فوضى الإخوان تفاقم مأساة سكان تعز.. من الاغتيالات والاختطافات والنهب إلى تضييق الحريات وتكميم الأفواه
الأمناء / تقرير : موسى المقري :

جماعة الإخوان تطالب بمحاكمة طاقم أغنية "مش غلط" وتتجاهل محاكمة عصابات القتل والإجرام

أين نقابة صحفيي تعز من تهديدات الإخوان للصحفي "البحيري" وزملائه؟!

 

هكذا باتت مدينة تعز اليمنية التي تسيطر عليها عصابة جماعة الإخوان تعاني من الحصار والفوضى والعنف.

حول الإخوان مدينة تعز الحالمة إلى جحيم ومعاناة يومية يدفع ثمنها أبناؤها الذين يعانون الأمرين من عنهجية وبطش وظلم هذه الجماعة المارقة التي عاثت فساداً  في كل شبر من مدينة تعز.

وفي سياق آخر تعدت تجاوزات هذه الجماعة الإخوانية المتخادمة مع الحوثيين في الجانب الآخر إلى تقييد حرية التعبير وتضييق الخناق على الصحفيين الذين باتوا يحاربون من قبل سلطات الجماعة رغم الجرائم الوحشية التي تحصل كل يوم دون أن تحرك ساكناً وآخرها جريمة ذي البرح بمديرية المسراخ التي حصلت قبل أيام، وكذلك جريمة اغتيال مسؤول برنامج الغذاء العالمي، ولم تقم حتى اليوم بطلب محاكمة القتلة، وكأنه لا يوجد جرائم بشعة سوى جريمة أغنية "مش غلط".

 

 تهديدات لطاقم أغنية "مش غلط"

يروي سام البحيري الذي يعمل رئيس مؤسسة ميون الإعلامية بمدينة تعز بأنه تلقى عدة تهديدات من قبل أشخاص من قيادات جماعة الإخوان بالتصفيات هو وطاقم أغنية "مش غلط" التي اعتبروها جريمة رغم إنها فن شعبي وليس جريمة.

وأضاف البحيري: "إننا في مدينة تعز أصبحنا مقيدين من حرية التعبير وحرية الصحافة من قبل الجماعات المتشددة في هذه المدينة، ما جعلنا نحس بالخوف على أنفسنا كصحفيين خصوصاً بعد الحملة التي شنتها هذه الجماعات".

وختم البحيري بأن "هذه الأغنية لم تكن جريمة كما يدعون بأنها أخلت بالأخلاق والقيم بين أوساط المجتمع، حيث إن هناك جرائم ترتكب هنا وهناك ولم نسمع أي بيانات أو استنكار من قبلهم سواء في جريمة اغتيال مؤيد حميدي مسؤول برنامج الغذاء العالمي أو جريمة المسراخ التي انتهكت فيه كرامة المواطن عبدالباقي الجعشني والتي مازالت العصابة طليقة بحرية تامة خارج السجون".

 

اغتيال مؤيد حميدي فاجعة لا تنسى

يقول الناشط الحقوقي بشير طاهر: "إن حادثة اغتيال رئيس فريق الغذاء العالمي في مدينة تعز مؤيد حميدي، كانت وماتزال بمثابة فاجعة لكل مواطني محافظة تعز، بشكل خاص واليمن عموما".

وأضاف الناشط بشير أن حميدي كان يمثل وفد منظمة الغذاء العالمي إلى مدينة تعز التي تخضع لحصار مليشيات الحوثي منذ تسع سنوات، وعملت منظمة الغذاء العالمي برئاسة حميدي في مكتبه بتعز على التخفيف من معاناة أبناء المدينة من ويلات الحرب التي أنهكتهم وحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق.

وأشار إلى أن جريمة الاغتيال جاءت كالصاعقة لمجتمع مدني يسعى جاهداً للأمن والسلام والحياة المدنية بكل الوسائل والطرق ومصدراً لها، مجتمع ينبذ العنف والتطرف بكل أنواعه وأشكاله، مجتمع هدفه الحياة بالعلم والحرية وقبول الآخر.

وأوضح أن حادثة اغتيال حميدي عكست نظرة سلبية لمدينة تعز، نظرة ليس لها واقع ولا وجود في أوساط مجتمع تعز.. وهذه الجريمة تم التخطيط لها وتنفيذها بأيادي إجرامية تسعى عبر مموليها للإضرار بمدينة تعز وبث الرعب بين أوساط أبنائها أولاً ثم إظهارها للعالم كحاضنة للمجرمين والإرهابيين وأنها غير آمنة.

 

مطالبات الجهات الأمنية

ووفق الناشط الحقوقي بشير فإن تغييب الإعلان من قبل سلطات تعز الأمنية عن ملابسات هذه الجريمة المؤسفة، يعزز ويساند كل الأيادي التي تسعى للنيل من تعز وصمود أبنائها رغم نفاد صبرهم من تلك المعاناة.

وقال: "يجب على الجهات المعنية - أبرزها الجهات الأمنية بتعز - الإفصاح ومصارحة الرأي العام إلى ما توصلت إليه في التحقيقات لمعرفة الأيادي العابثة بأمن تعز ومن يقف خلفها".

وتحدث المواطن إبراهيم العاقل (42 عاما) أحد سكان مدينة تعز قائلاً: "أنا كمواطن تعزي أريد معرفة نتائج التحقيقات وإلى أين وصلت هذه القضية لمعرفة من يقف حول هذا الإرهاب الذي يسعى بكل الجهد لنحر هذه المدينة، وتصديرنا كوحوش إجرامية أمام المجتمعات الدولية".

