كيف استطاع الرئيس الزبيدي تعزيز شراكة الجنوب وأمريكا في المصالح والاستراتيجيات المشتركة؟
الأمناء نت / خاص :

تقاطع مصالح العالم والإقليم ومصلحة شعب الجنوب والضرورات اللازمة لدعم الجنوبيين باستعادة دولتهم..

ما أبرز مصالح العالم والإقليم المشتركة مع مصلحة شعب الجنوب؟

ما الأسباب التي تجعل من "حل الدولتين" الحل الوحيد لحل الصراع في اليمن وضمان مصالح الإقليم والعالم أجمع؟

هكذا عززت زيارة الرئيس الزبيدي الشراكة بين الجنوب وأمريكا

 

في تحليل له حول أهمية زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - للولايات المتحدة مؤخراً، أكد السياسي الجنوبي  د. عبدالجليل شائف أن مصالح الولايات المتحدة تتقاطع مع مصالح شعب الجنوب العربي، وبالتالي فإن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي من شأنه أن يخدم هذه المصالح والأهداف والاستراتيجيات المشتركة بين الجانبين.

وقال د. عبدالجليل شائف في مقاله المترجم: "يمكن فهم أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية من وجهات نظر مختلفة، بينما يشترك المجلس الانتقالي الجنوبي والولايات المتحدة إلى حد كبير مع حلفائهم، في المصالح والأهداف والاستراتيجيات المشتركة، ونعتقد أن مصالح الولايات المتحدة تتقاطع مع مصالح شعب الجنوب، وبالتالي فإن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي من شأنه أن يخدم هذه المصالح".

 

تقاطع المصالح والأهداف الاستراتيجية المشتركة

وعدد د. عبدالجليل شائف الأسباب التي تستوجب بل وتؤكد على ضرورات دعم توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز الشراكة بينهما وتقاطع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي والإقليمي مع مصالح شعب الجنوب والتي تتطلب حل الصراع في اليمن بحل الدولتين ودعم الجنوبيتين في استعادة دولتهم الجنوبية.

 وأوجز د. عبدالجليل شائف هذه الأسباب في:

أولاً: تواصل الولايات المتحدة البحث عن قوات قادرة وموثوق بها على الأرض لمكافحة المنظمات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية والدولية، والنفوذ الحوثي الإيراني المتزايد في المناطق الاستراتيجية الحيوية في شبه الجزيرة العربية وباب المندب والقرن الأفريقي.

 ثانيًا: أظهرت القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي كفاءتها وقدراتها المستدامة في مكافحة الإرهاب من خلال التضحية الهائلة بالأرواح والقدرة على الصمود في مواجهة المتعصبين الدينيين المسلحين والممولين.

وكذلك لصد ومواجهة العدوان المحتمل الموجه نحو المصالح الغربية وفي مقدمتها مصالح الولايات الأمريكية، ولتعزيز النفوذ الأمريكي في جميع أنحاء اليمن على حساب القوى المعادية في المنطقة، مثل النفوذ الإيراني.

 

 

تحديات جمة

إن الزيارة التي طال انتظارها والتي قام بها أول زعيم جنوبي ينتمي لحركة استقلال الجنوب إلى الولايات المتحدة تجلب الاهتمام الذي تشتد الحاجة إليه لبلد يواجه تحديات هائلة، بدأت حربها الأهلية متعددة الأوجه في عام 2015 وتستمر بشكل متقطع مع عواقب إنسانية ضخمة. وقد سبق هذا الصراع نضال طويل خاضه أبناء الجنوب منذ حرب الانفصال عام 1994، حيث سعى جنوب اليمن مرة أخرى إلى استقلاله بعد فشل مشروع الوحدة عام 1990.

 

أوجه الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمجلس الانتقالي الجنوبي

ومن زاوية أخرى يرى الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي د. عبدالجليل شائف أنه من مصلحة الولايات المتحدة تطوير شراكة راسخة، ليس فقط كوسيلة لمكافحة الإرهاب، ولكن أيضًا لضمان التعاون في القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك مثل الأمن البحري، وقال د. عبدالجليل:

"وبشكل عام، لم يتم الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي من قبل الجيران الإقليميين كممثل لشعب الجنوب فحسب، بل أثبت أيضًا أنه شريك ودي ومخلص للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب ومنع انتشار النفوذ الإيراني عبر الأراضي اليمنية، ونتيجة لذلك، فإننا نعتقد أنه من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية تطوير شراكة راسخة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ليس فقط كوسيلة لمكافحة الإرهاب، ولكن أيضًا لضمان التعاون في القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك مثل الأمن البحري".

