مختصة بعلاج الأورام والعلاج بالإشعاع د. أماني صالح لـ "الأمناء": عدن بحاجة إلى مركز إشعاعي ومختبرات نسيجية متكاملة
- لا توجد مراكز إحصائية تبين العدد الفعلي لمرضى السرطان في الجنوب
- تعاني محافظات الجنوب من عدم وجود مراكز متكاملة لعلاج السرطان
يعد مرض السرطان من الأمراض الخطرة، وهو عبارة عن نمو شاذ للخلايا، ويُطلق على مجموعة الأمراض التي تتميز بنمو وتكاثر غير طبيعي للخلايا، والتي تؤدي إلى تدمير الخلايا السليمة الأخرى في الجسم. ويبدأ مرض السرطان عند حدوث أي خلل أو طفرة في الجينات؛ مما يؤثر على دورة حياة الخلية الطبيعية ويحولها إلى خلية سرطانية خارجة عن سيطرة الجسم، بحيث تبدأ الخلايا السرطانية بالنمو والانقسام السريع بدلًا من موتها في الوقت المحدد لها.
وتقسم مراحل مرض السرطان إلى أربعة مراحل تدريجية لتأتي المرحلة الرابعة كأقوى المراحل، حيث يكون انتشار مرض السرطان قد وصل إلى أعضاء أخرى غير التي أصيبت في البداية ويصل إلى العُقد اللمفاوية نفسها. وللخلايا السرطانية القدرة على التكاثر والانتقال من عضو إلى آخر في جسم الإنسان، وهنالك قرابة 100 نوع من السرطان.
ولتسليط الضوء أكثر على سرطان الثدي والتوعية من مخاطره استضافت "الأمناء" الدكتورة أماني صالح هادي سعيد، اختصاصية في علاج الأورام والعلاج بالإشعاع في المركز الوطني لعلاج الأورام -عدن، مدير الإدارة البيئة والاجتماعية بوزارة الصحة العامة والسكان، في هذا الحوار الطبي.
- هل لكِ أن تعطينا لمحة عن أسباب ومسببات انتشار مرض سرطان النساء؟
- السرطان مرض تسببه التغيرات الجينية التي تؤدي إلى نمو الخلايا غير المنضبط، وتكوين الورم. السبب الأساسي للسرطانات (غير العائلية) هو تلف الحمض النووي وعدم الاستقرار الجينومي. وهناك أقلية من السرطانات ناتجة عن طفرات جينية وراثية. ترتبط معظم أنواع السرطان بأسباب بيئية أو أنماط الحياة أو السلوك. السرطان ليس معديا بشكل عام في البشر، على الرغم من أنه يمكن أن يكون ناجما عن فيروسات ورمية وبكتيريا سرطانية. يشير المصطلح "بيئي"، كما يستخدمه باحثو السرطان، إلى كل شيء خارج الجسم يتفاعل مع البشر. لا تقتصر البيئة على البيئة الفيزيائية الحيوية (مثل التعرض لعوامل مثل تلوث الهواء أو أشعة الشمس)، بل تشمل أيضًا نمط الحياة والعوامل السلوكية.
- ما أكثر المحافظات تعرضاً للإصابة بمرض السرطان؟
- معظم المحافظات تعاني من الإصابة بمرض السرطان، ومعظم الإحصائيات تتركز في المدن الكبرى بسبب قدوم الناس إلى مركز الأورام في عدن وحضرموت من المحافظات الجنوبية والشرقية، رغم أنه خلال السنوات الماضية منذ عام 2020م تم افتتاح عدة وحدات للعلاج الأورام في شبوة - عتق وبيحان، وسيئون، ولا توجد مراكز إحصائية تبين العدد الفعلي لمرضى السرطان ومدى توزعهم على المحافظات.
- ما أنواع السرطانات المنتشرة بين النساء؟ وأيهما أكثر عرضة للإصابة بالسرطان الذكور أم الإناث؟
- يعد سرطان الثدي ثاني أنواع السرطانات لدى النساء، وقبله يأتي سرطان الرئة، الذي يؤدي إلى الوفاة، ويعد سرطان الثدي عند الرجال بنسبة 1-2% من مجموع الحالات المصابة بسرطان الثدي.
ويليه سرطان الجهاز التناسلي لدى النساء، ومن أهمها سرطان المبيض، ثم سرطان عنق الرحم، ثم سرطان بطانة الرحم، والحمل العنقودي، وتصاب النساء بسرطانات أخرى مثل ساركوما العظام وسرطان الدماغ وغيرها.
- كيف يلعب جانب الكشف المبكر عن المرض في القضاء عليه قبل انتشاره؟
- الكشف المبكر يساعد في القضاء على السرطان قبل ظهوره والحد من الوصول إلى مرحلة متأخرة في الشفاء، مثلاً سرطان الثدي يتم كشفه عن طريق الكشف الذاتي للثدي لكل فتاة بعد سن البلوغ في المنزل للتعرف على أي تغيرات تظهر في الحلمة أو أي كتلة في الثدي، وكذلك الفحص السريري لدى طبيب مختص سواء كان جراحاً أو طبيب أورام، أو الفحص بعمل سونار وكذا ماموجرام للنساء بعد سن الأربعين. كما أن عمل مسحة عنق الرحم pap smear يساعد في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم لدى الفتيات البالغات والنساء.
