كيف تمول إدارة بايدن الحوثيين بالأسلحة والصواريخ والمسيرات عن طريق إيران؟
الأمناء نت / خاص :

لماذا عجز التحالف الأمريكي عن إيقاف مهاجمة الحوثيين لسفن الشحن في البحر الأحمر؟

ما علاقة تخفيف البيت الأبيض من تطبيق العقوبات على مبيعات النفط الإيراني بدعم الحوثيين؟

كيف تستخدم إيران محور مقاومتها في إيصال الأسلحة وأنظمة الطائرات المسيرة للحوثيين؟

 

قال دوف زاخيم، مستشار أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ونائب رئيس مجلس أمناء معهد أبحاث السياسة الخارجية، إنه رغم الهجمات الأمريكية والبريطانية على مواقع إطلاق الصواريخ الحوثية خلال الأسبوعين الماضيين، تُوَاصِل الجماعة الإرهابية اليمنية استهداف سفن الشحن في البحر الأحمر.

فقبل أيام، أصابَ صاروخ باليستي حوثي سفينة الشحن الأمريكية جيبرالتار إيغل أو (نسر جبل طارق). ربما تكون الهجمات قد استنزفت ترسانة الحوثيين، التي تشمل صواريخ مضادة للسفن صينية الصنع، لكن من الواضح أنها لم تقضِ عليها.

ولاحظ كثير من المراقبين أنه سيكون من الصعب للغاية فعلاً على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وشركائهما الداعمين إيقاف صواريخ الحوثيين وقذائفهم وطائراتهم المُسيرة، التي أجبرت خطوط الشحن الرئيسة على إعادة توجيه سفنها عبر الطرف الجنوبي لقارة إفريقيا. فالحوثيون يُشغِّلون العديد من منصات الإطلاق المتنقلة التي "تطلق النار، وتنطلق" لتتوارى عن الأنظار وتختبئ، وبالتالي فإن استهدافها يشكل تحديّاً كبيراً جداً، حسب الكاتب.

وأضاف الكاتب في مقاله بموقع "ذا ماسينجر" الأمريكي أن الحوثيين أظهروا قدرتهم على الصمود في مواجهة الهجمات الجوية المتواصلة.

ومن الناحية النظرية، يمكن للولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين تتمتعان بالتفوق الجوي الكامل، دعم الطائرات المسلحة المُسيرة على مدار الساعة. ويمكن للطائرات المسيرة أن تضرب منصات الإطلاق بمجرد أن تكشف عن نفسها. وبالاشتراك مع الدوريات الجوية وصواريخ توماهوك كروز، التي يمكنها ضرب أهدافٍ ثابتة، يمكن لعمليات التحالف أن تُقلل من هجمات الحوثيين إلى أدنى حدٍ ممكن.

 

صعوبات تقليل الهجمات الحوثية:

ومع ذلك، يقول الكاتب: "هناك صعوبات عديدة في اتباع مسار العمل هذا. فلا توجد طائرات مُسيرة كافية لدعم العمليات المستمرة التي يمكنها التعامل مع الهجمات على أكثر من عددٍ محدود من الأهداف. علاوة على ذلك، لا توجد سوى حاملة طائرات واحدة، وهي يو أس أس دوايت أيزنهاور، مُنتشرة حالياً في البحر الأحمر؛ وهناك حاملة طائرات بريطانية (على أهبة الاستعداد) للانتشار في المنطقة، لكنها لم تنطلق بعد. ولا تستطيع حاملة طائرات وحيدة أن تدعم عمليات مراقبة مستمرة على مدار 24 ساعة وعمليات جوية-أرضية".

 

أفضل ما يمكن للتحالف فعله:

وأفاد الكاتب أن أفضل ما يمكن أن يفعله التحالف، ما لم تنضم حاملة طائرات أخرى إلى حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس دوايت أيزنهاور"، هو محاولة تقليل هجمات الحوثيين بالاستمرار في ضرب أهداف ثابتة، وضرب أهداف متحركة بين الفينة والأخرى تَظْهَر لفترةٍ كافية تتيح ضربها بطائرات مسيرة مُسلحة، أو مقاتلات حربية.

