفي هذا الإطار، قالت سارة فيليبس، أستاذ الصراع العالمي والتنمية في جامعة سيدني والزميل غير المقيم في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، جامعة سيدني، في مقال في موقع مجلة "كونفرزيشن" إن الأمل ينعقد على أن تمثل هذه الضربات ضغوطاً على الحوثيين المتحالفين مع إيران فيتراجعون عن هجماتهم، لكن ذلك لن يحدث، لثلاثة أسباب أساسية لا يتعلق أي منها باستراتيجية إيران الإقليمية.

أولها أن جماعة الحوثي، صمدت بالفعل لسنوات خلال الحرب الأخيرة في اليمن.

وقبل ذلك، خاض الحوثيون 6 حروب خلال الفترة بين عامي 2004 و2010، لذا فإن حروب العصابات ليست جديدة عليهم، وقَطْع الطريق على السفن قبالة سواحلهم لا يقتضي استخدام أسلحة متطورة.


وبحسب المقال، فإن الحوثيين يملكون شبكات تهريب أسلحة من إيران، فضلاً عن إنتاجهم المحلي، ولذلك فمن غير المرجح أن يوجه القصف الجوي وحده ضربة قاصمة لقدرات الحوثيين العسكرية، ويكاد يكون من المؤكد أن يزيد هذا القصف من شهيتهم للقتال، لأنهم يستطيعون أن يضعوا أفعالهم لأول مرة في تاريخهم في إطار القتال ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وفقاً لشعارهم.

والسبب الثاني الذي يفسر صعوبة ردع الحوثيين أهم، ولو أن من الصعب فهمه لأنه يتعلق بالسياسة الداخلية لليمن.

الحوثيون يسيطرون حالياً على جزء كبير من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء التي تمثل 70% من السكان، وقد تعرَّض سكان هذه المناطق إلى سنوات من العنف الشديد والهيكلي على يد الحوثيين.

ويشمل ذلك: حالات الاختفاء القسري للمعارضين السياسيين والأقليات الدينية، وقتل الصحافيين خارج إطار المحاكمات العادلة وإعدام المدنيين بمن فيهم القصَّر، وتجنيد الأطفال، وحجب رواتب القطاع العام منذ عام 2016، وزرع الألغام الأرضية في المناطق المأهولة بالسكان، وهجمات القناصة على المدنيين، والابتزاز الممنهج للشركات التجارية وتطبيق نظام ضريبي طَبَقيّ، واستخدام الطعام والماء سلاحاً، بما في ذلك الاستئثار بالمعونة الغذائية لتحقيق الثراء الخاص.

الحوثيون يفتقرون للشعبية
إن تصرفات الحوثيين إذ اعتلوا سدة الحكم، جعلتهم لا يتمتعون بشعبية كبيرة، والمعارضة في اليمن خطيرة بسبب نظام القمع المتطور ومراقبة الأحياء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، لكن اليمنيين بدأوا ينزلون إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع، في مدينة إب ومدينة تعز المُحاصرَة.


وفي 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، أي قبل هجوم حماس على جنوب إسرائيل وقصف إسرائيل لغزة، تحدى اليمنيون السلطات بأعداد كبيرة.

وفي الاحتجاجات التي اندلعت في العاصمة صنعاء، احتفلوا بالذكرى السنوية لثورة 1962 التي أطاحت بزعيم الدولة الإمام الزيدي محمد البدر والاستبداد القائم على القرابة والمحسوبية، ويزعم كثير من اليمنيين أن الحوثيين يسعون إلى ترسيخه مجدداً.

الحوثي والبحث عن شرعية كاملة
ولمَّا شهدَ الحوثيون التظاهرات ضدهم، ساورهم القلق، وذكرت منظمة العفو الدولية أنهم استجابوا بـ "موجة مثيرة للقلق من الاعتقالات" و"استعراض وحشي للقوة".
وعلى خلفية المعارضة المتصاعدة في الداخل، منحت تصرفات الحوثيين والانتقام الغربي الجماعة هدية تمثلت في "شرعية شبه كاملة"، وفقاً لمحللين يمنيين.

وتمنح الضربات التي تقودها الولايات المتحدة سبباً لمطالب الحوثيين بـ "تكميم أفواه المنتقدين"، ويمكن للضربات الأمريكية أن تُعزز جهود التجنيد العسكري للحوثيين.

وقد يساعدهم ذلك على الاستيلاء على آبار النفط التي تسيطر عليها الحكومة في مأرب مجدداً، وتحتاج إليها الجماعة كي تصبح مُستدامة اقتصادياً.


نحو مزيد من العنف في اليمن
وبحسب التحليل وجد الحوثيون طريقة، لتشويه سمعة خصومهم المحليين عبر الادعاء بأنهم يدافعون عن القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي استعصى عليهم إلى حد كبير طيلة 20 عاماً.

وسيجعل ذلك الإطاحة بهم من السلطة، مهمة أصعب. ومن المرجح أن يُعرِّض عموم اليمنيين إلى مزيد من العنف على أيديهم.


 

متعلقات
وصول باخرة محملة بالديزل إلى ميناء الزيت في عدن لدعم محطات الكهرباء
رئيس تنفيذية انتقالي أبين يطمئن على صحة الفنان عوض أحمد
مدير عام المنصورة يتفقد مستوى إنجاز مشروع إعادة تأهيل الطريق بين دواري “السفينة” و”بنك عدن”
اوكرانيا تعترف بتنفيذ عدة محاولات فاشلة لاغتيال بوتين
البنك المركزي يوضح مزاعم رسالة موجهة الى السفير السعودي