نأمل من الحكومة سرعة إصدار قرار تحويل المستشفى إلى (هيئة)
نصرف شهريًا 17 مليونًا من مساهمة المجتمع عبر نظام بيروقراطي بمالية لحج
ثلاجات الموتى متهالكة ونأمل رفد المستشفى بثلاجات حديثة
في حوار خاص مع "الأمناء" قال الدكتور مجيد عاطف ثابت أسعد، مدير عام مستشفى ابن خلدون العام في مدينة الحوطة محافظة لحج، بأنه عند استلامه المستشفى في شهر يونيو 2022م، بموجب قرار تكليفه مديراً للمستشفى من قبل محافظ المحافظة، كان المستشفى يمر بوضع صعب جداً ويعاني الكثير والكثير من المعضلات المختلفة، وأيضاً من أبرز المشاكل التي واجهت عمله نزوح الكثير من الأطباء الاستشاريين سواء إلى خارج الوطن أو إلى المستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى إحالة العديد من الطاقم التمريضي إلى التقاعد، والبعض منهم يعانون من الأمراض، وعدد منهم يعملون بمستشفيات خاصة.
وقال المدير ومن أجل معالجة هذه المشكلات تم التعاقد مع الكثير من المتطوعين الذين بلغ عددهم 287 متطوعاً ومتطوعة للعمل في المستشفى، إلا أنهم يشكلون عبئاً كبيراً على المستشفى فيما يخص دفع الالتزامات المالية لهم شهرياً.
انهيار البنية
وأضاف: "ويعاني المستشفى من شبه انهيار في البنية التحتية وبعض المباني متهالكة وقديمة منذ افتتاح المستشفى وإلى اليوم لم تحظ بصيانة، وأيضاً توقف التكييف المركزي كان من أبرز المعضلات التي واجهت العمل، وأشار إلى تواصله المستمر مع السلطة المحلية ومكتب الصحة في المحافظة حيث قاموا بدور طيب ساعد إلى حد كبير في حلحلة بعض الأمور ومنها المساعدة في الالتزامات المالية للأطباء الكوبيين والذين كانوا يعملون في المستشفى، وكذا المساعدة في دفع حوافز المتطوعين".
تدخل رجال الأعمال
وأردف الدكتور مجيد: "كما تم التواصل مع التجار وفاعلي الخير والذين بدورهم دعموا المستشفى مالياً عبر لجنة خاصة بهم، ساعد على ترميم قسم الطوارئ العامة والتوليد وترميم وإعادة البنية التحتية للحضانة التي كانت من سابق لا تستوعب غير 8 حاضنات فقط، وبعد التأهيل توجد الآن أكثر من 16حاضنة، وكذا رفد بعض الأقسام التي كانت مغلقة من سابق بالمعدات والمحاليل، وتم تشغيل الأشعة المقطعية وافتتاح محطة الأكسجين، وإعادة تشغيل التكييف المركزي بشكل ممتاز، وجميع هذه المنجزات بمساعدة بعض المنظمات ورجال المال والأعمال".
إعادة التشغيل
وأشار الدكتور مجيد إلى إعادة افتتاح أقسام كانت مغلقة مثل العظام والأنف والحنجرة والعيون، وبعض العيادات الخاصة بالعظام ، وقال: "نبذل جهودًا بتشغيل عيادة الأسنان ورفدها بـ 2 كراسي حديثة مع بقية المعدات اللازمة لعمل العيادة، وكذا القيام بإجراء مخيمات داخل المستشفى منها مخيم العيون والأذن والحنجرة، ونسعى حالياً بإجراء مخيم جراحي عام".
الطوارئ والعناية
وأضاف: "قمنا بإعادة تأهيل قسم الطوارئ ورفده بعدد 16طبيبا عاماً و 4 أطباء مساعدين ، ونبذل جهداً للارتقاء بالخدمة بهذا القسم".
وحول قسم العناية المركزة أكد الدكتور مجيد: "أنها توجد 8 أسرة تستقبل المرضى وفيها أطباء مختصون، ونعمل الآن على توفير أطباء مناوبين، ولقد قمنا بتركيب شبكة أوكسجين وتكييف مركزي للعناية المركزة بدعم من منظمة "ينبوس" ، كما توجد غرفة العمليات لأجراء الجراحة والعظام وغرفة عمليات خاص للنساء والولادة".
إصلاح التكييف
وقال إن التكييف المركزي توقف من عام 2015 وحتى بداية عام 2023، وتمكنا بعون من الله من إعادة تشغيله.
