عوائل يهودية تفجر ضجة كبيرة في الشارع الإسرائيلي بإعلانها هذا الأمر!
الأمناء نت / خاص :

تكتل يهود اليمن في إسرائيل مع بعضهم البعض في مناطق معينة واعتمدوا على أنفسهم في صناعة حياتهم دون أن يسمحوا حتى للحاخامات بإدارة دور عبادتهم، بل كل شيء يديرونه بأنفسهم، لذلك انتقلت كل تفاصيل حياتهم في اليمن إلى مدنهم في إسرائيل، بينما المجتمعات الأخرى اختلطت مع بعضها وذابت ببعضها.. هكذا تشرح نجاة النهاري "يهودية يمنية في إسرائيل" ظروف حياتهم على صفحتها في فيسبوك.

أقام اليهود اليمنيون متحفا للموروث الشعبي اليمني داخل إسرائيل ويقيمون معارض عن اليمن بين فينة وأخرى، يخفى على الكثير منا حال يهود اليمن المهاجرين إلى إسرائيل، بفعل حالة المقاطعة العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الكثير من يهود اليمن المغادرين إلى إسرائيل محتفظون حتى الآن بتراثهم الذي احتفظوا به قبل المغادرة بل ويحنون للعودة .

 

يهود اليمن في الأعراس اليهودية:

 تروي نجاة النهاري طقوس اليهوديات اليمنيات في الأعراس، تقول: (ظلت العروس اليمنية هي نفسها التي كنا نراها في صنعاء أو عمران أو غيرها. والظريف في الأمر أن العروس لا تتمسك فقط بالحلي الفضية والعقيق واليلو والملابس المطرزة بخيوط الفضة، وعادات ليلة الحناء والشكمة، وإنما حتى الأغاني التي ترددها النساء هي نفسها التي كنت أسمعها في صنعاء وأيضاً يغنونها باللهجة الشعبية اليمنية وليس باللغة العبرية).

 

الزي اليمني في إسرائيل:

ثمة صور كثيرة نشرها يهود اليمن المهاجرون في إسرائيل على صفحاتهم بالفيسبوك تظهر لبس اليهوديات اليمنيات للزي التقليدي اليمني (القراقوش) في احتفالات تقام في مدن إسرائيلية عدة، بل وحتى في الأعراس والأفراح يحرص يهود اليمن على لبس الزي التقليدي اليمني المخصص للأفراح.

القرقوش هو الزي اليمني التقليدي القديم وهو غطاء للرأس قد تخلى عن لبسه كثيرًا من اليمنيات في الوقت الحاضر بفعل الموضات الحديثة إلا أن يهود اليمن لا يزالون يلبسونه في احتفالاتهم إلى اليوم.

 

الترويج لليمن داخل إسرائيل:

أنشأ عدد من يهود اليمن (بيت الموروث الشعبي اليمني) في بلدة (روش حايين) في إسرائيل، كجزء من الاعتزاز بهويتهم وتراثهم الأصلي .

كما أقام يهود يمنيون قبل سنوات معرضاً عن التراث الثقافي اليمني في مدينة "كريم هاتيمانيم" الإسرائيلية.

 

 

معاناة يهود اليمن في إسرائيل:

في يونيو 2002م قاد يحيى مرحبي احتجاجات عوائل يهودية يمنية، كانت قد وصلت إسرائيل عام 2000، بعد أن نكثت الحكومة الإسرائيلية تعهداتها بمنحهم مساكن مجانية، وتوفير فرص عمل لهم، ومساعدتهم مالياً وغيرها.

هذه العوائل فجرت ضجة كبيرة في الشارع الإسرائيلي بإعلان عزمها العودة إلى اليمن، ووصفها أرض الميعاد بـ أرض الجحيم، وتقدمها برسالة خطية بذلك إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، وكشفها عن أساليب الإغراء التي خدعتهم بها عناصر صهيونية زارت صنعاء وأقنعتهم بالهجرة عبر الولايات المتحدة إلى أرض الميعاد التي تدر لبناً وعسلاً كما ورد في التوراة، فلم يجدوا سوى الذل والمهانة!

