كانت فاجعة الخميس أشد إيلاما وقسوة على الجنوب وأبنائه، وعم حزن الفاجعة القلوب برحيل أحد أهم الفرسان والقادة الأشاوس الجنوبية.. رحل (قاهر الإرهاب) العميد عبداللطيف السيد قائد الحزام الأمني في محافظة أبين، بعد أن سطر أروع الملاحم والانتصارات ضد عناصر الإرهاب وتنظيم القاعدة بعد دحرهم ودك أوكارهم مرات عديدة، مما خلف الثأر بينه وبين عناصر الإرهاب منذ وقت مضى وظل ملازما له حتى آخر لحظة.

لم يكن خائفا من الموت، بل مرحبا له في كل وقت، وكان بمثابة الشوكة في حنجرة الأعداء ولطالما أذاقهم مرارة علقم الهزيمة في عقر دارهم.

كان قدوة للشباب، وآمن بأهمية تدريبهم وتأهيلهم لمواجهة التحديات الأمنية، وسيظل إرثه حيا في قلوب المقاتلين الذين تلقوا تدريبًا تحت إشرافه ومصدر إلهام للجميع، فقد قدم حياته في سبيل الدفاع عن وطنه وشعبه، وأثبت أن الشجاعة والتضحية هما أساس النصر على الإرهاب.

رحل (قاهر الإرهاب) باستشهاده جراء انفجار استهدف موكبه في منطقة وادي عومران، وأودى ذلك إلى مقتل السيد والعديد من مرافقيه وأبرزهم نائبه صلاح اليوسفي اليافعي رئيس عمليات الحزام الأمني في أبين، والشيخ القبلي محمد كريد الجعدني.

استشهد (قاهر الإرهاب) عبدالطيف السيد وهو يقارع فلول الإرهاب متقدماً الصفوف في حملة (سيوف حوس) التي انطلقت لتعزيز عملية سهام الشرق لدحر عناصر الإرهاب من المناطق الوسطى بمحافظة أبين. وقبل استشهاده بساعة إذا بالشهيد البطل عبداللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين يعلن النصر من وادي الرفض وجبال العوالق في توخم محافظة شبوة.

تشييع (قاهر الإرهاب)

وتم تشييع جثمان عبد اللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني مساء يوم الخميس في العاشر من شهر أغسطس - آب لعام 2023 ميلادي.

وأوضحت عائلة الشهيد البطل عبداللطيف السيد حول سبب سرعة دفنه بعد استشهاده حيث قالوا: "إن من وصايا الشهيد العميد عبداللطيف السيد لعائلته (إذا توفيت أوصيكم بدفني مباشرةً بدون مراسيم ولا عزاء والدعاء لي وكل منكم يمارس عمله وتستمر الحياة)".

محاولات الغدر الفاشلة

في النصف الأول من العام 2012 تعرض القائد عبداللطيف السيد لثلاث محاولات اغتيال، نفذتها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.

في 4 أغسطس 2012، استهدفت القاعدة مخيم عزاء في منزل القائد عبداللطيف السيد بمدينة جعار، وخلّف التفجير 70 شخصاً قتلى وجرحى، بينهم 3 من أسرة السيد وأصيب هو بالانفجار إصابة بالغة وفقد على إثرها إحدى عينيه.

في 22 سبتمبر 2012م، عملية انتحارية بحزام ناسف استهدفت القائد عبداللطيف السيد في العاصمة عدن، وأدت لإصابته وثلاثة من مرافقيه بجروح.

في نوفمبر 2017م، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد بعبوات ناسفة زرعهتا عناصر القاعدة الإرهابية، أثناء مغادرته لمدينة المحفد متوجهاً إلى زنجبار.

في فبراير 2019م، تعرض القائد عبداللطيف السيد لمحاولة اغتيال في المحفد، بعبوات ناسفة زرعتها عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي.

في مايو 2020م، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد بهجوم مسلح في منطقة باتيس أدى لاستشهاد اثنين من مرافقيه وإصابة اثنان آخران.

في نوفمبر 2021، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد، بهجوم مسلح لعناصر من تنظيم القاعدة، وأدى لإصابة قائد حراسته بإصابات خطيرة.

في مارس 2022، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة، في الطريق الرابط بين مدينتي جعار وزنجبار.

ويأتي اهتمام الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بالملف العسكري في أبين ليؤكد أن الحسم هو شعار المرحلة، في ظل توالي التهديدات التي تثيرها قوى صنعاء ضد الجنوب، والتي تتضمن توالي الاعتداءات في العديد من الجبهات.