الاكتفاء من الأكسجين
وعن وحدة الاكسجين قال المدير: "لقد كانت توجد بالمستشفى وحدة اكسجين قديمة تنتج 30 أسطوانة في اليوم، ومؤخراً وعبر الصحة العالمية تم افتتاح وحدة جديدة تنتج يومياً 100 أسطوانة، ونعمل على تزويد الأكسجين لجميع مستشفيات المحافظة، ولأي جهة أخرى بمبلغ رسوم الأسطوانة 1000ريال، والأسر الفقيرة مجاناً".
مركز الغسيل
وأوضح أن مركز الغسيل الكلوي ينفذ حالياً بتمويل من الهلال الأحمر القطري ونأمل منهم تجهيز المركز ودعمه بموازنة تشغيلية لمدة 5 سنوات.
المختبر المركزي
وأفاد المدير أن مبنى المختبر المركزي لم يتم افتتاحه في منذ سنوات وهو مشروع اقليمي يخص محافظة لحج بشكل عام على اعتباره مختبر مرجعي، وهناك متابعات لافتتاحه، ونأمل من توفر الإمكانيات اللازمة ليقوم بمهامه حينها .
مركز العزل
وفيما يتعلق بقسم مركز العزل لمرضى "كورونا" قال الدكتور مجيد: "المركز حالياً شبه مغلق لعدم وجود حالات مرضية بكورونا، ولا مخصصات مالية، ولدينا رؤية بإعادة تفعيل المركز لاستقبال اي حالات طارئة من أمراض الحميات والإسهالات وما شابهها".
الأشعة بأقل سعر
واعتبر المدير إعادة تشغيل الأشعة المقطعية بالخطوة المتقدمة وقال إن الأشعة في المستشفى برسوم أقل بكثير من القطاع الخاص، إلا أن مع انسحاب المنظمات يتم شراء الأشعة بأكثر من 300 دولار، مما قد يفرض علينا حالياً رفع سعر الرسوم من أجل استمرارية الخدمة.
ثلاجة الموتى
ويرى المدير العام أن ثلاجة الموتى بالمستشفى تحولت إلى معضلة كبيرة لتعرضها لخلل فني بشكل مستمر، وأن تكاليف الإصلاح كبيرة وسبق أن ناشد أكثر من منظمة بالتواصل مع مكتب الصحة في المحافظة لوضع حل لهذه المعضلة .
صيدليات خاصة
وبشفافية تحدث المدير عن وجود الصيدليات الخاصة في المستشفى قبل أن يكون مديراً، ولدينا توجه بإعادة تفعيل الصندوق الدوائي من خلال رفع تصور للسلطة المحلية ومكتب الصحة لإنشاء صيدلية "الصندوق الدوائي" حتى لتوفير أدوية مدعومة تساعد المرضى الحصول على الأدوية باقل الأسعار.
أسعار الفحوصات
وأكد المدير أن المستشفى يقوم بإجراء جميع الفحوصات الضرورية الرئيسية وبأسعار رمزية جداً، فمثلاً عند شراء المحلول بقيمة 1200ريال، بينما قيمة سعر الفحص 500 ريال كونه مدعوماً بمساهمة المنظمات الداعمة للمستشفى، إلا أننا الآن نواجه إرباكا في سعر الفحص بعد انسحاب المنظمات، مما قد يفرض علينا رفع سعر الفحوصات إلى 50%.
تعاقد مع أطباء
وأشار المدير إلى إعادة تشغيل جميع العيادات داخل المستشفى بعد توقف جزء منها من سابق، حيث تم التعاقد سابقاً مع أطباء من عدن في أمراض القلب والإيكو والغدد الصماء.
معظم العمليات
وأفاد المدير أن المستشفى يجري معظم العمليات وبأسعار مناسبة منها الكبرى والمتوسطة والصغرى، مثل استئصال المرارة، والغدة الدرقية، وفتح البطن، واستئصال الأورام، والطلق الناري، وجراحة العظام بأنواعها الجراحية، وعمليات النساء والولادة بإجراء عمليات قيصرية، واستئصال الرحم ورفع المثانة والمستقيم .
