هل كان الكيان الصهيوني سيجرؤ على ارتكاب مجازر غزة لوكان القوميين موجودون في سدة قيادة الدول العربية ..؟!!
الأمناء نت / خاص :

دولة عصابات الكيان الصهيوني التي ارتكبت مجزرة دير ياسين في زمن مؤسسها بن غوريون في الاربعينيات من القرن الماضي _ هي ذاتها من ارتكبت مجزرة مدرسة محافظة الشرقية بمصر في اواخر الستينيات ومن احرقت المسجد الاقصى نهاية الستينيات في عهد جولدا مائير وموشي دايان ، وهي نفسها التي ارتكبت مجازر مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة مطلع الثمانينيات في عهد مناحيم بيغن وبقيادة ارئيل شارون ، ومرورا بمجازر جنين وغزة والقدس في نهاية الثمانينيات بقيادة شيمون بيريز واسحق رابين في قمع الانتفاضة الاولي _ ثم مجازر قمع الانتفاضة الثانية ( انتفاضة الاقصى ) التي حدثت في مطلع الالفية والقرن والتي قادها شارون ومعه بنيامين نيتنياهو وافضت لاستشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات ابوعمار ، ووصولا لمجازر غزة في حروب الكيان العدوانية العام 2014م ، والعام 2019 م ، والعام 2021م ، ومجازر الحرب والعدوان الغاشم والحصار الظالم على قطاع غزة اليوم في 2023م واخرها مجزرة المستشفى المعمداني مساء أمس الثلاثاء 17 اكتوبر 2023 م وكل المجازر الاخيرة والحروب على غزة العامل المشترك الصهيوني لقيادتها بنيامين نيتنياهو ، الذي افرط في جرائمه ومجازره وفاق سابقيه اجراما على غزة التي اسقطتة واسقطت مستقبلة السياسي ومشروعة الصهيوني في تهجير سكان غزة ..

لقد رد العرب على مجزرة ديرياسين ومجازر عصابات بن غوريون في الاربعينات والخمسينات ودخلت الجيوش العربية فلسطين وحال توطؤ المستعمر الانجليزي والفرنسي وحلفائه من ملوك العرب ومؤمرات السلاح الفاسد دون تحرير فلسطين ورغم عصر النكبة وماتلاه حتى وقوع النكسة وقف الزعيم الراحل / جمال عبدالناصر وقاد الشعوب العربية للاستقلال وخاصة عقب هزيمة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م وانتصرت ثورات اليمن والجزائر وتونس والمغرب والعراق والصومال وتحرر العرب من الاستعمار وبعد نكسة 1967 م ومجازر الصهاينة واحتلالهم القدس واحراقه رد عبدالناصر والملك السعودي فيصل بانشاء المؤتمر الاسلامي عقب مؤتمر اللاءات الثلاث بالخرطوم ( لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف باسرائيل ) وحتى جاءت انتصارات العاشر من رمضان والسادس من اكتوبر عام 1973 م للجيشين المصري والجيش السوري وبدعم عربي واسع اهمه الدعم الجزائري بقيادة هواري بومدين والسعودي بقيادة الملك فيصل والليبي بقيادة معمر القذافي واليمني والعراقي ، وفي اعقاب اجتياح لبنان ومجازر صبرا وشاتيلا وحصار الرئيس عرفات وبعد خروج مصر من المعادلة بعد كامب ديفيد ، برز الدور العربي في مجابهة اسرائيل بقيادة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس اليمني الراحل / علي عبدالله صالح والذي ارسل المقاتلين والمجاهدين من اليمن لدعم المقاومتين الفلسطينية واللبنانية مطلع الثمانينيات ..
 وعقب اجتياح الكيان الصهيوني لجنوب لبنان وبرز دور الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس التونسي الحبيب بورقيبه وانضم لاحقا مع اواخر الثمانينيات السودان بقيادة عمر البشير وكان الكيان الصهيوني يعمل حسابه جيدا لردة الفعل العربي وتلك القيادات العروبية طوال الثمانينيات والتسعينيات وحتى بعد اوسلو ، وكان الرئيس العراقي الراحل/ صدام حسين ومعه عدد من القيادات العربية يمثلون رادعا لدولة الكيان وجرائمها ويتذكر العرب جميعا كما اليهود الصهاينة قيام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين باطلاق 39  صاروخا _ دكت تل ابيب 1991 م ومجاهرته بانشاء جيش لتحرير فلسطين والقدس والاقصى رغم العقوبات والحصار الذي فرض على العراق وحتى احتلال العراق عام 2003م ومن ثم استشهاد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين صباح عيد الاضحى والذي ظل يرردد قبل استشهاده ونطقه بالشهادتين ( عاشت الامة العربية_ عاشت فلسطين حرة مستقلة  ولاشك ان الصهاينة وعبر الاميركان والبريطان وعملائهم في العراق وايران الذين جمعتهم مصلحة اسقاط الدولة العراقية واحتلال العراق واخراج سيناريو التخلص من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين_ قد دشنوا مرحلة جديدة دشنوها بتسميم الزعيم الفلسطيني الراحل / ياسر عرفات..
 وجاء مايسمى الربيع العربي في2011 م والذي اتضح اليوم وبعد اكثر من عقد انه كان ربيعا صهيونيا اسرائيليا رعته اميركا وبريطانيا والغرب لهدم الدول العربية وتمزيقها واسقاطها _ وهذا كان ما تحدث به وحذوز منه الرئيس اليمني الراحل/ علي عبدالله صالح في ذلك الوقت ، وتم الحاق ليبيا واليمن وسوريا والسودان بالعراق وكان المخطط يشمل مصر وتونس والجزائر ايضا ، وضعف النظام الرسمي العربي وتشرذم في السنوات الاخيرة  وانشغل العرب بحروبهم الداخلية عن فلسطين وتنمر الكيان الصهيوني وازدادت حدة صلفه وجنونه وجرائمه ...


