المخابرات الأمريكية: الجيش الجنوبي مؤهل ومدرب على سلاحي الدبابات والمدفعية
من قوام الجيش الجنوبي:
(100 ألف) ضابط وجندي و(60 ألفًا) من القوات الشعبية والاحتياط
40 لواءً نظاميًا و18 دائرة تابعة لرئاسة الأركان العامة وكليتان عسكريتان
الجيش الجنوبي دعم حركات التحرر في المنطقة العربية والقرن الأفريقي لمواجهة الاحتلال الأجنبي
شاركت القوات الجنوبية في فلسطين ولبنان والصومال وكانت مفاتيح النصر في القتال
هكذا ساهم الانتقالي في الحفاظ على القوات الجنوبية وقدراتها على هزيمة العدو
الجيش الذي نهض من تحت الركام
حلت علينا يوم أمس الأول الذكرى الـ 52 لتأسيس الجيش الجنوبي في الأول من سبتمبر 1971م.
أي قراءة متأنية لتاريخ الجيوش ستُبيِّن لنا أنه لم يكن ممكنًا لأي وطن أن يستقر، أوحاكم أن يحكم، دون جيش قوي يحمى بلاده، ودون أمن لحفظ النظام والأمن العام في البلاد. "الحكم" يعنى القوة، ومفهوم القوة تطور على مر التاريخ من قوة العنف إلى قوة الشرعية وقوة الشعب.
للجيش رمزية خاصة عند الشعوب، فالجيش منوط به وظيفة حماية الوطن من الأخطار الخارجية أو المؤامرات والأعداء في كل المراحل.
في الـ 30 من نوفمبر 1967م بدأ التاريخ الحديث للجنوب العربي بإعلان استقلال الجنوب وقيام دولته المستقلة وعاصمتها عدن.
من الناحية الاستراتيجية، موقع الجنوب العربي يتمتع بأهمية بالغة، نظرًا لارتباطه بمضيق باب المندب التي تمر عبره خطوط الملاحة الدولية بالقرب من شواطئ عدن ولحج، فضلًا عن تركّز الثروات النفطية والغازية في شبوة وحضرموت.
ويمتلك الجنوب العربي عدداً من الجزر، أهمها: جزيرة سقطرة التي يبلغ طولها 125 كم وعرضها 42 كم، إضافة إلى جزيرة ميون أو جزيرة "بريم" الواقعة على مدخل مضيق باب المندب، إذ تبلغ مساحتها 13 كم، بالإضافة إلى عدة جزر أصغر في خليج عدن والبحر الأحمر أبرزها حنيش وزقر.
جيش جنوبي محترف
ورثت الدولة الجنوبية الحديثة مؤسسةَ جيش محترف أشرفت على إعداده وتدريبه جيدًا السلطة الاستعمارية البريطانية التي حكمت الجنوب منذ 1839 وحتى 1967م، وانحاز هذا الجيش إلى صف الشعب الجنوبي وثورته ضد المستعمر البريطاني. كما ظل كذلك منحازًا لصف الشعب الجنوبي في كل المراحل.
أقوى الجيوش
وتمكنت الدولة من بناء "جيش وطني احترافي بمساعدة الاتحاد السوفيتي حتى صار من أقوى الجيوش في المنطقة، وخاض حروبا دفاعية أبرزها حربي 1972 و1979م مع جيش الجمهورية العربية اليمنية وخرج من هذه الحروب منتصرا".
المخابرات الأمريكية : قوات الجيش الجنوبي مؤهلة ومدربة على سلاحي الدبابات والمدفعية تحت إشراف مستشارين سوفيت وكوبيين
جاء في تقرير للمخابرات المركزية الأمريكية أن "قوات اليمن الجنوبي مدربة بشكلٍ أفضل على استخدام معداتها، خاصة المدفعية والدبابات، اليمنيون الجنوبيون أجروا المزيد من التمارين بما في ذلك الاستخدام المتكرر للذخيرة الحية، ربما بسبب نفوذهم وتخطيط المستشارين السوفييت والكوبيين، الذين يُشرفون على مثل هذا التدريب.. وربما تتلقى قوات اليمن الجنوبي أكثر دعم ناري دقيق من مدفعيتهم".
