حاورها : مريم بارحمه
مرض السرطان من الأمراض المزمنة والخطيرة التي قد تسبب الوفاة، وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية ان المرض في ازدياد. وتم تشخيص ما يُقدّر بنحو 20 مليون شخص مصاب بالسرطان في العالم عام 2021م، فيما توفي 10 ملايين شخص بسببه.
وكشفت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن رعاية المرضى بالسرطان تعكس عدم المساواة في العالم.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن السرطان يتسبب في وفاة ما يقرب من 459,000 شخص كل عام بإقليم الشرق الأوسط.
وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030 سيرتفع عبء السرطان في الإقليم ويصبح الأعلى بين جميع أقاليم.
فالملايين من الناس الذين يعيشون في البلدان الأقل نموا يموتون بسبب السرطان، الذي غالبا ما يمكن علاجه والشفاء منه.
ومع حلول شهر رمضان الفضيل يقبل العديد من المصابين بالسرطان والناجين منه على أداء فرضية الصيام فكيف يمكنهم ان ينعموا بصيام أمن لا يؤثر على صحتهم للإجابة على العديد من التساؤلات كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة أماني صالح هادي سعيد، أخصائي علاج الأورام والعلاج بالإشعاع المركز الوطني لعلاج الاورام الصداقة -عدن. مستشارة وحدة السياسات والدعم الفني بوزارة الصحة العامة والسكان، للإجابة على كل التساؤلات لحماية الناجين والمصابين بالسرطان.
-ما فوائد الصيام واهميته لصحة الانسان؟
الصيام بصفة عامة معروف للإنسان منذ آلاف السنين وهو شعيرة في الأديان السماوية وغير السماوية تمت ممارسته بطرق تختلف من ديانة إلى أخرى. ما يُميز صيام رمضان عند المسلمين يكون بامتناع كامل عن الطعام والشراب لعدد من الساعات يُقدر بحوالي من 12 إلى 16 ساعة وقد تطول هذه المدة فتصل إلى 22 ساعة في المناطق القريبة من الُقطب، هذه الطريقة من الصيام يُطلق عليها علمياً الصيام على فترات متقطعة وبالإنجليزية intermittent fasting.
-هل الناجين والمصابين بالسرطان باختلاف نوع السرطان يجب ان يتمعنوا عن الصيام أم هو مفيد وله أهمية في الشفاء؟
بالنسبة للأشخاص الطبيعيين:
الصيام على الطريقة الإسلامية يُحفز الجهاز المناعي للجسم ويُساعد على حرق الدهون بطريقة مثالية وبالتالي الوصول إلى الوزن المثالي بدون الإضرار بالوظائف الحيوية للجسم، والحفاظ على وزن مثالي يُساعد على التقليل من خطورة الإصابة بعدد من السرطانات على رأسها سرطان الثدي.
- هل المصابين بالسرطان ومن هم تحت العلاج الكيماوي أو الهرموني أو الموجه مسموح لهم الصيام؟
بالنسبة لمرضى السرطان على علاجاته المُختلفة:
- لا يُمكننا تعميم توصيات لكل المرضى في هذه الحالة، بل يجب على المريض دائماً الرجوع لطبيبه المُعالج وسؤاله عن إمكانية الصيام حيث أن القرار يعتمد على حالة المريض العامة، ونوع العلاج الذي يتلقاه، ووظائف أعضاء الجسم الرئيسية المختلفة وعلى رأسها وظائف الكُلى والكبد.
- بصفة عامة الصيام غير مُستحب للمرضى ذوي الأوزان الأقل من المطلوبة، أو في حالات المرحلة الرابعة الذين يُعانون من نقص التغذية من الأساس، أو هؤلاء الذين يتم اعطاؤهم علاجات مثل مركبات السيزبلاتين (cisplatin) والتي قد تُسبب الضرر على الكليتين في حال الامتناع عن شرب السوائل لفترات طويلة.
- في حالة المرضى على العلاج الكيميائي: قد يكون من الأفضل بصفة عامة عدم الصيام خاصةً في أيام الجرعات والأيام التي تليها وذلك للتأكد من أخذ كمية مناسبة من السُعرات الحرارية لتجنب نقص الوزن وفي نفس الوقت تناول لترين من السوائل لمنع الجفاف الذي قد يزيد من الشعور بالإرهاق المصاحب للعلاج.
