تشهد مدينة تعز اليمنية خلافات أسرية بين الحاج أحمد عبدالله الشيباني، وابنه الأكبر أبو بكر أحمد عبدالله الشيباني حول إدارة المصانع في مدينة تعز التي سببها القيادي الإخواني عبد الكريم شيبان، الذي أثار الخلافات بينهما من أجل سيطرة جماعة الإخوان عليها وليسهل لهم التحكم بها.
صراع إخواني على مصانع الشيباني:
يروي أحد المدراء التنفيذيين في شركات الشيباني - الذي اشترط عدم ذكر اسمه لصحيفة الأمناء - بأن هناك تطورات جديدة للأحداث المتعلقة بمصانع وشركات الشيباني التجارية، تمكنت الإدارة الفعلية والشرعية من تنفيذ التوجيهات الصادرة من السلطات العليا وإعادة العمل من مقر الإدارة للمصانع وتشغيلها بعد فترة من الاحتلال غير القانوني، وقد تمت استعادتها من أيادي نافذة في تعز، وذلك بفضل توجيهات حكومية مباشرة بتشكيل لجان عسكرية لتجميد الوضع والحفاظ على الإدارة الحالية للمصنع حتى إيجاد حلول دائمة لإعادة المصانع للعمل كما كانت عليه سابقاً.
خطوة غير متوقعة:
وقال إنها خطوة غير متوقعة، قام محافظ المحافظة بتكليف الأمن الخاص بحراسة المصنع، محل شرطة الدوريات. وعلى إثر ذلك، حاول مسلحون يتبعون عبدالكريم شيبان الدخول إلى المصنع بسيارات مموهة، لكنهم فشلوا، وأفادت المصادر أنهم كانوا ينتظرون استلام القوات الخاصة للمصنع ليتمكنوا من الدخول دون مقاومة.
تصاعد التوترات:
وأضاف: "تصاعدت التوترات عندما بدأ هؤلاء المسلحون بمضايقة الحراسة الشخصية وأفراد الأمن السابقين والمكلفين بحماية المصنع في تطور دراماتيكي، اقتحم جميل عقلان، قائد القوات الخاصة، المنشأة بعدة أطقم وعشرات المسلحين، وأطلقوا النار على الأمن والعمال، ولكن تم إيقافه قبل أن يصل إلى الإدارة، متجاهلاً القوانين الداخلية للمنشأة ودخل بالقوة مع مجموعة من المسلحين بزي مدني".
السعي لتعطيل الأوامر الحكومية:
واختتم حديثه قائلاً: "إنه ما المؤكد أن تصرفات عقلان جاءت بتحريض من أطراف تسعى لتعطيل الأوامر الحكومية، ومحاولة منه للابتزاز. وفي سياق متصل، يحاول نافذون بالدولة، التدخل كوسيط لحل النزاع قبليًا، متحديًا بذلك الأوامر الحكومية والأمنية، وهو ما اعتبره مراقبون خارجًا عن القانون".
شيبان ومحاولة إفشال استلام الشركات:
يقول حميدان القدسي بأن عبدالكريم شيبان، الذي يُعتبر من الشخصيات الرئيسية التي تستفيد من استمرار النزاعات وإغلاق المصانع، يواصل جهوده لإفشال استلام المصانع والشركات من قبل الإدارة الفعلية.
وقد أعرب مراقبون عن قلقهم من إمكانية تفكيك الشركات لمصالحه الخاصة ويأملون في أن تتخذ الحكومة اليمنية إجراءات حاسمة لحماية الشركات والمؤسسات الوطنية، مؤكدين أهمية الاستقرار والأمن الاقتصادي لمستقبل مزدهر لليمن.
تحليلات مراقبين:
واستغرب المراقبون من استبدال شرطة الدوريات بالقوات الخاصة لحراسة الشركة، فيما توجيهات المحافظ تقضي بحماية الشركة وليس اقتحامها. وتساءل المراقبون: هل الشركة طلبت استبدالهم أم لمصلحة من تم ذلك خصوصاً في هذه الأحداث وافتعال هذه المشاكل بعد أن استعاد ممثل الشركة القانوني الإدارة وبدأت الإدارة التنفيذية بممارسة مهامها؟
بيان نقابة عمال شركة التكامل الدولية:
قال بيان لنقابة عمال شركة التكامل الدولية في تعز، إن مجموعات الشركة الواقعة في شارع الحصب، تعرضت لاعتداء واقتحام مسلح من قبل أفراد يرتدون الزي العسكري قبل أمس الماضي، ولا تزال المجاميع تحاصر الشركات حتى إصدار البيان.
وحسب البيان فإن شركة الأغذية والمشروبات الواقعة في وادي الحصب، وكذلك معمل تعز للثلج، وقسم الإدارة العامة الواقعان بمنطقة الحصب على الشارع العام، تعرضت جميعها للاعتداء والاقتحام المسلح ولا تزال المجاميع تسيطر عليها مع انتشار للأطقم العسكرية حولها حتى اللحظة.
وأشار البيان إلى أن الوحدات العسكرية تحركت وفقًا لأوامر وتوجيهات شخصيات نافذة وبوظائف رسمية عليا بالدولة، مستغلين مراكزهم لتحشيد المسلحين واستخدامهم لمحاصرة واقتحام الشركات، الأمر الذي أدى إلى إيقاف العملية الإنتاجية، وإصابة أحد موظفي الشركة أثناء محاولته النجاة والفرار من الأعيرة النارية، إضافة إلى حالات الهلع والذعر في أوساط العاملين فيها، والساكنين بالقرب منها.
وطالب البيان محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية نبيل شمسان بالقيام بواجبه وإنهاء عسكرة الشركة، ورفع المجاميع المسلحة، والوقف الفوري للاعتداءات المسلحة المتكررة، وضبط الخارجين عن القانون وكل من ثبت ضلوعه في تلك الاعتداءات ومحاسبتهم.
نزاع أسري:
وأوضح أن النزاع الدائر داخل أسرة الشيباني المستمر إلى اليوم وبعد تقاعس وفشل المصلحين ونتيجة لتدخل بعض الأطراف الخارجية ذات السلطة لتأجيجه بديلا من السعي لحله، لا يمكن أن يكون في أي حال من الأحوال مبررًا لتهميش دور مؤسسات الدولة المختلفة ولا يعني استخدام أجهزة الدولة وأفرادها للاعتداء على الشركات والعمال أو ليستقوي بهم طرف على طرف.
وتشهد مجموعات شركات الشيباني نزاعًا أسريًا منذ أواخر العام الفائت بين مالك الشركة الحاج أحمد عبد الله الشيباني، وابنه، الذي ظهر في مقطع مصور يتهم ولده بالاستيلاء على مصانعه وشركاته وتجريده من ممتلكاته مستغلا بذلك مرضه وسفره إلى الخارج.