وفي خضم ضرب الدور العربي في دعم وتاييد ونصرة القضية الفلسطينية_ وهنا اعني النظام الرسمي العربي وقيادته لاسيما بعد اخراج مصر باتفاق كامب دافيد والاردن باتفاقية وادي عربة والعراق باحتلاله واسقاط قيادته وشنقها يوم عيد الامة الاكبر ومن ثم الحاق اليمن وسوريا والسودان التي اشعلوا فيها الحروب والفوضى والانقسامات والدمار عقب موجات الفوضى التي عنونوها بما سمي ب ( ثورات الربيع العربي) ورغم ذلك لم تنس الشعوب العربية فلسطين ونصرتها وقضيتها باعتبارها بوصلة وحدة الامة وقضيتها المركزية ورغم جراح واوجاع الشعوب العربية في اليمن وسوريا والسودان وليبيا وكل الدول العربية حتى التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني وسفراء في مصر والاردن ومن لحقها في قطر وسلطنة عمان والامارات والمغرب والبحرين والسودان  _ كلها مازالت شعوبها موحدة النبض والهوية والهوى مع فلسطين العربية وحقوقها المشروعة في دولة مستقلة عاصمتها القدس ..

وفي خضم تراجع الدور العربي الرسمي وقيادته خلال العشرين عاما الاخيرة _ ظهرت ايران الفارسية التي ومنذ العام 1979 م اعلنت ثورتها ومع مطامع ايران الخمينية ( جمهورية ولاية الفقيه ) بتصدير ثورتها نحو العرب في الجزيرة والخليج والشام وشمال افريقيا وقد واجه مشروعها التوسعي سدا منيعا في بوابة العرب الشرقية تمثل في العراق الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل صدام حسين_ رحمه الله_ ودعمه العرب من المحيط الى الخليج وبعد ثمان سنوات من الحرب  قبل الخميني وقف الحرب ووصف قراره ذلك ب ( تجرع السم) ، وما ان حدثت حرب الخليج الثانية ثم الثالثة التي اسفرت عن احتلال العراق وسقوط بغداد ونظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين العروبي _ حتى اتضح التخادم الايراني _ الاميركي الصهيوني في المنطقة بوضوح _ ولاشك ان فضيحة ( ايران كونترا) في الثمانينيات التي نقلت اسرائيل اسلحة اميركية وذخائر وقطع غيار طيران الى ايران اثناء حربها مع العراق ، وكانت تلك اولى المؤشرات ، واستباحت ايران العراق وقاتلت المليشيات العراقية التي كانت تقيم في طهران كمعارضة عراقية _ قاتلت مع المحتل الاميركي الصهيوني وارتكبت مجازر بحق العراقيين والفلسطينيين المقيمين بالعراق اكثر من الاميركي والبريطاني وسلمها المحتل حكم العراق وبالتوازي مع صعود حزب الله اللبناني وخوضه مقاومة الاحتلال الصهيوني واستغلت طهران الطائفية والمذهبية في لبنان وتحول حزب الله اللبناني الى ذراع ايرانية وباعلان امينه العام حسن نصرالله ولاؤه وتبعية الحزب لطهران وقائد ثورتها علي الخامنئي في العام 2007م بعد حرب تموز بعام وبعد عام ونيف على استشهاد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واربعة اعوام من احتلال العراق ، مدت طهران الحزب اللبناني بالمال والسلاح ومنذ ذلك التاريخ لم يخض الحزب اي معركة ضد اسرائيل رغم بقاء مزارع شبعا محتلة ووصولا لموافقة الحزب على ترسيم الحدود مع الكيان الصهيوني العام الماضي وبرعاية اميركية رسمية وبمباركة طهران وبحجة استغلال موارد النفط والغاز ، وهذا الترسيم تم على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وهو يماثل اتفاقية كامب دافيد مع مصر ووادي عربة مع الاردن واخطر من سيمفونية التطبيع التي وقعت مايسمى ( اتفاقات ابراهيم) دول خليجية مع تل ابيب تبادل السفراء والسفارات وانضمت لهم لاحقا المغرب والسودان ...

