كيف تمكن الإخوان من إحكام سيطرتهم على تعز وتحويلها إلى إمارة إخوانية؟ (٢ - ٢)
الأمناء/ موسى المقري :

كيف فرخت ألوية الإخوان عشرات الانتحاريين؟

هل ينتفض أبناء تعز على حكم الإخوان ويعيدون لمدينتهم المغتصبة مجدها؟

 

كيف حاول الإخوان المسلمون إكمال السيطرة على تعز؟ وهل عملوا فعلاً على تحويلها إلى إمارة إخوانية نتيجة أهميتها الجيوسياسية؟ وما هي السياسة التي اتبعتها جماعة الإخوان المسلمين لتثبيت سيطرتها العسكرية والإدارية على تعز، تحت إمرة المرشد العام للجماعة؟

 

توجيهات محافظ تعز السابق:

وفي المراسلات، وجه محافظ تعز السابق، قائد المحور السابق، بموافاته بوثائق صرف مبلغ الثلاثة مليارات ريال، في نطاق مهلة أسبوع من تاريخ التوجيه، في حين وعد بتشكيل لجنة للتحقيق والمحاسبة في كافة المبالغ السابقة واللاحقة، في حال لم ينفذ الطلب.

ويتهم قائد محور تعز السابق اللواء خالد فاضل، بنهب مبالغ الرديات ومخصصات الأفراد التي تصل إلى 500 مليون ريال شهرياً، بالإضافة إلى نهب مبلغ مليار و600 مليون ريال مرتبات الجيش في تعز لشهر يناير 2018، التي لم تصرف حتى الآن، ومازالت لدى قيادة المحور.

وبحسب عدد من الوثائق، فإن اللواء خالد فاضل مازال يرفض إخلاء عهد مالية، منها عهدة بمبلغ 170 مليون ريال، وكذا إخلاء عهدة بمبلغ 200 مليون ريال تم تخصيصها لدعم الحملة الأمنية، ولم يصرف منها سوى 20 مليون ريال.

فقد قال التقرير إن الحسين بن علي وماجد مهيوب وعزام فرحان (قيادات في لواء الصعاليك التابع للإصلاح)، تم تصنيفهم بأنهم من القاعدة وداعش، كما قال فريق الخبراء إن عزام فرحان نجل "سالم"، مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تعز، ويعد "سالم" القائد الأول للإخوان المسلمين في تعز، وقد تم منحه رتبة عميد، وتعيينه مستشاراً لمحور تعز.

 

ألوية الإخوان تفرخ عشرات الانتحاريين

وتفيد مصادرنا أن الانتحاري الذي فجَّر نفسه في معسكر الصولبان بعدن، والذي ينتمي لداعش، ويدعى "أبو سعد العدني"، سبق له أن شارك في معارك تعز، في صفوف كتائب حسم، وأنه من ضمن من دخلوا المدينة بصحبة عدنان رزيق، قبل أن ينفذ عمليته الانتحارية في معسكر الصولبان بعدن، في ديسمبر 2016م، ويتسبب بمقتل ما لا يقل عن 50 مجنداً، بالإضافة إلى جرح العشرات.

كما أن البرلماني الإصلاحي الشيخ عبدالله أحمد علي، المعروف بخطاباته التكفيرية، يعد بمثابة المرشد الديني لأفراد كتائب حسم، ولجماعات تكفيرية أخرى.

كذلك يقوم الإصلاح بدعم المجرم صدام المقلوع، الذي صدر بحقه أكثر من 15 توجيهاً وأمراً قهرياً وحكماً قضائياً لم تلقَ طريقها إلى التنفيذ، لكن الكارثة الكبرى أن يتم تعيينه ضابطاً لأمن اللواء 170 دفاع جوي، كما أن هناك العديد من الجماعات التخريبية التي يدعمها الإصلاح، ويوفر لها الغطاء والحماية، ويستخدمها في معاركه الداخلية.