سرد التاريخ العريق للجيش الجنوبي ودوره العروبي
بعد استقلال "الجنوب العربي" تحت اسم (ج ي ج ش) في 30 نوفمبر 1967م، وبالتحديد في الأعوام 68-1969م تم دمج جيش البادية الحضرمي مع جيش الاتحاد النظامي، وقد شكل هذا الدمج النواة الاولى للجيش الوطني لدولة الجنوب المستقلة.
عام 1970م ، تم تأسيس أول كلية عسكرية على أنقاض مركز التدريب في عدن الصغرى بين الجبلين "صلاح الدين" حاليا.
وفي 1 سبتمبر من عام 1971م تم تخرج أول دفعة من الكلية العسكرية واعتبر ذلك اليوم حدثًا تاريخيًا مهمًا في تطور القوات المسلحة لــ"ج ي ج ش"، وأصبح يحتفل به عيدًا للقوات المسلحة للجنوب.
وفي الأعوام من 69-1972م توجهت دولة الجنوب إلى استكمال بناء القوات المسلحة الوطنية وبعثت للدراسة في الخارج في أكاديميات وكليات ومعاهد الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية الأخرى آلاف الكوادر من أبناء الجنوب.
قوام المؤسسة العسكرية والأمنية في الجنوب
تتكون القوات المسلحة بأنواعها وصفوفها من:
وزارة الداخلية:
يتكون القوام البشري لوزارة الداخلية من 20,000 ضابط وصف ضابط وجندي وموظفين مدنيين تقريباً .
وزارة أمن الدولة:
القوام البشري لوزارة أمن الدولة تتكون من 8 آلاف موظف تقريباً .
كما امتلكت القوات البحرية الجنوبية أضخم سفينة إنزال في المنطقة لا يوجد مثيل لها سوى 3 أخريات مع القوات البحرية التابعة للاتحاد السوفيتي سابقاً وتم تفكيك معداتها بعد حرب 1994م وتستخدم حالياً من قبل نافذين في أعمال التهريب.
كما امتلك الجيش قاعدة صيانة للصواريخ كانت الوحيدة في المنطقة وموقعها في العاصمة بئر النعامة تقوم بصيانة الصواريخ بكافة أنواعها لصالح حلف وارسو وتم نهب هذه القاعدة من قبل متنفذين وشيوخ قبليين بعد احتلال الجنوب عدن في 1994م.
المواقف العربية
كانت لدولة الجنوب مواقف عربية مشرفة في مجال الدفاع المشترك، ونصرة قضايا الأمة العربية والشعوب الأخرى، ومن أهم تلك المواقف التالي :
أولاً: في ظل دولة الجنوب كانت الممرات التجارية في المياه الإقليمية والدولية في بحر العرب والبحر الأحمر محمية ومؤمنة بصلابة قوات البحرية للدولة، ولم تشهد أي حادثة قرصنة طيلة وجود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
ثانياً مواقف خارجية:
1990م.. يوم إعلان الوحدة المشؤومة
لم تمض سوى أشهر قليلة على قيام الوحدة المشؤومة حتى بدأت عمليات اغتيال واسعة للقيادات العسكرية والسياسية الجنوبية.
وفي 1994/5/21م الرئيس علي سالم البيض أعلن فك الارتباط مع الجمهورية اليمنية، وذلك بعد ما تعرضت القيادة الجنوبية لحملة اغتيالات والسعة.
وتشير الإحصائيات بأن نظام صنعاء قام باغتيال أكثر من 150 قيادياً جنوبياً خلال الفترة 1990م إلى 1994م بالتنسيق مع حزب الإصلاح الإرهابي.
