تقرير خاص : خارطة "غروندبرغ" لإنهاء الحرب في اليمن.. مؤشرات نجاحها وفشلها..
الأمناء/ تقرير: سالم لعور

لماذا تجاهل المبعوث الأممي أي دور للقوى المؤثرة والفاعلة على الأرض؟

كيف ينظر ساسة الجنوب للعملية السياسية على ضوء بيان غروندبرغ؟

لمصلحة من القفز على الواقع بحلول لا ترتبط بجذور الأزمة والحرب؟

ما الذي يريده هانس غروندبرغ بالضبط؟

وكالة إماراتية تكشف تفاصيل رفض حوثي لخارطة الطريق الأممية

بيان "غروندبرغ" يمهد لحرب (شمالية – جنوبية)

 

ردود أفعال متضاربة أعلنت مع إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت الماضي، التوصل إلى مجموعة من التدابير التي من شأنها إنهاء الحرب المندلعة منذ ما يقرب من تسعة أعوام.

وأكد غروندبرغ، في بيانه السبت الماضي، توصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأكد البيان أن خريطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة ستشمل، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة.

وأشار البيان إلى أن خريطة الطريق ستنشئ أيضًا آليات للتنفيذ، وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة.

أثار بيان "غروندبرغ" ردود أفعال مختلفة في الأوساط العربية والإقليمية والمحلية ما بين متفائل ومتشائم ورافض وحائر مع أغلبية صامتة فقدت الأمل بعد حرب ضارية دامت لأكثر من ثماني سنوات سفكت خلالها الدماء ودمرت البنية التحتية للبلد وما صاحبها من مآس وويلات وشهدت المناطق المحررة والواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين تدهورًا حادًا في الأوضاع المعيشية والخدماتية وتدهور العملة المحلية وانقطاع المرتبات دون إحراز تقدم في أي اتجاه مع انغلاق محادثات عديدة وانهيار عدد من الاتفاقات في السنوات الماضية.

"الأمناء" رصدت ردود الأفعال هذه وكانت خلاصتها على النحو التالي:

 

ترحيب خليجي بخارطة طريق "غروندبرغ "

وأعلنت السعودية وقطر وسلطنة عمان والإمارات والكويت، الاثنين الماضي، ترحيبها بالإعلان عن اتفاق المتحاربين في اليمن على وقف إطلاق النار والانخراط في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة، وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي إنها تشجع الأطراف المتحاربة على "الجلوس على طاولة الحوار للوصول إلى حل سياسي شامل ودائم برعاية الأمم المتحدة".

 

بلاغ الانتقالي الجنوبي حول بيان "غروندبرغ"

رحب المجلس الانتقالي الجنوبي بالجهود المبذولة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الرامية إلى إيقاف الحرب في اليمن.

‏وتابع البيان الصادر عن المبعوث الدولي بشأن خارطة الطريق، مرحبا بأي جهود سلام بعد أن يتم استكمال المشاورات مع جميع الأطراف الفاعلة لضمان تحقيق عملية سياسية شاملة وناجحة.

‏وأكد على ضرورة وجود عملية سياسية لحل قضية شعب الجنوب من خلال تضمين القضية في المسار التفاوضي التي سترعاه الأمم المتحدة.

الزبيدي: أقدامنا على أرضنا والسلام مرهون بحل قضيتنا

أكد الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أن تحقيق السلام في المنطقة مرهون بحل قضية الجنوب بما يحقق تطلعات شعبه في استعادة دولته كاملة السيادة.

وقال، في كلمة له خلال اللقاء الذي نظمته أمانة المجلس في الضالع، أول أمس الثلاثاء: "أقدامنا على أرضنا، وقضيتنا محمية بإرادة شعبنا وبسواعد أبطال قواتنا المسلحة، ولن يكتب لأي عملية سياسية النجاح دون حل قضية شعبنا حلاً عادلاً بما يرتضيه ويلبي تطلعاته".

وأضاف: "إن العملية السياسية التي يقودها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لن يُكتب لها النجاح ما لم تكن قضية شعب الجنوب في طليعة القضايا، وفي إطارها التفاوضي الخاص المتفق عليه"، مشددا على أهمية الاصطفاف وتعزيز التلاحم الوطني الجنوبي، ونبذ الفرقة والوقوف في وجه مثيري الفتن والنعرات.

 

وكالة إماراتية تكشف تفاصيل رفض حوثي لخارطة الطريق الأممية

وعلمت "العين الإخبارية"، من مصادر أمنية وعسكرية رفيعة في اليمن، أن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي أصدر تعميما لقياداته، لاسيما العسكرية، في الجبهات برفع الجاهزية والبقاء في حالة تأهب ورفض خارطة الطريق الأممية.

وأكدت المصادر أن تعميم زعيم مليشيات الحوثي تضمن: "عدم التعاطي مع أي أخبار أو إعلانات تتحدث عن السلام في الجبهات واعتبار إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن الصادر يوم السبت الماضي مرفوضا بشكل تام".