 

 

منصب مدير الأمن حكرا للإصلاح

لقد ظل منصب مدير الأمن حكراً على الإصلاح، حيث كان العميد المغبشي مديراً للأمن في تعز، وهو محسوب على الإصلاح، وبعد وفاته تم تكليف نائبه المحسوب على الإصلاح العقيد محمد المحمودي، كقائم بالأعمال، من 20 يونيو 2017م إلى 13 أغسطس من العام نفسه، والذي صدر قرار جمهوري بتعيينه مديراً لأمن تعز، وترقيته لرتبة لواء، قبل أن يتم تعيين الإخواني العميد منصور الأكحلي في المنصب ذاته، مطلع العام 2018م.

وخلال هذه الفترة، شهدت المؤسسة الأمنية حالة من العبث، حيث تم تعيين عدد من المدنيين لإدارة أقسام الشرطة من غير أصحاب المؤهلات العلمية والعسكرية، وبناءً على ولاءات ومحسوبيات، كما تم نهب 5 أطقم عسكرية قدمها التحالف العربي لإدارة الأمن، ومنحها لقائد جماعة الإخوان المسلمين في تعز عبده فرحان "سالم"، بحسب ما أفادت به مصادرنا الخاصة.

كما اتفق قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، مع حزب الإصلاح، على تشكيل كتيبة جديدة للشرطة العسكرية، مكونة من 700 فرد من شباب الإصلاح، بينهم بعض الأفراد العسكريين من قوات اللواء 310 الذي كان يقوده حميد القشيبي، ومن ثم قام بتعيين العقيد مدين المسعودي كقائد للشرطة العسكرية، بعد أن كان مشرفاً على مدرسة نعمة رسام التي اتخذت منها الجماعة مركزاً لاستقبال المجندين في ضفاف المحور، ليتم بعد ذلك تكليف العقيد جمال الشميري، المحسوب أيضاً على الإصلاح، كقائد للشرطة العسكرية، قبل أن يصدر بتعيينه قرار جمهوري، في مارس 2018م.

وقد قام الجهاز الأمني السري التابع لحزب الإصلاح، باختطاف وإخفاء عدد من الناشطين لمجرد اختلافهم بالرأي مع الحزب، كما حصل للناشطين في الحزب الاشتراكي أكرم حميد وأيوب الصالحي، بالإضافة إلى أحمد القباع، وكذلك نعمان الحبشي الذي تم اختطافه من قبل أفراد تابعين للواء 17 مشاة، قبل أن يتم الإعلان عن العثور على جثته ضمن مجموعة جثث تم الإعلان عن العثور عليها في الضواحي الشرقية لتعز.

كذلك قام الجهاز السري الأمني باختطاف نشطاء آخرين، من بينهم الصحفي جميل الصامت الذي تم اختطافه بمبرر الكتابة ضد الجيش في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في سياق حملة أمنية تهدف لتكميم الأفواه وتخويف الناس، حتى يدينوا بالولاء التام لجماعة الإخوان المسلمين التي تريد تحويل تعز إلى ولاية إخوانية.

جرائم الجهاز السري التابع لجماعة الإخوان المسلمين، امتدت لتصل إلى تصفية السجناء داخل السجون، كما حصل مع السجين ميثاق العاقل الذي تمت تصفيته داخل سجن الشرطة العسكرية، نهاية يناير 2019، بعد أيام قليلة من طلب السلطات العليا إرساله إلى عدن للتحقيق معه، خاصة وأنه متهم بتنفيذ عدد من عمليات الاغتيالات، وهو ما يضع التساؤلات عن أسباب وكيفية تصفيته في هذا التوقيت.

كذلك فقد نفذت المليشيا المسلحة التابعة للإصلاح، عدداً من الجرائم المشابهة، أبرزها جريمة إعدام خارج القانون نهاية شهر مارس 2017، ووثقته وتم نشره عبر "يوتيوب" ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث قامت كتائب حسم التابعة للإصلاح بإعدام أحد أفرادها، بتهمة اغتياله العقيد ناصر القباطي، حيث أفاد القيادي في الكتائب عمار الجندبي، أنه تم التحقيق مع القاتل من الساعة الـ10 صباحاً إلى الواحدة ظهراً، قبل أن يتم قتله بنفس المكان الذي قتل فيه القباطي.

