لحج بعد وفاة الأسد المهاب.. هل تعود وكرًا ومرتعًا للفوضى؟
الأمناء / تقرير - عبدالقوي العزيبي :

مواطنون بلحج يتساءلون: لماذا بعد وفاة "السيد" ثارت أذرع الإرهاب مجددًا؟

مطالبات بتشديد القبضة الأمنية في لحج قبل فوات الأوان

نشطاء لـ "الأمناء": لا بد من تعاون أمني مشترك بين عدن ولحج لمجابهة الخطر الداهم

 

عرفت محافظة لحج، عقب حرب عام 2015م، باعتبارها في صدارة المحافظات المحررة في استتباب الأمن والاستقرار، وذلك خلال فترة تولي اللواء ركن صالح السيد مدير عام شرطة المحافظة - طيب الله ثراه - والذي استطاع قهر الإرهاب في أوكاره ومحاربة عناصره، والزج بالخارجين عن النظام والقانون في السجون لتقديمهم للقضاء.

وكان اللواء صالح السيد رحمه الله بمثابة "الأسد المهاب" الذي استطاع أن يلحق الهزيمة بالإرهاب وخلاياه، فكانت فترة قيادته لأمن المحافظة فترة ذهبية لدرجة تجاوزت حدود لحج إلى محافظتي عدن وأبين، وكان "السيد" الرجل الأول أمنياً ويهابه الأعداء بمجرد ذكر اسمه، إلا أن قدر الله كان أمراً واقعياً لا مفر منه، فتوفي "السيد"، وبوفاته خسر الوطن مناضلاً جسوراً نادر الوجود ولن يتكرر مثله من الرجال الأوفياء.

ولقد برزت إلى السطح بعد وفاة السيد اختلالات في المنظومة الأمنية في المحافظة بظهور أعمال الفوضى وعمليات إرهابية هدفها إحداث عدم الاستقرار الأمني، وظهر مجدداً زراعة العبوات الناسفة، وأعمال الفوضى، والسرقات، والقتل المتعمد، والمداهمات التي افتقرت لوجود لها قائد محنك وشجاع كاللواء صالح السيد.

 

استنكار

واستنكر معظم مواطني لحج عودة الأعمال الفوضوية والجرائم الإرهابية، ويتساءلون: هل هي أفعال عفوية لوجود فراغ أمني تركه السيد بعد رحيله في المنظومة الأمنية؟ أم أن ما يحدث هو مخطط إصلاحي - إخواني جديد يدار عبر "الأخطبوط الأحمر" عن طريق أذرعه التخريبية في لحج؟ وما هو موقف اللجنة الأمنية في المحافظة تجاه ما يحدث؟

 

سبتمبر.. شهر العبوات

لقد شهدت مدينة الحوطة - عاصمة المحافظة - عودة زراعة العبوات الناسفة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية يوم الأحد 30 يوليو 2023م من العثور على عبوة ناسفة في حارة مسجد الدولة في الحوطة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إبطال وتفكيك العبوة، وبحسب المصدر الأمني فقد كانت العبوة عبارة عن علبة حليب ملصق بها هاتف جوال والعبوة محلية الصنع، وعثرت الأجهزة الأمنية في الحوطة في 5 سبتمبر الماضي على عبوة ناسفة أخرى بالقرب من محكمة الحوطة الابتدائية ومدرسة أهلية، وبفضل من الله تمكن رجال الأمن من إبطال وتفكيك العبوة، وإعادة الأمن والسلامة والطمأنينة عند عامة الناس.

 

رسائل الموت

وتساءل عدد من مواطني لحج عن سر هذه العبوات الناسفة ولمن تحمل رسائل الموت، ومن الذي يقوم بهذه الأعمال الإرهابية في مدينة القمندان "الحوطة" التي كلما شعر أهلها بالأمن والاطمئنان سعى دعاة الشر والإرهاب من جديد إلى إرجاعها لمربع الخوف والشر والظلام والقتل، وأضافوا أن من يقوم بهذه الأعمال الإجرامية جاحدون ومتنكرون لخيرات هذه المدينة وحاقدون على أهلها منذ عهد عامل الإمام المنصور بلحج وإلى اليوم.

 

عودة الإرهاب

لقد بلغت الجرأة بعناصر الإرهاب من المرور عبر النقاط الأمنية، ولولا اليقظة الأمنية لبعض رجال النقاط، لربما تمكنت تلك العناصر الإرهابية من ارتكاب جرائم بشعة، كما حدث يوم الأحد 10 سبتمبر الماضي، وتمكن أفراد إحدى النقاط الأمنية في مديرية تبن من الاشتباه بأحد الأشخاص وهو على دراجة نارية والقبض عليه بحنكة أمنية في النقطة وعثروا بحوزته على متفجرات كان يريد تفجيرها بحق المواطنين الأبرياء بحسب المصدر الأمني، وفي 25 سبتمبر الماضي استشهد جندي في نقطة مصنع الحديد بطريق طور الباحة من قبل أحد الإرهابيين عندما أوقفت النقطة سيارته لغرض التفتيش، وباشر الجندي برصاص من مسدسه وقتله في الحال، ومع بزوغ فجر يوم الإثنين سبتمبر الحالي قام مجهولون برمي قنبلة على منزل أركان الحزام الأمني في منطقة امجرباء الغربية دون حدوث أضرار بشرية، وفي مساء يوم السبت 16 سبتمبر الماضي انفجرت عبوة ناسفة بمنطقة صبر بمحافظة لحج، وبحسب المصدر الأمني لم تسفر عن أي ضحايا بشرية أو مادية.

