إستثارتني صيحة شجاعة ، قالها احد الشباب الحضارم المشاركين في فعاليات يوم الارض الجنوبي ، قال وهو يشير الى مُسن يحاول بيديه المرتعشتين ، مسح دمه المنساب ، من رأسه الى اخمص قدميه، جراء إصابته اثناء إقتحام مليشيات المنطقة العسكرية الاولى ساحة سيئون ، قال : " مال بقشان يقتل ابناء حضرموت ويذلهم بالمليشيات الشمالية " في إشارة منه الى دعم رجل الاعمال بقشان جماعة الاخوان وقواتها ومليشياتها ومشاريعها في حضرموت.
هذه الواقعة شهدتها ورأيتها بأم عيني ، وتمنى ان تكون عدسات المصورين وثقتها ، ليرى رجل الاعمال بقشان ، ان امواله لا تساوي قطرة دم حضرمي.
يعتقد الكثيرون ، ان رجال الاعمال والبيوت التجارية في اليمن، خارج خارطة الصراع وإستقطابتها ، والحقيقة انها
ومنذ البداية ، في قلب المعترك ، تحدد المسارات وإشارات التوقف.
في الشمال برز ذلك بصورة جلية، إذ إنحاز كل رجل اعمال الى جهويته المناطقية والمذهبية ، فعلى سبيل المثال ، لعب رجل الاعمال الزيدي يحيى الحباري ، دورا في دعم الحوثي، ماديا ودبلوماسيا ، حيث سخّر إمبراطوريته المالية ، لتحريك عشرات الناشطين الشماليين في كل المحافل الدولية ، كما إستطاع إستمالة العديد من وسائل الاعلام ومراكز البحوث الدولية بماله ، ووضفها للضغط على التحالف العربي والشرعية من الاقتراب من منطقة الهضبة الزيدية ، اثناء تقهقر المليشيات الحوثية وانسحابها الى فرضة نهم ، على التخوم الشرقية لصنعاء مسقط رأسه .
مولَ الحباري العشرات من المنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق الانسان ، ومول ايضا وكالات إخبارية لإنتاج افلام تدين التحالف العربي وتشرعن الحوثي، وكان اشهر هذه الافلام ، فلم نشرته وكالة ‘‘دويتشة فيلة’’ الألمانية، تحت عنوان ‘‘الحرب القذرة" وفيها إعترف الحباري بدعمه للحوثي .
كذلك كان موقف مجموعة هائل سعيد انعم ، حيث لعبت دورا في إيقاف الحرب بتعز منذ ست سنوات، ونجحت في تجنيب المنطقة الاقتصادية والصناعية " الحوبان " من الحرب مقابل ان يحصل الحوثيين على الدخل الضريبي الذي يقدر بعشرات المليارات ، واعطت جماعة الاخوان في الضفة الاخرى ل ( الطربال) ريع ومداخيل مدينة تعز .
وعلى ذات السياق ، مولت مجموعة إخوان ثابت التجارية والصناعية ومعها مجموعة الكبوس والحباري وحميد الاحمر ، اللوبيات الدبلوماسية ، لوقف إقتحام مدينة الحديدة من قبل قوات الوية العمالقة الجنوبية ، التي وصلت الى مشارف شارع " كيلو ستعش " وسيطرت ناريا على ميناء الحديدة التجاري ، وما إتفاق إستوكهولم إلا نتاج لتوافق بين هذه اللوبيات ودبلوماسية الشرعية المسيطر عليها من قبل جماعة الاخوان وقتذاك وحاليا .
مؤخرا واثناء إشتداد الهبة الحضرمية ، تنافست البيوت التجارية ورجال الاعمال في الشمال، الواقع تحت سيطرة الحوثي، او الذي يقع تحت سيطرة الاخوان ، على تمويل الاعمال الفنية التي تمجد الوحدة اليمنية وتعزز لغة الوحدة او الموت .. فماذا عن بقشان ، هل يريد منصبا في الحكومة اليمنية ك "احمد العيسي" مع انه بما يملك من ثروة اكبر من رئيس دولة واكبر من اليمن التعيس ، إن كان كذلك فقد رفع عليه القلم .