وأضاف: "ولهذا فإن الخطوات المذكورة أعلاه مهمة، ليس فقط لمنع العدوان المحتمل الموجه نحو المصالح الغربية، ولكن أيضًا لتعزيز النفوذ الأمريكي في جميع أنحاء اليمن على حساب القوى المعادية في المنطقة، مثل إيران".

 

خطوات لازمة وضرورية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. عبدالجليل شائف أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ العديد من الخطوات التي تساهم في مكافحة الأعمال العدائية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وتأمين المصالح الأمريكية في المنطقة من تهديدات المنظمات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية والتحالف الحوثي-الإيراني، وقال:

" تهدد المنظمات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية والتحالف الحوثي-الإيراني الأفراد العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين والمبادرات الاستراتيجية لتحقيق الاستقرار والتنمية ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن في جميع أنحاء العالم. على هذا النحو، نعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ العديد من الخطوات التي تساهم في مكافحة الأعمال العدائية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وتأمين المصالح الأمريكية في المنطقة".

وأورد الكاتب الحلول لهذه المشكلات التي أفرزتها الأحداث الدامية والصراعات السياسية في اليمن، والتي لها انعكاسات على المجتمع الدولي والإقليمي ككل، ورأى د. عبدالجليل شائف أن حل الدولتين في اليمن هو الخيار الوحيد للخروج من هذه المشكلات، وقال: "إذن، يبقى حل الدولتين هو الخيار الوحيد المحتمل الذي يتناسب مع واقع الوضع العسكري والأمني على الأرض. وهذا الحل يمكن أن يضمن السلام ويؤمن مصالح كل دولة محبة للسلام، وخاصة الولايات المتحدة".

 

احتمالات السلام ومكافحة الإرهاب

ويرى المحلل السياسي الجنوبي د. عبدالجليل شائف أنه من خلال منح الحوثيين السيطرة على شمال اليمن وترك الجنوب  للمجلس الانتقالي الجنوبي، لن يتم ضمان احتمالات السلام فحسب، بل ستكون الحرب ضد الإرهاب أكثر فعالية أيضًا، ويعلل ذلك إلى أن المتمردين الحوثيين يسيطرون سيطرة شبه كاملة على الشمال ولا يستطيعون التوغل في الجنوب الذي استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي توسيع نطاق نفوذه على محافظاته، وبعد إعادة هيكلته لتشمل كل القوى والمكونات الجنوبية من كل محافظات الجنوب، وقال د. عبدالجليل: "كما هو معروف، داخل الأراضي اليمنية، يتمتع المتمردون الحوثيون بسيطرة شبه كاملة على الشمال عسكريًا واقتصاديًا، وهذه المناطق أصبحت تحت سلطتهم وعملتهم الخاصة، لكنهم لا يستطيعون التقدم إلى ما وراء الحدود الفعلية بين الشمال والجنوب حيث يواجهون معارضة عسكرية قوية من القوات الجنوبية. وبالمثل، مع تزايد حجم قوة الحوثيين في الشمال، قام المجلس الانتقالي الجنوبي بتوسيع نطاق نفوذه عبر جنوب اليمن. وقد شملت عملية إعادة الهيكلة الأخيرة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي جميع المجموعات الجنوبية تقريباً ضمن هياكله السياسية. ومن خلال منح الحوثيين السيطرة على شمال اليمن وترك جنوب اليمن للمجلس الانتقالي الجنوبي، لن يتم ضمان احتمالات السلام فحسب، بل ستكون الحرب ضد الإرهاب أكثر فعالية أيضًا".

