في الساحل الغربي لليمن وعلى 70 كليومترا من مضيق باب المندب، تقع مدينة المخا التاريخية التي اكتسبت مؤخرا ثقلا أمنيا واستراتيجيا بالغ الأهمية.
يعود ذلك إلى وجود المطار الجوي الذي شُيّد مؤخرا بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وتحت إشراف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية العميد ركن طارق صالح ليكون بمثابة بوابة غربية رئيسية للبلاد.
فالمطار الذي زارته "العين الإخبارية"، أنشئ بناء على المواصفات والمعايير الدولية، وبه مدرج بطول 3 آلاف متر، ويسمح بهبوط جميع أنواع الطائرات، بالإضافة إلى مساحة مبنى المطار وصالة الاستقبال وملحقات أخرى.
وشيد مطار المخا الدولي على مدار عام كامل ليكون بمثابة البوابة السادسة لليمن وللمناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا بعد مطار عدن وسيئون والريان والغيضة وعتق.
وسيسهم مطار المخا الدولي في تخفيف معاناة المدنيين اليمنيين الراغبين في السفر والتنقل منه وإليه وإلى وجهات مختلفة بقصد العلاج والعمل.
يأتي ذلك بعد أن أغلقت مليشيات الحوثي منافذ المدن والمحافظات والقرى وقطعت أواصر اليمنيين المسافرين من وإلى اليمن، ليشعل مطار المخا بارقة أمل للمدنيين المعذبين بفعل قطع شرايين الحياة.
وأعلن مطار المخا عن حصوله على الكود الدولي رسميًا، إضافة إلى تصميم لممر ملاحي منه وإليه من منظمة الطيران المدني العالمية "إيكاو".
وقال مدير مطار المخا الدولي خالد عبداللطيف، إنه "تم تحديد الرمز الخاص بالمطار، وتم التنسيق مع منظمة الطيران المدني بهذا الشأن، كما تم تحديد التردد وتسجيله لدى المنظمة الدولية".
وأشار إلى أن العمل جار لتشغيل مطار المخا رسميًا، وبدء توجيه واستقبال الرحلات الجوية التجارية منه وإليه بشكل منتظم خلال الأشهر المقبلة.
يمثل مطار المخا الدولي الذي يبعد عن عاصمة محافظة تعز اليمنية بنحو 100 كيلومتر إلى الغرب أول شريان جوي استراتيجي يتم تشييده من الصفر خلال أعوام الحرب الـ9 الماضية.
وقال نائب مدير مطار المخا الدولي يحيى راشد، إنه تم تشييد المطار من الصفر وعلى 3 مراحل، المرحلة الأولى كانت 2200 متر والثانية 800 متر، حيث بلغت مساحة المدرج والبرج 3100 متر.
وأضاف، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن المطار يستوعب طائرات نيشن الكبيرة والمتوسطة، وبني على معايير عالمية وفقاً لمنظمة ريفال العالمية، حيث تستوعب صالة الاستقبال 350 مسافراً.
وأوضح راشد، أن التشييد كان تحت إشراف ومتابعة من نائب رئيس مجلس القيادة العميد طارق صالح، للتخفيف عن معاناة النازحين والمواطنين والمرضى في عملية السفر.
ولفت إلى أن عملية الإنشاءات شبه متكاملة في مرحلتها الأخيرة، وتستقبل العديد من الرحلات الأممية والمدنية، الأمر الذي سيخفف معاناة المدنيين في السفر والتنقل.
وتطلّب تشييد مطار المخا نحو عام كامل بفعل ردم قاع البحر الذي احتاج للأطنان من الحجارة والرمل، كما أقيمت حواجز من الأحجار في محيطه، لحمايته من الأمواج والعواصف.
ويشكل مطار المخا إلى جانب الميناء الذي يحمل الاسم ذاته ويقع إلى جواره مراكز مهمة للتجارة ونقل الركاب والبضائع إلى جميع أنحاء العالم.
وكان مطار المخا استقبل على مدى الفترة الماضية رحلات أممية منها لمنظمة أطباء بلا حدود وأخرى للصليب الأحمر لدى تبادل عملية الأسرى والمختطفين في أبريل/ نيسان الماضي، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة "قريبا".
وتحتل مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز أهمية استراتيجية بالغة لقربها من مضيق باب المندب، إحدى أشهر بوابات اليمن إلى العالم الذي تمكنت القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي من تحريرها من قبضة مليشيات الحوثي عام 2017، لتتحول إلى نقطة انطلاق لاستعادة شمال اليمن.
وقال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، عقب تشيد المطار: "إننا نعيد مدينة المخا إلى مكانتها كبوابة بين اليمن والعالم، ليخدم مطارها تعز والحديدة وكل مناطق الجمهورية".
بينما اعتبرت السلطة المحلية المعترف بها دوليا تشييد المطار، "إنجازا مهما واستراتيجيا، وسيسهم في التخفيف من معاناة أبناء تعز، في ظل إغلاق الطرق واستمرار الحرب والحصار من قبل مليشيات الحوثي".
يُشار إلى أن مدينة المخا تضم ميناء حيويا يعد من أهم الموانئ على البحر الأحمر والخاضع للحكومة اليمنية، ويعتبر الأقدم في شبه الجزيرة العربية، وكان المرفأ الوحيد لتصدير شحنات البن "موكا" إلى العالم بين القرنين الـ15 والـ17.