الكثافة السكانية وزيادة الأسر النازحة أوجدت ضغطًا كبيرًا على الوحدات الصحية
انسحاب المنظمات من التدخل بقطاع الصحة أوجد معضلة أمام نجاح العمل
قال الدكتور خالد الرفاعي، مدير إدارة الصحة والسكان بمديرية تبن محافظة لحج، إن مديرية تبن من أكثر مديريات محافظة لحج ازدحاماً بالسكان، حيث يبلغ عدد السكان في المديرية تقريباً 170 ألف نسمة، بينما وصل عدد النازحين في المديرية حوالي 50 ألف نازح متفرقين في أنحاء المديرية، وأعداد كبيرة من الوافدين من المديريات الأخرى والمحافظات المجاورة، وأن هذه الكثافة السكانية أوجدت ضغطًا كبيرًا على الوحدات الصحية في المديرية.
وأشار الرفاعي إلى أن إدارة الصحة في المديرية هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الصحية في محافظة لحج بقيادة الدكتور خالد جابر، مدير عام مكتب وزارة الصحة والسكان في المحافظة، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذل للارتقاء بجودة الخدمات الطبية والصحية على مستوى المحافظة بقيادة المحافظ اللواء ركن أحمد تركي، والمدير العام الدكتور خالد جابر، ومدير عام المديرية الأستاذ محسن السقاف، مما أثمر وجود أرضية خصبة ملائمة لعمل المنظمات المحلية والدولية في المحافظة، وعلى وجه الخصوص في مديرية تبن؛ لتوفير الأمن والأمان مما ساعد المنظمات في العمل بأريحة تامة، وإسناد عمل الإدارة في تحقيق الخطط ونجاح العمل الخدماتي الصحي والطبي.
جاء ذلك في حوار "الأمناء" مع الدكتور الرفاعي حول الإنجازات والنجاحات التي تحققت خلال فترة عمله، وأبرز المعوقات التي تقف عائقاً أمام نجاح العمل، والتي تتطلب تعاون الجميع في التغلب عليها لتحقيق النجاح المتكامل، كما جاء في نص الحوار.
إنجازات صحية عملاقة
تحدث الدكتور "خالدالرفاعي" لـ"الأمناء"، عن منجزات صحية تحققت خلال فترة قيادته إدارة الصحة مديرية تبن والتي تحققت بفضل من الله، منها: شراء مكيفات طاقة شمسية للعمليات والأقسام الداخلية وعيادة النساء والولادة بمبلغ 13 مليون ريال لمستشفى الوهط، وترميم جزء من مكتب المديرية بمبلغ مليون ريال بمساهمة من مكتب الصحة، وأيضاً تجهيز وفتح مختبر الوحدة الصحية بقرية (الحُبّيل) بدعم من مكتب الصحة العامة والسكان تبن ومنظمة جونسنو، أضف إلى توزيع أجهزة ((CBC لعدد6 مرافق بدعم من منظمة جونسنو، وترميم الأرضية بالوحدة الصحية منطقة المجحفة، وتأهيل غرف الطوارئ في الوحدة الصحية بئر ناصر، وتأهيل منظومة الطاقة الشمسية في الوحدة الصحية قرية (الصرداح) بدعم من مؤسسة يمان، وكذا ترميم 10مرافق صحية بالشراكة مع البنك الدولي ومؤسسة يمان، والتوقيع على اتفاقية تزويد مستشفى الوهط بمنظومة الطاقة الشمسية بالشراكة مع مكتب الصحة بلحج ومنظمةUNDP، وأيضاً فتح 4 مراكز جديدة للتحصين وتزويدها بالثلاجات واللقاحات، وصيانة وشراء بطاريات ومراوح للوحدة الصحية بمنطقة (منصورة الحبيل) وعمل قواطع ألمنيوم بدعم من مؤسسة يمان والبنك الدولي ومكتب الصحة تبن، بالإضافة إلى افتتاح المركز الصحي بمنطقة العند للطوارئ التوليدية (مركز الفقيد محسن الكيلة)، والذي يعمل خلال أيام الدوام الرسمي من الصباح وحتى السادسة مساءً.
توزيع ناموسيات وإجراء عمليات جراحية
وأضاف الرفاعي: "كما قمنا بحملة توزيع الناموسيات يداً بيد واستهداف 72 قرية في المديرية، والنزول إلى عدد من المناطق النائية في المديرية لإجراء عمليات مجانية من الدرجة الأولى والثانية بالتنسيق مع مكتب الصحة بلحج ومؤسسة المعراج للتنمية، وأيضاً تنفيذ حملات الرش الضبابية في مناطق العند، وبناء سور الوحدة الصحية بمنطقة (الشظيف) بمساهمة من منظمة الإغاثة الإسلامية عبر مشروع النقد مقابل العمل".
مشاريع تنتظر الافتتاح
وكشف الرفاعي لـ"الأمناء" عن مشاريع صحية من المقرر افتتاحها خلال هذا العام بتمويل السلطة المحلية مديرية تبن، منها: مشروع افتتاح الوحدة الصحية (كود الزغبري)، ومشروع افتتاح الوحدة الصحية منطقة (امعليبة)، وأيضاً المركز الصحي في المدينة الخضراء، كما توجد دراسة قيد النظر بخصوص انشاء المركز الصحي في منطقة صبر.