 

حكومة شرعية "المنفى" ترحب ولكن..

ورحبت خارجية حكومة المنفى اليمنية المسماة بـ"الشرعية" ببيان "غروندبرغ" وأكدت التزامها الإيجابي تجاه جميع المبادرات السلمية التي تهدف إلى حل الأزمة في اليمن، وفقاً للمرجعيات الثلاث، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن 2216، وهو ما سيفضي باستحالة التوصل إلى أي حلول جادة لإنهاء الحرب لا سيما وأن الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهم طرفان يمتلكان السيطرة على غالبية المساحة ولديهما أوراق قوية على الأرض ما يسمى بالمرجعيات الثلاث، والتي انتهت بالحرب التي تشهدها البلد منذ أكثر من ثماني سنوات، وهذه المواقف المتفاوتة تشير إلى أن خارطة الطريق ستتعثر وتفشل مثل سابقاتها من الخرائط والاتفاقات والمشاورات التي طرحت من قبل وأصبحت أثراً بعد عين.

وأشار محللون سياسيون، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى عدم وجود أي تطور جوهري في بيان المبعوث الأممي. وعبّروا عن استغرابهم من التكرار الذي يتضمنه البيان، لافتين إلى أن "المسودة لن يكتب لها النجاح لأنها تتحدث عن إجراءات شكلية لا علاقة لها بجذور الأزمة والحرب والحلول المقترحة والمطلوبة، وإنما تتعلق بتمكين الحوثي من نصيب كبير من الثروة، والاعتراف به كسلطة أمر واقع دون أن يقدم أي تنازل".

 

 الأعجم: خارطة الطريق وعملية السلام أكذوبة وتأسيس لحرب شمالية جنوبية

ومن وجهة نظر أخرى حول ما تضمنه بيان المبعوث الأممي  قال الصحفي والمحلل السياسي الجنوبي عدنان الأعجم، نائب رئيس نقابة الصحافيين الجنوبيين في عدن: “مؤشرات خارطة الطريق تؤسس لحرب شمالية جنوبية، وهذا ما قلناه وحذرنا منه مرارا وتكرارا. الحوثيون يرفضون أن يحكم الشمال غيرهم، ويسعون للسيطرة على الجنوب، وسيقاتلون حتى آخر رمق.. خارطة الطريق وعملية السلام أكذوبة وتأسيس لحرب شمالية - جنوبية”.

 

 وضاح بن عطية: حتى لا يكون المجتمع الدولي جزء من المشكلة

وقال وضاح بن عطية إن مجلس الأمن ذهب واجتمع في صنعاء أيام ما سمي بالحوار الوطني وملأوا الدنيا ضجيجاً عن نجاح مخرجات الحوار الذي ناقش القضية الجنوبية بشكل هزيل بجانب قضية زواج القاصرات، ولم يلتفت العالم حينها للمليونيات الشعبية الجنوبية في عدن الرافضة لسلب إرادة شعب الجنوب.

بين ليلة وضحاها سقطت مخرجات الحوار وتبين ترويج نظام صنعاء والمجتمع الدولي للمخرجات الكاذبة والتهم الحوثي الدولة من الداخل، وظهر أن ترويج المجتمع الدولي لتلك النجاحات ماهي إلا فقاعات صابون أرادوا منها تضليل الرأي العام لتعقيد المشهد والذهاب إلى الحرب المدمرة.

بعد عشر سنوات من مساعي مندوب المجتمع الدولي جمال بن عمر أثبتت الوقائع على الأرض أن تجاهلهم لقضية شعب الجنوب، وهي أساس الصراع، قاد الأوضاع من سيء إلى أسوأ وأظهر المجتمع الدولي وكأنه طرف يهدف إلى تعقيد الوضع بحلول غير واقعية وأي عاقل يرى النتائج السيئة الآن سيعرف أن تدخل المجتمع الدولي كان جزءًا من المشكلة.

أي خارطة طريق جديدة يتبناها المجتمع الدولي يجب أن تكون مستندة إلى عدالة القانون الدولي وحق الشعوب في استقلالها وتقرير مصيرها وإلا فإنهم سيجنون الفشل مرة أخرى وتجريب المجرب عبث وخراب وذهاب نحو مزيد من الفوضى والحروب، والعلاج الخطأ يضر المريض، ولا يصح إلا الصحيح.

متعلقات
تعز : القبض على مشعوذ يستدرج النساء ويستغلهن جنسياً
صحفية أمريكية تكشف أكبر فضيحة في تاريخ البشرية: زوجة ماكرون ذكر وليست أنثى
اتحاد نساء اليمن ساحل حضرموت يختتم دورة تدريب المدربات العاملات في سيادة القانون
تكريم القاضي رمزي الشوافي تقديراً لجهوده المتميزة في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب
خلافات غير مسبوقة لمجلس القيادة الرئاسي تدفع لإنسحاب البحسني من اجتماعه