الذكرى الثانية عشرة للشهيد القائد محسـن علي طوئرة.. ستظل رمزًا للحرية وعنوانًا للتحرير ولن ننسـاك لأن الرموز لا تُنسى
الأمناء نت / كتب/ أ.عبدالفتاح عثمان الدباني :                       

كان القائــــد محســــن علي مثنى طــــوئرة من مؤسسي وقادة المقاومة الجنوبية، وكانت حياتــه كلها "نهــر مــن الخيــر ... نهــر من الــدم"، فإلى جانب شــق حيــاته الذي كان مملوءًا بالخير للبسطاء والفقراء، كان شــق حيــاته الآخر قد امتــلأ هو أيضــا بالوطنيــة، فقد اتســم بشدة حبــه لوطنه الجنــوب، وتاريخه الذي اشتهــر بنضــاله الكثير الكبير.

ويعد الشهيد من أوائل القادة الجنوبيين الذين برزوا في مقدمــة صفــوف النضال الجنوبي، ضد احتلال وظلم وجبروت نظام العربية اليمنية للجنوب العربي، وقد كان للشهيد القائد محطات نضالية عديدة ومختلفة، سلمية وعسكرية، فإلى جانب دعمه المادي لحركات النضال الجنوبي، كان هو وبنفسه أحد المشاركين فيها، كمشاركته في مليونيات الحراك السلمي الجنوبي، ومشاركته المقاومة الجنوبية المسلحة في التصدي للانتهاكات والجرائم التي كانت تمارسها قوات المحتل ضد شعب الجنوب، من فساد وقتل ونهب وكثير من الجرائم المنتهكة حياة الناس فيها، التي كانوا يمارسونها بكل جبروت وتكبر واعتلاء على مبـــادئ الشريعة الإسلاميـــة ومبادئ حقـــوق الإنســـان العالميـــة.

 

تضحيــــــاته ومواقفــه البطوليــــــة

انخرط الشهيد في حــركات النضال والحــراك الجنوبي وبذل الشهيد جــل وقتــه لهــذه الحــركة التي مثلــت بأرقة أمــل في استعــادة حرية وكرامــة الوطــن الجنوبي، فقدم الجهــد والوقــت والمــال ولم يبقَ إلا أن يقــدم روحــه الطاهــرة لفكرة التحــرر الوطنــي مـــن الاحتـــلال الغاشـــم.

تعــرض الشهيد للتنكيــل والملاحقــة، حيث كان يُطــارد حتى تجــاوزت ملاحقتــه عقــر داره في حبيل الريدة بسبب البلاغات المقدمة ضده كناشط وقائد لا يكــل ولا يمــل في الحشــد، وكان  يناضــل بكل ما يملك من حســابه الخــاص، وضحــى بكل أمــواله من أجل الثــورة وسبيل انتصــار القضيــة الجنوبيــة.

والشهيـــد طـــوئرة من مؤسسيي العمـــل الميــداني وكان يحشــد الشباب بشخصيته المؤثــرة والمتواضعــة وإخلاصــه الكبير للقيــم التي كان يحملهــا.

كان الشهيد البطل من أوائل السبـــاقين في الدفـــاع والـــذود عن وطنـــه الجنـــوب، وشارك في معظـــم المواجهـــات ضد جيـــش الاحتـــلال اليمني مثل معركة الكـــرامة (الأحمــــــــرين) وجبل (العــــــــر) وكان قائـــدا ميدانيـــا وذا خبـــرة مواجها في صفـــوف المقدمـــة.

  هــذا هــو الرجــل الذي يتقــدم الصفوف ويتجســد الصعــاب ويستهــزئ بالإخطــار.. ترجــل عن جــواده، خـــــاض حيـــاة حافلــة بالنضــال والصمــود والوفــــاء لوطنـــــه وشعبـــــه وقضيتــه العادلــة.