ومن جانب آخر وفي 25 يوليو 2023 استشهد 4 جنود من اللواء الرابع مشاة جبلي في مديرية المقاطرة نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سائلة المديرية .

 

انتشار السرقة

لقد برزت وبقوة ظاهرة السرقة في مديريتي الحوطة وتبن بمحافظة لحج، وقيام أشخاص بسرقة ممتلكات خاصة وعامة وبأسلوب منظم وكأن الأمر يدار عبر خلية منظمة وبطريقة ممنهجة تهدف إلى الفوضى الهدامة، والملفت للنظر أن تحدث أعمال السرقة في تحد سافر كما هو حاصل لشبكات خطوط الكهرباء النحاسية، وسرقة بعض المرافق الحكومية من مدارس ووحدات صحية في مديرية تبن، وللأسف نجد أن بعض هذه القضايا تقيد ضد مجهول، وأيضاً يوجد مشتبهون يتم القبض عليهم ومنهم من يفرج عنه، ولا يعلم المواطن فيما بعد ما هو مصير المتهمين، هل السجن والمحاكمة أم البراءة والإفراج؟!

 

تعاطي المخدرات

كما انتشرت مظاهر أخرى أكثر جرماً ولا تختلف عن الإرهاب كونها تقتل المئات في صمت نظراً لعدم المبالاة بهذا الخطر من قبل بعض أفراد المجتمع المحلي، وتتمثل في استفحال ظاهرة تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها وانتشارها بين أوساط الشباب وإدمان البعض بتعاطي المخدرات وما ينتج عنه من تفسخ الأخلاق وارتكاب الفاحشة، وتشير المعلومات إلى بروز عدد من القضايا غير الأخلاقية بصورة واسعة، منها ما تصل إلى الأمن والنيابة والقضاء نتيجة المخدرات التي يقف خلفها مافيا كبيرة ومنظمة على مستوى الداخل والخارج، يضاف إلى هذا الخطر بروز ظاهرة تعاطي مختلف أنواع الخمور الخارجية وبيعها في أماكن سرية دون أي خوف من الله.

 

ظاهرة الثارات

وانتقلت مؤخراً ظاهرة الثارات القبلية بين بعض أفراد القبائل من موطنهم الأصلي إلى إطار مديرية تبن بمحافظة لحج، كما هو حاصل منذ فترة بين قبائل الصبيحة وتعرض أفراد من قبيلة "الشماتة" لكمين مسلح في منطقة الرباط من قبل أفراد من قبيلة "البريمة" كما حدث ذلك يوم 13 سبتمبر  الماضي، وجميع هؤلاء من مديرية المضاربة ورأس العارة، فنقلوا الثار فيما بينهم إلى مديرية تبن، وأيضاً أصيب مواطن من أبناء تبن صباح يوم 24 سبتمبر الماضي إثر اشتباك مسلح أمام مدرسة الراية الأهلية بصبر وأطرافه من الصبيحة، كما تجدد الثأر القبلي بنقض الهدنة بين قبيلتي العطيرة والخليفة بمديرية طورالباحة عصر 25 سبتمبر الماضي، والذي نتج عنه قتلى وجرحى.

 

تعزيز الأمن

وتعد ظاهرة الثارات خطيرة جداً كونها تهدد السلم الاجتماعي وتقلق السكينة العامة، مما يتطلب من الأجهزة الأمنية التصدي لها بقوة وقبل استفحالها وحدوث انفلات أمني كبير يخرج عن السيطرة الأمنية، وتحويل مديرية تبن إلى ساحة اقتتال بسبب الثارات القبلية وسفك الدماء البريئة، وحدوث الاختلالات في الوضع الأمني في المحافظة وانعكاسه سلبياً على العاصمة عدن، على اعتبار أن مديرية تبن تعتبر البوابة الجنوبية لمحافظة عدن رمز المحبة والسلام، وأن عودة الفوضى الهدامة والإرهاب وانتشار السرقة والفاحشة في لحج دون أي ضوابط أمنية قد يشكل خطراً يهدد أمن واستقرار العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، حيث شهدت مديرية دار سعد مساء يوم 24 سبتمبر الماضي انفجار عبوة ناسفة، مما يتطلب من قيادة المؤسسات الأمنية في محافظتي لحج وعدن الاستشعار بحجم المسؤولية مبكراً ومجابهة هذا الخطر القاتل وبشكل عاجل من خلال التعاون الأمني المشترك، كما يتوجب على الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي رفد محافظة لحج بكافة مقومات العمل الأمني من معدات مختلفة لتعزيز هيبة الأمن، وأيضاً تعزيز مكافحة الإرهاب في المحافظة بمعدات حديثة ومتطورة لمكافحة العناصر الإرهابية، وفي خاتمة التقرير لا يسعنا القول عن فقيد الوطن اللواء صالح السيد: "لقد كان همك الجنوب وبرحيلك فعلاً أدميت القلوب".

متعلقات
تخادم حوثي أمريـكي .. قرارات البنك كشف حقيقتها.
لحج.. دورة تدريبية للعاملين الصحيين بحملة شلل الأطفال بطور الباحة
أول تعليق من البنك المركزي حول اغلاق البنوك المعاقبة فروعها في المحافظات المحررة
إسبانيا تضرب إنجلترا بالقاضية وتتوج باليورو
عاجل: اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن تصدر بيانا هاما