وأوضح الكاتب أنه من بين التحديات الرئيسة الإضافية التي تواجه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الدعم المستمر، الذي يواصل الحوثيون تلقيه من إيران. وطالما استمرَ هذا الدعم، من الممكن للحوثيين تجديد أنظمتهم لمواصلة ترويع سفن الشحن في البحر الأحمر.

 

الأسلحة الإيرانية والحوثيون:

ومن الصعب للغاية منع الأسلحة الإيرانية من الوصول إلى الحوثيين، إذ ترسل طهران أسلحتها إلى اليمن عن طريق البحر. فقد شحنت إيران أجزاءً متطورة من الأنظمة، مثل الطائرات المسيرة، التي جمعها الحوثيون، بمساعدة فنية من إيران نفسها أو من حزب الله الذي يُمثل عضواً آخر فيما يُعرف باسم "محور المقاومة"، بالتزامن مع أجزاءٍ أخرى تُنتَج في اليمن. وتُرسل إيران العتاد على الزوارق والمراكب الشراعية والسفن الكبيرة، وتدسُّ الأسلحة داخل الإمدادات الإنسانية للدولة الفقيرة.

وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، اعترضت السفن الحربية التابعة للأسطول الخامس، التي كانت تقوم بدوريات في خليج عدن والبحر الأحمر، مراكبَ شراعية وسفناً أخرى وصادرت أسلحة وذخائر على متنها، ولكن هناك ببساطة عدد كبير للغاية من السفن، التي تبحر في تلك المياه يحول دون ضمان تفتيش جميع السفن.

فضلاً عن ذلك، ورغم الاستيلاء على الأسلحة، تواصِل إيران شحن الأسلحة البديلة، وهو السبب الرئيس الثاني الذي يجعل حتى الهجمات المستمرة على مواقع الحوثيين عاجزةً عن إيقاف جميع الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر.

 

إدارة بايدن تمول:

ولسوء الحظ، يقول الكاتب، موَّلَت إدارة بايدن في الواقع سلسلة توريد طهران للحوثيين. ونتيجة لذلك، فهي تُمكِّن الحوثيين من مواصلة استهداف السفن الحربية والسفن التجارية الأمريكية. على مدار العامين الماضيين، خفَّف البيت الأبيض من تطبيق العقوبات على مبيعات النفط الإيراني.

ونتيجة لذلك، تمكنت طهران من شحن ما يقرب من مليوني برميل من النفط الخام يومياً، مما أدى إلى تحقيق عشرات المليارات من الدولارات من عائدات النفط الإيراني. ومكَّنَت هذه الأموال طهران من الاستمرار في إمداد وكلائها وحلفائها في العراق ولبنان وكذلك الحوثيين بطبيعة الحال.

 

ما الذي يجب على واشنطن فعله؟

وختم الكاتب: "إذا كانت واشنطن ترغب حقاً في القضاء على قدرة الحوثيين على إطلاق النار على كلٍ من السفن التجارية والسفن الحربية، فيجب عليها الاستمرار في استهداف منصات إطلاق الحوثيين وغيرها من منشآت الدعم، وعليها أن تتعاون مع شركائها لاعتراض شحنات الأسلحة القادمة من إيران. وعليها أيضاً إنهاء الإعفاءات والتنازلات الأخرى التي قدمتها لإيران وتجعلها مورداً لا نهاية له للإرهابيين الذين يستهدفون سفن الشحن الأمريكية – والأمريكيين عموماً – في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

متعلقات
رئيس تنفيذية انتقالي أبين يطمئن على صحة الفنان عوض أحمد
مدير عام المنصورة يتفقد مستوى إنجاز مشروع إعادة تأهيل الطريق بين دواري “السفينة” و”بنك عدن”
اوكرانيا تعترف بتنفيذ عدة محاولات فاشلة لاغتيال بوتين
البنك المركزي يوضح مزاعم رسالة موجهة الى السفير السعودي
سلطة عدن تبحث مع بعثة أطباء بلا حدود الفرنسية توسيع تدخلتها الانسانية