طاقم المستشفى
وكشف المدير العام عن إحصائية ببلوغ الموظفين الأساسيين في المستشفى إلى 349 طبيباً وممرضا، بالإضافة إلى 287 متطوعاً ومتطوعة وعمال آخرين، موضحاً أن المستشفى يتكفل بدفع المبالغ المالية لـ "المتطوعين" شهرياً من مبلغ مساهمة المجتمع، حيث تبلغ مرتباتهم أكثر من 6 مليون ريال، وكذا المتعاقدين يدفع لهم ما يقارب 600 ألف شهرياً، ولهذا يتحمل المستشفى دفع مبالغ مالية من مساهمة المجتمع تصل شهرياً 17 مليون ريال، كما يصرف من هذا المبلغ لعدد 16طبيب في قسم الطوارئ ولأكثر من 11 طبيب في الطوارئ التوليدية، وحوافز تشجيعية لرؤساء الأقسام، مما يشكل عبئاً كبيراً على المستشفى لعدم وجود توظيف حكومي منذ ما قبل عام2015م، وجميع هذه الصرفيات أوجدت ضغوطات كبيرة جداً على المستشفى، بما في ذلك انسحاب منظمة "اليونسيف" والتي كانت تساعد بجزء مالي في مبلغ الميزانية التشغيلية، كما برزت مؤشرات عن احتمالية انسحاب منظمة "يمان" الداعمة للقسائم بقسم النساء والولادة، ولهذا نعكف حالياً بوضع دراسة الاعتماد على النفس في الأمور المالية للمستشفى وعدم الاعتماد على تدخل المنظمات حتى لا نواجه معضلات قادمة.
نعاني البيروقراطية
كما تحدث المدير عن قيامه مع وفد بزيارة لمستشفى 22 مايو في عدن، لمعرفة الآلية المتبعة في التعامل مع الأمور المالية فيما يخص مساهمة المجتمع، وقال المدير: "في الحقيقة نحن في ابن خلدون نعاني من سحب مبلغ مساهمة المجتمع إلى مكتب مالية المحافظة بعكس ما وجدناه في عدن بوجود المساهمة في إطار مالية المستشفى عبر طاقم إداري من المستشفى يشرف عليه من المالية، وما هو حاصل في ابن خلدون لا يطبق مثل مستشفيات عدن الحكومية، مما أوجد ارتباكات في سير تنفيذ خطط العمل وتأخير في دفع مرتبات المتطوعين شهرياً نتيجة الروتين القاسي في المالية بطريقة بيروقراطية".
ميزانية زهيدة
وكشف المدير أن الميزانية التشغيلية لمستشفى ابن خلدون تبلغ شهرياً 10 مليون ريال، واصفاً الميزانية غير ، مشيراً أن هذا المبلغ غير كافي لبند التغذية للمرضى في المستشفى، موضحاً ان معظم المستشفيات الحكومية تتجاوز ميزانيتها التشغيلية 40 مليون، والهيئات بالمليارات، ونوه إلى أن قرار تحويل ابن خلدون إلى (هيئة) قرار قد صدر وانما لم يخرج إلى النور .
التأمين الصحي
وعن التأمين الصحي لجميع موظفي المرافق الحكومية بلحج لدعم المستشفى والاستفادة من خدماته الصحية والطبية قال المدير: "ننظر إلى ذلك من خلال خطط المستشفى المستقبلية".
خصم 90%
وتفاخر المدير بتقديم المستشفى تأمينا صحيا لجميع موظفيه بصرف بطائق تأمينية بالإعفاء من دفع رسوم العلاجات بواقع 90% يشمل الموظف وأسرته.
خطر الإغلاق
وطرق المدير ناقوس خطر انسحاب المنظمات من عملية إسناد المستشفى على اعتبار انسحابهم المفاجئ في ظل الموازنة الزهيدة والروتين المالي لمبالغ المساهمة المجتمعية سيولد معضلة كبيرة أخرى تواجه المستشفى قد تؤدي إلى إغلاق أبوابه.
وعن الحلول قال المدير: "لقد عقدنا منذ فترة لقاء مع منظمات المجتمع المدني بالحوطة وتبن بجلسة حوار مجتمعي استعرضنا فيها الصعوبات ومناقشة الحلول والحمد لله وجد تصور بضرورة رفع الرسوم نسبياً وانشاء الصناديق لاستمرارية تقديم الخدمة ونجاح العمل في المستشفى مع الأخذ بعين الاعتبار الحالات المرضية الفقيرة، وإن شاء الله نتوفق في ديمومة العمل بنجاح كبير".
الهيئة مطلب شعبي
وفي خاتمة اللقاء قال المدير العام: "نبذل جهودًا كبيرة وبوتيرة عالية ومشتركة بهدف تحسين مستوى تقديم الخدمات وجودة الخدمة داخل المستشفى".
وقال: "نأمل نحن في المستشفى كما يأمل جميع أبناء لحج سرعة اعتماد قرار تحويل ابن خلدون إلى (هيئة) بخروج القرار إلى النور، لان هذا الأمر سوف يساعد في توفير جميع الحلول الناجحة لجميع المعضلات التي تقف عائقاً أمام نجاح العمل في المستشفى."
وأضاف: "نشكر "الأمناء" على هذا الحوار وعبر الصحيفة نرفع الشكر والتقدير لرجال المال والأعمال والمنظمات؛ لمساندتهم المستشفى في إنجاح عمله".