 

مخاطر وتبعات

من جهته قال المحامي والخبير الحقوقي مختار الوافي، إن القتل العمد يعد عملا إجراميّا مدانا في كافة الأديان السماوية والشرائع وكافة القوانين الوضعية والمواثيق الدولية، باعتباره انتهاكا صارخا لحق الحياة الذي يعتبر الحق المقدس للإنسان.

وأضاف الخبير الحقوقي أن حادثة مقتل ممثل الغذاء العالمي في التربة عمل جبان ومدان سواء كان هو المقصود أو قتل بحادث عرضي فجميعها لها تبعات وتداعيات خطيرة تهدد عمل المنظمات الإنسانية العاملة ككل.

وأشار الوافي إلى أنه في مثل هكذا قضايا يتوجب على السلطات الأمنية أن تجري التحقيقات على وجه السرعة وتكشف للرأي العام عن نتائج التحقيقات وملابسات وأسباب القضية بكل شفافية وحياد حتى تنبعث الطمأنينة لدى بقية الموظفين في المنظمات الإنسانية وكذا لدى المواطنين.

 

 عدم الجدية

والجميع يعلم أن عدم الجديّة في التحقيقات بمثل هذه القضايا - بحسب الخبير الوافي- ستترتب عليها أضرارا كبيرة تطال ملايين المواطنين الذين يستفيدون من الأعمال الإغاثية في ظل غياب الدولة وتردي الاقتصاد فيما لو قررت تلك المنظمات التوقف عن العمل.

 

حملة مناصرة قضية مؤيد حميدي

في وقت سابق أطلق صحفيون ومحامون وناشطون، ونخب رأي عام، حملة ضغط واسعة للدفع بقضية اغتيال مؤيد حميدي ومناصرتها على مسار قانوني وإنساني كاشف للحقيقة، محققًا للعدالة، جابرًا للضرر.

وتسعى حملة ‫(كشف الحقيقة) للضغط على السلطات الأمنية في تعز لتتخذ خطوات جادة تمنع من استغلال مقتل مؤيد حميدي إنسانيا، وسياسيا، كما تستهدف استعادة سمعة تعز ومكانتها الثقافية والمدنية كنموذج جاذب لبرامج التنمية والعمل الإنساني وطارد للإرهاب وللجماعات المتطرفة.

كما تسعى الحملة لدعم الجهود الحثيثة لمجلس القيادة الرئاسي من أجل توفير مناخ آمن للمنظمات الدولية التي لا تزال تتخذ من صنعاء مركزا لمقراتها إثر ما تتعرض له من جبايات وأساليب ابتزاز حوثية.

 

 تشكيل فريق قانوني

تحدث أحد العاملين بمؤسسة ميون الإعلامية - الذي اشترط عدم ذكر اسمه – وقال:  "تفاجأنا يوم الخميس الماضي بنشر مذكرة من قبل فريق قانوني من قبل الجماعات المتشددة في مدينة تعز إلى النيابة العامة بمحاكمة زملائنا الذين أطلقوا قبل أيام أغنية (مش غلط) عبر قنوات التواصل الاجتماعي".

وأضاف: "كنا نأمل من هذا الفريق القانوني أن يقدم طلبا إلى النيابة بخصوص الجرائم الحاصلة داخل مدينة تعز من اغتيالات واغتصابات واختطافات وتعذيب وانتهاك كرامة المواطنين وآخرها جريمة مديرية المسراخ والذي مازال افراد العصابة يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب وكأن الأمر لا يعنيهم".

 

دعوة لصحفيي وإعلاميي تعز

كتب محمد طاهر مدير وكالة الأنباء اليمنية بمحافظة تعز على صفحته بالفيس بوك حول الاعتداءات والتهديدات المتكررة على الصحفيين والإعلاميين بمدينة تعز اليمنية وقال: "بعد أن حرضوا على المنظمات وتسببوا بكارثة إنسانية تمثلت بحرمان ملايين المواطنين بتعز من المساعدات الغذائية نتيجة اغتيال منسق الغذاء العالمي تحت هذا التحريض المتطرف ضد المنظمات.. واليوم ينتقلون للتحريض ضد الصحفيين وحرية الرأي والتعبير والثقافة وينصبون أنفسهم حماة الدين في بلد الإيمان والحكمة".

وأضاف: "ندعو كل الصحفيين والإعلاميين في محافظة تعز الاستجابة لبلاغ نقابة الصحفيين بالتضامن مع الأخ سام البحيري وزملائه ضد التهديد ورسائل القتل والتصفية، كما نناشد كل الصحفيين في كل المحافظات الأخرى وزملاء المهنة والحرف في كل دول العالم، وكذلك قيادة نقابة الصحفيين وعلى رأسهم الأستاذ نبيل الأسيدي Nabil Alosaidi للوقوف معنا ضد المحرضين على الصحفيين وحرية الرأي والتعبير على خلفية أغنية (مش غلط).. فمن حقهم أن ينتقدوا ويعترضوا ولكن ليس من حقهم التهديد بالقتل والتصفية ومحاكم التفتيش".

متعلقات
تخادم حوثي أمريـكي .. قرارات البنك كشف حقيقتها.
لحج.. دورة تدريبية للعاملين الصحيين بحملة شلل الأطفال بطور الباحة
أول تعليق من البنك المركزي حول اغلاق البنوك المعاقبة فروعها في المحافظات المحررة
إسبانيا تضرب إنجلترا بالقاضية وتتوج باليورو
عاجل: اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن تصدر بيانا هاما