منجزات أخرى
وأضاف الرفاعي: "كما توجد أعمال منجزة في 16وحدة صحية بدعم مختلف من قبل عدد من المنظمات، والتي تدخلت في هذه الوحدات كلٌ بحسب الاحتياج في بناء غرف إضافية ومستودعات، وإدخال نظام الطاقة الشمسية، وإجراء ترميمات مختلفة، وإدخال مكيفات جديدة وصيانة الأخرى، وتبليط أرضية لبعض الوحدات، كما يوجد مشروع حفر "بئر ماء" لتزويد وحدة صحية في المديرية بمياه الشرب".
تدخل المنظمات
وأشار الدكتور الرفاعي إلى وجود (19) وحدة صحية تتحصل على دعم متنوع في المديرية بحسب الاحتياج من قبل بعض المنظمات الداعمة لقطاع الصحة، مشيراً إلى وجود حوالي (8) وحدات صحية لا تتحصل على دعم المنظمات في مناطق (البيطرة وهران ديان وعبربدر والشقعة ولفيوش)، بالإضافة إلى مركز الفقيد "محسن الكيلة" في العند والذي انسحب منه مؤخراً الداعم الصليب الأحمر، وأيضا مستشفى الوهط.
وأردف الرفاعي: "لهذا نتمنى من المنظمات التدخل العاجل في الوحدات التي لم تتلقَ أي دعم والمستشفى وتزويدها بالأدوية والمستلزمات والدعم المالي للممرضين والمتطوعين".
إسناد المنظمات
وعن عمل المنظمات في قطاع الصحة في المديرية قال الدكتور خالد: "توجد 7منظمات بقطاع الصحة منها (مؤسسة يمان) التي تقدم دعم نظام القسائم، ومنظمة (أدرا) تدعم بعض المرافق الصحية وبحوافز لبعض العمال مع توفير الأدوية في الوحدات المستهدفة، وأيضاً منظمة (ميدير) تدعم بعض الوحدات الصحية والعربة المتنقلة، وكذا منظمة (إنترسوس) تدعم قسائم جراحية والأطفال، والصحة الإنجابية، والعربة المتنقلة، كما أن منظمة (جون سنو) تدعم القابلات الصحيات والصحة الإنجابية، وكذلك الصليب الأحمر كان يقدم دعمًا لبعض المرافق الصحية مع الأدوية وحافزًا للعاملين وانسحب مؤخراً، كما يقدم البنك الدولي حافزًا للعمال ويدعم بعض الوحدات بالميزانية التشغيلية". ونوه الرفاعي إلى أن هذا التدخل لا يستهدف جميع الوحدات الصحية في المديرية وغير دائم.
المنظمات ونجاح العمل
وتقدم الرفاعي عبر "الأمناء" برفع الشكر والتقدير والامتنان لهذه المنظمات لما تقدمه من أعمال إنسانية خيرية في الجانب الطبي وإسناد قطاع الصحة بمختلف أنواع الدعم، من خلال استهدافها لعدد من الوحدات الصحية في مديرية تبن المترامية الأطراف، والتي تشهد نموا سكانيا كبيرا، بالإضافة لما تعانيه المديرية من كثافة سكانية نتيجة الهجرة الداخلية، ونزوح الأسر من مناطق النزاع المسلح، وأيضاً وجود العديد من مخيمات النازحين في المديرية، وهذا الأمر أوجد ضغوطات كبيرة على الوحدات الصحية نظراً لانتشار الأمراض، واتساع رقعة الفقر، وعدم مقدرة المواطن من توفير حق العلاج في المستشفيات الخاصة.
معوقات تواجه العمل
وذكر المدير الرفاعي أبرز الصعوبات التي تواجه نجاح العمل، من أبرزها: عدم وجود ميزانية تشغيلية كافية للإدارة لتحقيق جميع الخطط، وأيضاً وجود مبنى الإدارة المتهالك والذي يشكل خطورة بانهيار السقف بأي لحظة على رؤوس الموظفين، وأيضاً افتقار الإدارة لمقومات العمل الإداري الحديث من كمبيوترات وطابعات.
وأضاف: "ونظراً لانقطاعات الكهرباء فالإدارة بحاجة إلى نظام طاقة شمسية متكامل حتى يستطيع الموظفون العمل بشكل منتظم من أجل إنجاز المهام المنوطة بهم، مشيراً إلى الانسحاب المفاجئ لبعض المنظمات من التدخل في قطاع الصحة في إطار المديرية، بما في ذلك الصليب الأحمر ومنظمة إنترسوس، وبالإضافة لوجود أبرز المعضلات الإدارية التي تواجه عمل الإدارة مثل النقص في الكادر الصحي المؤهل على مستوى الإدارة والوحدات الصحية، نظراً لتوقف عملية التوظيف ولوجود موظفين متوفين والبعض قد بلغ سن التقاعد، وآخرين منقولين وجزء يعاني من الأمراض المزمنة، وإن شاء الله تتحسن الأمور خلال قادم الأيام، ونشكر قيادة صحيفة الأمناء على هذا الحوار وتسليط الأضواء على قطاع الصحة في المديرية محافظة لحج".