ورغم المحاولات المتكررة لاستئصــال جذوة الثورة الجنوبية وإسكاتها، إلا أنها تزيــد وتكبــر كلما أوغلــوا في القتــل والاضطهــاد.

فقـــد عمــد المحتـــل اليمني مبكــرا على تصفيــة رمــوز الشعــب الجنوبي وكــوادره العسكريـــة والسياسيـــة والأكاديميـــة. وكان الشهيد طـــوئرة أحـــد ضحـــايا هذا الغــل والحقــد التاريخـــي على الجنـــوب أرضــا وشعبــا وقيــادةً.                           

تعرض الشهيــد لعدة محاولات اغتيــال وكــان موعــده مع القــدر ومع لحظــة الشهــادة يوم الجمعة  م10/6/2011 برصاص جنـــود الاحتـــلال اليمنـــي في مدخل الحبيلين الشمـــالي.

بسبب تمادي تلك القوات المغتصبة في أفعالها الإجرامية، ما كان من القائد محسن طوئرة، الذي لم تطاوعــه نفسه السكــوت على اعتــداءات الظالمين والمجرمين المتكررة والعشوائية ضد الآمنين والأبريــاء في مدينة الحبيلين والقرى المجــاورة لها ،وكان يشتكـــي منها معظـــم المواطنين، إلا أن حماستــه اشتــدت فوق ما كانت فيه من الحماســة، وتقــوت إرادته وعزيمتــه فوق ما كان يتمتــع بها من الإرادة والعزيمــة القوية، آخــذا ســلاحه وفي مقدمة جماعتــه، انطلق في جــولة نضال مسلــح آخر ضــد قوات الإجرام والإرهاب، القوات المرابطة في الاتجاه الغربي من مدينة الحبيلين التي كانت حينها تحاول انتهــاك حرمة وكرامة المواطنين في ردفــان، ليكون القائــد محسن طوئرة أمام قوات الإجــرام ، واقفا متحــديا ، رافضــا أن تنتهك حرمة وكرامة أبناء الجنوب أو يذلون، وبينما هـــو في مواجهــة تلك القـــوات الغازية المعتــدية وجهـــًا لوجـــه ،في صباح يوم الجمعة عندما قام الشهيد محســـن طوئـــرة ورفيـــق دربه الشهيد محسن الصهيبـــي ومجموعة من شباب ردفـــان الأبطـــال بتاريخ10/6/2011 بشن هجوم على تلك النقطـــة العسكـــرية التابعة للقطـــاع الغربي شمال منطقة الحبيلين وسيطروا على النقطة ليسقط الشهيد طـــوئرة في ذلكم اليوم مقدمًا روحـــه قربانا في سبيل الحـــرية والكرامـــة لأرض الجنوب ، وكان نبأ استشهــاده، مقدما نهـــــر دمــه ، مضحيــا بنفســه ليعــش غيره في عزة وشمــوخ ولترتفع راية وطــن الجنوب، فهـــل لهذا العشق والفـــداء والتضحية حـــدود؟ وهل تتكـــرر مثل هذه الهامـــات والأبطـــال الذي صنعوا تاريخـــا ناصعا في سمـــاء الحرية والعزة لتراب أرض الجنوب؟ فمهمـــا كتبنـــا لا ولن نستطيع أن نعطـــي الشهيد طـــوئرة حقه أمام عطـــائه السخـــي الذي قدمه لأرض الجنوب.     

 

متعلقات
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
اللجنة الوطنية للتحقيق تناقش في ورشة عمل الأدوار والفرص في تحقيق المساءلة والإنصاف لضحايا الانتهاكات
انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة تدريبية حول أساسيات صناعة البودكاست
محطة الطاقة الشمسية.. انجاز يضاف إلى سجلات دولة الإمارات الإنسانية في دعم العاصمة عدن
مدير عام طور الباحة يدشن حملة التطعيم الاحترازية الثانية ضد شلل الأطفال بالمديرية