- في حالة المرضى على العلاج الهرموني أو الموجه: ولا يٌعانون من نقص الوزن أو الجفاف أو أمراض مزمنة أخرى تمنعهم من الصيام، في هذه الحالة يمكنهم الصيام. بعض الأبحاث أظهرت أن الصيام قد يكون مفيداً في هذه الحالة حيث أنه قد يُقلل من حدوث الأعراض الجانبية للعلاج، ويُساعد في نفس الوقت من فقدان الوزن الزائد الذي قد يُصاحب العلاجات الهرمونية لسرطان الثدي على سبيل المثال.
- من المهم جداً على أي مريض أورام يتناول علاج له ألا يستمر بالصيام إذا وجد أن ذلك يزيد من إحساسه بالإرهاق، ويستطيع هو تعويض أيام الصيام بعد الانتهاء من العلاج إن شاء الله.
-بشأن الفئة التي لا يسمح لها بالصيام: « الذين في حالة العلاج الإشعاعي الذي هو عبارة عن جلسات أشعة يومية، يختلف اختلافاً كبيراً على حسب تشخيص منطقة العلاج، فهناك مرضى يصيبهم جفاف شديد بالفم والغدد اللعابية نتيجة العلاج نفسه فلا طاقة لهم على الصوم، وهناك مرضى أورام الحوض الذين يستدعي علاج الأشعة ملء المثانة بكمية من السوائل قبل تلقي العلاج لحماية باقي أعضاء الأحشاء الداخلية التي لا يستهدفها العلاج من تلقي الأشعة وغيرها من الإجراءات العلاجية، إلى جانب المرضى الذين يتناولون الجرعات على مدى أيام متتالية تتطلب حجز المريض في المستشفى، لتعرضه إلى هبوط في الدم والمناعة ونسبة الهيموجلوبين والصفائح الدموية كمرضى أورام الدم، والمرضى الذين تتأثر لديهم وظائف الكلى أو الكبد من جلسات الجرعات الكيماوية، والمرضى الذين لديهم أمراض مزمنة مصاحبة للأورام كأمراض السكر والضغط والقلب فلا بد لهم من استشارة الطبيب قبل الصيام».
-هل المصابين والناجين من السرطان مسموع لهم تناول أي غذاء وشراب برمضان؟ وما أكثر الأطعمة فائدة لمرضى السرطان ؟
بالنسبة لمرضى السرطان الذين أنهوا علاجهم وهم في فترة المتابعة الآن:
المرضى الذين لديهم وزن طبيعي ويستطيعون تناول الطعام بصورة طبيعية، يمكن لهؤلاء الصيام بكل أمان بشرط الالتزام بوجبات صحية كما سنذكر لاحقاً إن شاء الله مع شرب كمية كافية من السوائل بعد الإفطار. في الواقع الصيام في هذه الحالة يُحافظ على الجسم من تأثير عوامل قد تُحفز عودة السرطان.
- ما الأطعمة التي يجب على مرضى السرطان تناولها فترة الافطار برمضان؟
مع الصيام، يُفضل في فترة الإفطار تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات والفاكهة الغنية بالألوان، وكذلك البقوليات مثل العدس والفول، مع تناول كميات قليلة إلى متوسطة من الكربوهيدرات وكذلك البروتينات الحيوانية.
-هل الاطفال المصابين والناجين من السرطان يسمح لهم الصيام برمضان؟
وفي أي سن يسمح لهم بالصيام؟
الأطفال يفضل أن يبدا الصيام في سن عشر سنوات بصيام متقطع في النهار حتى يتعود الجسم على الصيام.
-ما نصيحتك لمرضى السرطان والناجين منه والاصحاء في هذا الشهر الفضيل؟
الشروط التي يجب على مريض السرطان الالتزام بها لـ«صيام آمن» :
- متابعة الطبيب قبل البدء بالصيام واستشارته في تغيير مواعيد تناول الدواء.
- تناول الكثير من السوائل خلال فترة الافطار حتى السحور لتجنب الجفاف المؤدي لحدوث الجلطات.
- الحرص الشديد على تناول الأطعمة والخضروات والفواكه الغنية بالمعادن والفيتامينات تجنبا لنقص المناعة والتعرض للأمراض المعدية والالتهابات.
- الحد من تناول الأطعمة المقلية والدسمة لعدم تهيج الخلايا السرطانية.
- تجنب الأطعمة المشتملة على المواد الحافظة فقد يعد عنصر المادة الحافظة من العناصر المنشطة للخلايا السرطانية.
- الامتناع عن تناول اللحوم المصنعة لاحتوائها على المواد المؤثرة على صحة مريض السرطان.
-تقسيم وجبة الافطار لوجبات صغيرة حتى تكون أسهل في عملية الهضم.
-الإفطار في حالة الشعور بدوار أو تعب.