وعودا على بدء فان ايران تمكنت من السيطرة على بغداد وبيروت بنهاية العام 2007م عبر الاحزاب الموالية لها وباركت طهران الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وعارضته في سوريا واستغلت مأزق النظام السوري واخطاء العرب بطرد سوريا من الجامعة ودعم المعارضة السورية من بعض العرب ، ودخلت مع حزب الله معركة سوريا والحقت دمشق بمحورها رسميا ، ولم تكن كذلك من قبل رغم علاقات الدولتين سابقا وتماهي مواقفهما وتطابقها غالبا ، وبالمثل ايضا استغلت طهران الربيع العربي في اليمن ومانجم من تبعاته ودفعت بحركة انصار الله ( الحوثيين) للتحالف مع اخوان اليمن _ حزب الاصلاح_ الذي قاد معارضة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح _ ابان الربيع العربي اوبمعنى أصح العبري _ وبعد ان تم الوفاق اليمني على المبادرة الخليجية _ اوعزت طهران لحلفائها برفضها والانشاق عن المعارضة التي شاركت في السلطة ومن ثم التحول للتحالف (الصوري) مع الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح وحزبه والذي انتهى بإغتيالة ، وكما حدث في سوريا _ حدث في اليمن _ جاء التدخل العربي المباشر من خلال عاصفة الحزم التي قادتها السعودية ، ودول الخليج باستثناء سلطنة عمان التابعة للإدارة البريطانية ، ودول عربية وبحسابات خاطئة للواقع اليمني وفي ظل التخادم الايراني البريطاني الاميركي _ افتقد العرب صنعاء اليمن كما فقدوا من قبل دمشق وبيروت وبغداد لصالح طهران ومحورها التي تستغله في اشعال الحرائق والحروب بالمنطقة وفي السنوات الاخيرة وقعت حركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة منذ قرابة ثمانية عشر عاما والحقتها بماتسميه طهران محور المقاومة الذي يشرف عليه جنرالات الحرس الثوري الايراني عبر مايسمى فيلق القدس الذي انشاته طهران منذ اربعين عاما ولم يخض معركة واحدة في القدس او من اجلها بل خاض معارك في العراق وسوريا واليمن واسفرت عن ملايين القتلى من العرب والمسلمين ، واليوم هاهي ايران وحزب الله وبقية ماتسميه محورها قد سارعت لنسب انتصار عملية طوفان الاقصى في ايامها الاولى لمحور المقاومة الذي تقوده وطهران من جهة ومع قدوم الاساطيل الغربية تبرأت طهران ونفت مسؤليتها وتخادم معها الاميركي وصرح الا دليل على تواطؤ طهران ، وفي الاثناء تحرص طهران ومحورها على تشويه مواقف العرب من غزة ومايحدث فيها من جرائم صهيونية ، عندما خرجت جمهورية مصر العربية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والسعودية والجزائر بمواقف عروبية مشرفة لم يتوقعا الاميركي والصهيوني وحتى الايراني الذي تستمر آلته الدعائية في تشويه مواقف العرب وتخوينهم وتسفيههم ووصمهم بالعمالة .. واستمرت ايران ومحورها بالمناورات والتصريحات التي تهدد وترسم خطوط حمر ومن ثم تتراجع ولم يحصل شي ء من ذلك الى اليوم ولم تتدخل ايران ولا اذرعها رغم مناوشات حزب الله مع جيش الكيان على الحدود بتبادل المقذوفات بين فينة واخرى وفيما يشبه اسقاط الواجب وتسويغ العذر في حين تمطر طائرات الكيان الصهيوني وبارجاته ودباباته قطاع غزة بالصواريخ والقذائف الفسفورية المحرمة دوليا وتهدم احياء باكملها على رؤس ساكنيها وتقصف المساجد والكنائس والمشافي والمدارس في غزة وتقطع الماء والكهرباء والوقود في جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية تفوق جرائم النازية والفاشية ولم تشهد البشرية لها نظيرا ، ومع ذلك احرار العالم من خارج المنطقة وفي المقدمة روسيا والصين ودول اميركا اللاتينية تقف مع الحق الفلسطيني وتدين جرائم الكيان الصهيوني وما طرد السفير الصهيوني من كولومبيا امس الاول الا موقف انساني حر مع الحق ضد الباطل الذي يمثله الكيان الصهيوني وترعاه بريطانيا وواشنطن والغرب الصليبي وبتواطؤ وتخادم دويلات حديثة التأسيس وجماعات في المنطقة ومنها اصحاب شعارات (الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل) طالما زايدت وتاجرت بالقضية الفلسطينية وبدماء الفلسطينيين ...


وختاما نردد قوله تعالى ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم )

متعلقات
تخادم حوثي أمريـكي .. قرارات البنك كشف حقيقتها.
لحج.. دورة تدريبية للعاملين الصحيين بحملة شلل الأطفال بطور الباحة
أول تعليق من البنك المركزي حول اغلاق البنوك المعاقبة فروعها في المحافظات المحررة
إسبانيا تضرب إنجلترا بالقاضية وتتوج باليورو
عاجل: اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن تصدر بيانا هاما