وسائل الإعلام التي سلطت الضوء عليهم، قالت إن يوسف جارب- أحد المهاجرين- تباكى على ما تركه باليمن من عقارات وأراض زراعية خصبة، وقال: (لم يكن ينقصنا شيء في اليمن.. أما في إسرائيل فنحن نعيش فقراء.. حيث ضلل بنا، ونكث بكل الوعود).

تروي نجاة النهاري قصة مسعود يوسف سلمان، وهو أب لثمانية أولاد، تقول إنه لعن اللحظة التي وافق فيها على السفر من صنعاء إلى نيويورك، لينقلوه من هناك للسكن في بئر سبع ليصبح دون منزل ودون عمل أو إمكانيات لإعانة أسرته.

إعلان هذه العوائل عزمها العودة لليمن أثار هجومًا إعلاميًا على الحكومة الإسرائيلية وتسبب بإحراجات كبيرة للكنيسيت ووكالة الهجرة اليهودية.

في 2006م انفجرت لوزة النهاري - يهودية يمنية مهاجرة - بوجه لجنة الاحتواء بالكنيست الإسرائيلي صارخة: (نادمون على تركنا أوطاننا والمجيء إلى إسرائيل.. نريد العودة إلى اليمن.. لا نريد منكم أكثر من شراء تذاكر سفر لنا.. اللعنة عليكم وعلى إسرائيل!!).

هذه الصرخة المدوية صعقت أعضاء اللجنة فالتهمهم صمت قاتل عقد ألسنتهم عن الكلام.. لتواصل لوزة النهاري رواية مأساتها بدءاً من منطقة "ريدة" بمحافظة عمران، ثم الهجرة إلى الولايات المتحدة عن طريق السفارة الأمريكية بصنعاء عام 2004م، ثم الترحيل السري الى إسرائيل حيث مركز الاستيطان في "عسقلان" عام 2006م، وانتهاء بطلب الوكالة اليهودية منها إخلاء مسكنها بحجة وصول مهاجرين جدد أولى بالمنزل منها، فيما السبب الحقيقي كان رفضها دفع أبنائها إلى مدارس صهيونية متطرفة.

 

قرية يمنية في قلب إسرائيل:

معظم من تم تهجيرهم عام 1993 وقبل اندلاع حرب 94 من اليهود اليمنيين تم تسكينهم في حي "اوشيوت" من مدينة "رحوفوت" الإسرائيلية.. وقد تحول هذا الحي خلال الأعوام الماضية إلى نموذج مصغر لقرية يمنية، لا تفارق بيوتها "المداعة"، ومقايل القات، والقنوات الفضائية اليمنية والعربية.. وظلوا يمارسون طقوسهم اليمنية بحذافيرها حتى اليوم- بما في ذلك عادة منع تعليم الفتاة بمدارس مختلطة، أو ارتدائها ملابس الموضة غير المستورة.

صحيفة "نيويورك بوست" نشرت تقريراً عن اليهود اليمنيين المهجرين في التسعينات، وأوردت على لسان "يحيى تسفاري" قوله عن جيرانه المسلمين في اليمن: "إنهم كانوا يقدمون لنا سلال الفواكه من دون مقابل، ويتعاملون معنا بصدق وإخلاص، وإذا كان اليهودي محتاجاً لنقود كان يدينه العربي من دون مشكلة، حتى إنه لم يكن يطالب بنقوده إلى أن نعيدها. هناك في اليمن كانت الحياة هادئة نزرع الأرض ونعتاش منها. لم نشعر يوماً بضائقة اقتصادية مع أننا كنا نعمل نصف يوم".

"يونا" زوجة يحيى تسفاري، تتمنى اللحظة التي تتاح لها فرصة العودة إلى اليمن، والسبب كما تقول في التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك بوست" إنها لم تعد قادرة على تحمل طبيعة الحياة اليومية في إسرائيل حيث قالت: "أنا لا أتمتع إلا بخبز الطابون- التنور- في ساحة البيت. هذا الأمر أزعج الجيران، وسبب لنا المشاكل، مما اضطررنا إلى إحضار طابون من غاز داخل البيت. ثم إن الطحين في إسرائيل غير صحي كما هو الوضع في اليمن. لقد اشتقنا لرائحة الخبز المنتفخ. هناك كل شيء بسيط وصحي، حتى المياه التي كنا نأخذها من البئر أفضل ومفيدة أكثر من الأنابيب هنا التي لا تجلب إلا الحجارة للجسم".