 

فرق الاغتيالات الخفية

أثارت عملية تصفية السجين في سجن الشرطة العسكرية "ميثاق العاقل"، نهاية يناير 2018، بعد أسبوع من طلب السلطات العليا في عدن استلامه للتحقيق معه - جدلاً كبيراً حول توقيت وكيفية تصفيته، خاصة أنه متهم بتنفيذ عدد من عمليات الاغتيالات بحق أفراد من الجيش الوطني.

التقرير قال إن هذا الصراع بين حزب الإصلاح وخصومه أوجد "حيزاً لمجموعات مقاتلة جديدة أصغر حجماً، تقوم أساساً بأنشطة إجرامية مثل الابتزاز والاغتيالات بمقابل".

وأورد التقرير سرداً لهذه المجموعات في كشف تفصيلي في ملحقه مع أسماء قياداتها، أغلبها قيادات موالية لحزب الإصلاح في تعز، حيث ورد في الكشف أسماء لمجاميع تابعة للإصلاح مثل كتائب حسم، لواء الصعاليك، ولواء الطلاب.

وأسماء المجاميع والقيادات التي وردت في محلق التقرير:

1- شباب دولة الخلافة الإسلامية/ جماعة/ مدينة تعز/ لا يزال الفريق يحقق في علاقتها بجماعات خارج اليمن.

2- عبد المؤمن الزيلعي/ قائد جماعة شباب دولة الخلافة الإسلامية/ مدينة تعز.

3- كتائب حسم/ جماعة/ مدينة تعز/ تسمى أيضاً هذه الجماعة، جماعة حسن.

4- عمار الجندبي/ قائد ميداني/ مدينة تعز/ تابع لكتائب حسم.

5- لواء القعقاع/ جماعة/ مدينة تعز/ يبدو أن قيادة هذه الجماعة من خارج تعز.

6- كتائب الكوثر/ جماعة/ حارتي الكوثر والشرف بمدينة تعز/ عدد من المقاتلين أقل من المئات.

7- وليد الرغيف/ تابع لكتائب الكوثر/ حارتي الكوثر والشرف بمدينة تعز/ يعتبر قائد كتائب الكوثر.

8- لواء الطلاب/ جماعة/ مناطق الحصب وبير باشا بمدينة تعز/ لايزال الفريق يحقق في علاقتهم بعناصر فاعلة أخرى.

9- ماجد مهيوب الشرعبي/ قائد روحي/ له علاقات مع لواء الصعاليك.

10- سعد القميري/ عضو في لواء الصعاليك/ مدينة تعز.

11- الحسين بن علي/ قائد ميداني في لواء الصعاليك/ تعز/ له علاقات مع جماعة الذئاب المتوحشة.

12- لواء عصبة الحق/ جماعة/ منطقة الجمهوري، مدينة تعز/ جماعة منشقة من لواء أبي العباس.

13- كتيبة أبي الوليد/ جماعة/ منطقة القاهرة، مدينة تعز.

14- كتيبة الذئاب المتوحشة/ جماعة/ منطقة باب موسى والنسيرية، مدينة تعز.

15- مجموعة الملثمين/ جماعة/ مدينة تعز/ المقنعين.

16- أسود السنة/ جماعة/ مدينة تعز/ لا يزال الفريق يحقق في علاقتها مع داعش.

17- ناجي محمد الكولي/ قائد روحي لأسود السنة/ مدينة تعز.

18- بلال علي محمد الوافي/ أمير الشريعة بمدينة تعز.

متعلقات
تخادم حوثي أمريـكي .. قرارات البنك كشف حقيقتها.
لحج.. دورة تدريبية للعاملين الصحيين بحملة شلل الأطفال بطور الباحة
أول تعليق من البنك المركزي حول اغلاق البنوك المعاقبة فروعها في المحافظات المحررة
إسبانيا تضرب إنجلترا بالقاضية وتتوج باليورو
عاجل: اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن تصدر بيانا هاما