 

زعزعة الأمن والاستقرار الدولي والإقليمي

وأوضح الكاتب د. عبدالجليل شائف الأسباب التي ينبغي أن تنظر إليها الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بعين الاعتبار والتي تسهم في زعزعة الاستقرار والأمن الدولي والإقليمي وتزيد من تعقيد المهمة الصعبة بالفعل المتمثلة في إيجاد حل سياسي شامل للحرب الأهلية في اليمن، وقال:

"وينبغي للمسؤولين الأميركيين أن يدركوا - إلى جانب الشركاء العرب الإقليميين - نفوذهم المتضائل نتيجة لتنامي قوة الحوثيين في شمال اليمن بالتحالف مع النظام الإيراني. ويجب تسليط الضوء أيضًا على الفراغ المتزايد الذي يسمح بعودة نشاط الجماعات الإرهابية التي غالبًا ما تتعاون مع الحوثيين لتهديد أمن واستقرار جنوب اليمن. إن التحالف بين الحوثيين وإيران إلى جانب الجماعات الإرهابية الإسلامية يغذي عدم الاستقرار الإقليمي ويزيد من تعقيد المهمة الصعبة بالفعل المتمثلة في إيجاد حل سياسي شامل للحرب الأهلية في اليمن".

 

الحل الوحيد

وفند الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي في سياق مقاله الحل الوحيد الممكن للصراع في اليمن فحسب ، بل والمؤدي إلى تحسين العلاقة بين إيران والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، واستتباب الأمن الإقليمي والدولي، وقال:

"لقد قدم المجلس الانتقالي الجنوبي تضحيات هائلة لطرد العناصر الإرهابية المتطرفة من الجنوب، لكنه يحتاج إلى المزيد من الدعم من شركاء مثل الولايات المتحدة لمواصلة هذا الصراع. كما أن الوضع السياسي الجيو- إستراتيجي يشجع على حل الدولتين. إن حل الصراع اليمني في ظل حل الدولتين يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقة بين إيران والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، وبالتالي تقليل عدم الاستقرار الإقليمي".

 

فوائد حل الدولتين

وتطرق المقال إلى الفوائد التي ستتمخض على موافقة المجتمع الدولي منح الحوثيين شمال اليمن كدولة ومنح المجلس الانتقالي الجنوبي دولة في الجنوب وقال الكاتب:

"وأيضًا، بما أن المجتمع الدولي سيوافق على شمال اليمن كدولة منفصلة تحت حكم الحوثيين، فمن الممكن بدء اتصالات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نتيجتين إيجابيتين. الأول هو حماية الحدود السعودية والمنشآت رفيعة المستوى مثل المطارات ومصافي النفط من هجمات الحوثيين. والفائدة الأخرى هي وجود دولة ديمقراطية في جنوب اليمن يمكن أن تصبح منارة أمل وفرصة محتملة لليمن بأكمله".

 

أوجه الدعم الأمريكي المطلوب لحليفه المجلس الانتقالي الجنوبي

 

واختتم الكاتب د. عبدالجليل شائف مقاله المترجم بالمساعدات الواجب على الولايات المتحدة الأمريكية تقديمها لحليفها المجلس الانتقالي الجنوبي في مكافحة الإرهاب واستقرار الأمن البحري والملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن وقال:

"أخيرًا، في هذا السياق، يجب على الولايات المتحدة تقديم المزيد من الدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي لحليفها المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن الأمور الحاسمة في هذا الدعم برامج التدريب على مكافحة الإرهاب، والحكم الرشيد، والمساعدة العسكرية، وهي برامج تشتد الحاجة إليها.

ويمكن للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أيضًا المساهمة في تطوير البنية التحتية في المناطق الجنوبية والمساعدة في تحسين الإنتاج الاقتصادي والزراعي. علاوة على ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تقدم للمجلس الانتقالي الجنوبي برامج التبادل الثقافي والتعليم والمشاريع لتطوير وسائل الإعلام وحرية التعبير".

متعلقات
تخادم حوثي أمريـكي .. قرارات البنك كشف حقيقتها.
لحج.. دورة تدريبية للعاملين الصحيين بحملة شلل الأطفال بطور الباحة
أول تعليق من البنك المركزي حول اغلاق البنوك المعاقبة فروعها في المحافظات المحررة
إسبانيا تضرب إنجلترا بالقاضية وتتوج باليورو
عاجل: اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن تصدر بيانا هاما