 

إسرائيل تسرق التراث اليمني الثقافي:

بين 70 - 75 عاماً هو عمر حياة اليهود اليمنيين في إسرائيل، وأكثر من 3000 عام هو عمر حياتهم في اليمن، لكن مع هذا استطاعت إسرائيل سرقة موروثهم الثقافي والحضاري للثلاثة آلاف عام وتحويله إلى تراث إسرائيلي بجانب بعض الموروثات الإسلامية اليمنية.

هكذا يتحدث يهود اليمن على صفحتهم بالفيسبوك، ويضيفون أن الحكومات اليمنية المتعاقبة لم تكترث لتوثيق الموروث الثقافي الشفاهي اليمني بشكل عام، مما شجع بلداناً عديدة منها دول خليجية إلى توثيق بعضه ونشره ونسبته لنفسها، لكن إسرائيل سرقت حتى المؤلفات اليهودية اليمنية المكتوبة باللغة العبرية وأعادت إصدارها بطبعات فاخرة ودونتها ضمن مكتبتها الوطنية دون الإشارة إلى أنها مؤلفات تعود إلى ما قبل هجرة يهود اليمن إلى إسرائيل.

 

كيف كان يهود اليمن يقضون شهر رمضان؟!

(( ما أن قضمت قليلاً من قطعة "قفوعة"- نوع من الخبز- حتى بدأت الفتيات في الفصل بالصياح: فاطر، فاطر، فاطر.. وسخرن مني لأني آكل في رمضان. وعندما وصل الخبر لأمي شدت شعري حتى كادت تنزع فروة رأسي وهي تؤنبني، وأصبحت كل يوم تفتش شنطة كتبي "وهي لم تكن سوى كيس قماش" لئلا أكون أخذت معي أكلاً للمدرسة! )).

هكذا تروي المهندسة نجاة كيف كانت تعيش طفولتها في رمضان وتضيف: (المسلمون يصومون، وأمي تتوقف عن الطبخ، وتغدينا بخبز وقهوة، وتحذرنا في كل مرة من الأكل في الشارع. وكنت دائماً أقول مع نفسي: نحن يهود ما دخلنا من رمضان؟! لكنني فهمت في سنوات أخرى أن ذلك من باب احترام مشاعر الآخرين .. كنت أستمتع عصراً بالذهاب الى "المقشامة" القريبة حيث يأتي أناس كثيرون لشراء "البقل" ويحدث مزاح وكلام ظريف أستمتع لسماعه).

وتتابع : (مع أننا يهود كان معظم الجيران المسلمين يرسلون لنا أكلاً من فطورهم، وكنت أفرح لما يكون بينه "قديد" أو "رواني".. وكنت أستغرب لماذا لا يرسلون لنا لحماً بين الأكل.. حتى أخبرتني أمي بأنهم يعرفون أن اليهود لا يأكلون اللحم إلا الذي يذبحه العيلوم).

تتابع قائلة: (كان الناس يسهرون في رمضان وأصوات المساجد لا تنقطع، والمدينة تبقى في حركة حتى وقت الفجر، ويسمح لنا أهلنا بالبقاء في الليل خارج البيت نلعب. كانت الحياة جميلة، ورغم أن الناس كلهم تقريباً بسطاء ليسوا أثرياء لكنني كنت أشعر أنهم مرتاحون وراضون بعيشتهم، وكرماء جداً.. وقلما كانت تحدث خصومات بين الناس، وحتى عندما تحدث يتسامحون في نفس اليوم وتعود الحياة طبيعية).

متعلقات
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاحد بالعاصمة عدن
عصابة تمارس العنف والإرهاب في مديرية المواسط بمدينة تعز
النائب العام يصدر قرارا بشأن قضية اختفاء عشال
رئيس تنفيذية انتقالي شبوة يلتقي عدداً من ابناء المحافظة الخريجين من قسم العلوم السياسية
مبنى البنك المركزي اليمني وحشة الجدار والمكان وانهيار العملة.