ونقول "الوقاية خير من العلاج"، و"فحصك.. أمانك" حتى لا تفقد الأسرة عمود البيت وهي المرأة، نقول "إن الكشف المبكر حياة"، ومع انتشار مراكز الكشف المبكر في بلدنا أصبح بالإمكان عمله بسهولة، ولكنه يحتاج خطوة لدخوله إلى الأرياف والتعريف بمدى أهمية الكشف المبكر عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي المرئية والمسموعة حتى نصل إلى الهدف المنشود أن السرطان مرض يمكن علاجه والشفاء منه.
- ما أكثر الأشياء المضرة والمسببة لأمراض السرطانات؟
- أبرز عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي ما يأتي:
السنّ، وتاريخ شخصي من التعرض لسرطان الثدي، وتاريخ عائلي، والميل الوراثي، والتعرض للإشعاعات، والوزن الزائد، والحيض في سن مبكر نسبيًا، والوصول إلى سن اليأس في سن متأخر نسبيًا، والعلاج بالهرمونات، وتناول أقراص منع الحمل، والتدخين، وتغيّرات ما قبل سرطانية في نسيج الثدي، وكثافة عالية في نسيج الثدي بالتصوير الشعاعي (Mammography).
- ما دور الحكومة في الاهتمام بالنساء المصابات بالسرطان؟ وما رسالتكم لهم؟
- إلى يومنا هذا تعاني محافظات الجنوب من عدم وجود مراكز متكاملة لعلاج السرطان منها العلاج الإشعاعي، وكذا عدم وجود مختبر متخصص من أجل الفحص النسيجي، وكذلك عدم وجود العلاج التلطيفي للحالات المتأخرة من السرطان، وهذا يزيد من معاناة المرضى للسفر إلى الخارج، وكذلك السفر إلى صنعاء من أجل تلقي العلاج الإشعاعي، حيث أن المركز الوحيد في اليمن الذي يستقبل أكثر من 600 حالة في اليوم بصنعاء، وكل هذا يزيد من معاناة المرضى في طوابير الانتظار. فمراكز الأورام في محافظات الجنوب تفتقر إلى مختبر متخصص للفحص النسيجي وموجود مختبر بمستشفى الجمهورية بعدن، لكن بمعدات ومحاليل غير كافية لاستكمال الفحوصات مع الصبغات المناعية؛ لذلك كل الحالات تحول إلى القطاع الخاص وتكون تكلفة الفحص فوق 150 دولار، إذن نأمل من الحكومة العمل على افتتاح مركز متخصص ومتكامل من أجل مرضى السرطان والحد من المعاناة النفسية والمالية التي يتعرض لها مريض السرطان ودائما أقول "العلاج الإشعاعي مطلب كل مريض سرطان داخل عدن".
- ما أهم أساليب الوقاية من مرض سرطان الثدي بشكل خاص ومرض السرطان بشكل عام؟
- طرق الوقاية من سرطان الثدي:
- تناول الغذاء الصحي الغني بالخضروات والفواكه والأطعمة الغنية بالأوميغا 3، وتجنب الزيوت المهدرجة والابتعاد عن اللحوم المصنعة والمدخنة.
- التخلص من الوزن الزائد.
- الحرص على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
- الحرص على الرضاعة الطبيعية فهي من سبل الوقاية المهمة من سرطان الثدي.
- الامتناع عن التدخين وعن استنشاق دخان الغير.
- تجنب حبوب منع الحمل: على الرغم من فوائد حبوب منع الحمل إلا أن لها أخطارها أيضا، وكلما كانت المرأة أصغر قلت المخاطر، لذا يجب تجنب حبوب منع الحمل قدر الإمكان والامتناع عن تناولها بعد سن الـ 35 سنة حيث تزيد بشكل عام من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكنه يزول بعد التوقف عن تناولها كما يزداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- تجنب هرمونات ما بعد الطمث: لا ينبغي على المرأة تناول هرمونات ما بعد انقطاع الطمث على المدى الطويل والتي على الرغم من أنها تسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة كهشاشة العظام وأمراض القلب إلا أن الدراسات تشير إلى تأثيرها المختلط على الصحة العامة وتزيد من بعض الأمراض مثل سرطان الثدي وأمراض القلب. ويرجى استشارة الطبيب قبل تناولها.
- الحد من التعرض للإشعاع: إن التعرض للأشعة السينية يسهم بشكل كبير في الإصابة بسرطان الثدي خاصة للنساء اللاتي يوصف لهن عمل أشعة سينية تشخيصية على الصدر أو الالتهاب الرئوي، لا يجب التعرض لها لفترات طويلة مع الحد منها على قدر الإمكان.
- متابعه التاريخ الوراثي للعائلة؛ لتجنب الأورام الوراثية في حالة سرطان الثدي أو المبيض.
وعموما السرطان يعد من الأمراض القابلة لمنعها قبل ظهورها من خلال الكشف المبكر لسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، والوقاية منه عن طريق التطعيم مثلا ضد فيروس الحليمي البشري HPV المسبب لـ سرطان عنق الرحم واستباق الجراحة الوقائية في استئصال الثدي والمبيض عند وجود تاريخ وارثي لسرطان الثدي والمبيض.