وقبيل اندلاع الحرب الظالمة التي شنت ضد الجنوب في أبريل 1994م كان مشائخ الإصلاح وفي مقدمتهم الزنداني وعبدالوهاب الديلمي وعبدالله صعتر يطوفون البلاد، طولا وعرضا، للتحريض ضد الجنوب وحشد الجماعات الإرهابية التابعة لهم والعائدة من (أفغانستان) والتي عرفت حينها باسم (الأفغان العرب)، وذلك بهدف القتال ضد الجنوبيين، وتتويجا لتلك التعبئة جاءت فتوى الوزير الإصلاحي،عبدالوهاب الديلمي، عبر أثير إذاعة صنعاء بجواز قتال الجنوبيين على اعتبار أنهم كفرة، يجوز قتلهم، حماية للدين وحفاظا على العقيدة.
وبعد احتلال الجنوب 1994م تعرض الجيش الجنوبي إلى عمليات تفكيك وتدمير ممنهجة وشاملة، فقد تشرد الكثير من قادته وضباطه خارج البلد، وترك آخرون الخدمة أو أحيلوا إلى التسريح والتقاعد القسري.
محطات في سفر الكفاح الجنوبي
قائد عسكري يمني مرتبط بالإرهاب
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر 2000، نقلاً عن مصادر استخباراتية أمريكية، فإن "الجنرال الأحمر سافر إلى أفغانستان في الثمانينيات للقاء أسامة بن لادن، وساعد في تجنيد مقاتلين من جميع أنحاء العالم الإسلامي للنضال الأفغاني، وقام بنقل أولئك الذين يطلق عليهم المجاهدين "الأفغان العرب" من أفغانستان إلى اليمن الذين لم يعودوا موضع ترحيب في بلدانهم الأصلية.
ونقلا عن مصادر استخباراتية يمنية وغربية فإن الجنرال "كان مسؤولاً عن 20 مليون دولار قدمها السيد بن لادن للمساعدة في توطين المقاتلين الأفغان العرب في اليمن".
وأكد: "لقد أصبحت علاقات علي محسن الأحمر مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة تحت الأضواء في عام 2005، عندما ظهر اسمه في سلسلة من عمليات التنصت على المكالمات الهاتفية المقدمة كدليل في محاكمة تتعلق بالإرهاب في نيويورك عام 2005. في اجتماعات مسجلة بالفيديو في غرفة فندق بفرانكفورت مطلع عام 2003".
ومن جانبه، يشير مايكل هورتون، عضو مؤسسة جيمس تاون، معهد الأبحاث والتحليلات، ونشر مقال في صحيفة فرنسية بتاريخ 2020/7/7م حول الإرهاب، إلى مسؤولية نائب الرئيس علي محسن الأحمر: "في اليمن يعرف باسم (بابا الأحمر) . –القاعدة (أبي القاعدة) لقد سهّل استخدام المسلحين الإرهابيين ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي”. وبحسب الباحث، فإن هذا الاندماج يعود إلى بداية الحرب في اليمن، عام 2015. ومن الناحية الأيديولوجية، لمواجهة رغبات الجنوبيين في استعادة دولتهم الجنوب، الشيوعي سابقاً.
أسباب استهداف تنظيم القاعدة للقوات المسلحة الجنوبية
وفي الجنوب، يبدو أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يركز على استهداف القوات الجنوبية، وهناك أربعة أسباب رئيسية لذلك:
وتخوض القوات المسلحة الجنوبية حربا ضروسا ضد التنظيمات الإرهابية بشتى مسمياتها منذ 2016م ابتداءً من العاصمة عدن ومدينة المكلا عاصمة خاصرة حضرموت ولحج وشبوة وأبين، وحققت انتصارات كبيرة.
وأطلقت القوات المسلحة الجنوبية عدة عمليات عسكرية هدفها القضاء على فلول الإرهاب ومن خلالها حققت إنجازات عظيمة وفي وقت قياسي في كل عملية أطلقتها وهذا ما جعلها شريكا فاعلا في التعاضد الدولي في مواجهة ومكافحة الإرهاب.