بيان صادر من : الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإرشاد والإفتاء بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
الأمناء نت / خاص :


بسم الله الرحمن الرحيم . 
الحمدلله وأشهد أن لآ إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله _  صلى الله عليه وسلم _ وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
يهل علينا وعلى جميع المسلمين شهر رمضان المبارك الذي فرض الله على المسلمين صيامه فقال تعالى : (يآأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )  [ البقرة /   183 ]
وصوم رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة كما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر _ رضي الله عنهما _  قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _  : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لآ إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتآء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا "  .
والصيام جنة _ أي وقاية _ للصآئمين من النار وزيادة لهم في الفضل والأجر فعن أبي هريرة _  رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : "  قال الله _ عزوجل _ : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به )  والصيام جنة _ أي وقاية _ فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أوقاتله فليقل : إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصآئم أطيب عندالله { يوم القيامة } من ريح المسك وللصآئم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه " [ متفق عليه ] وفي رواية : "  كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها { إلى سبعمائة ضعف } قال الله عزوجل : ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي .... ) " زاد البخاري : ( وشرابه ) وفي رواية للبخاري : ( لكل عمل كفارة والصوم لي ... )
وقوله : " فلا يرفث " الرفث قيل في معناه : إنه الجماع وقيل : هو الفحش في القول والعمل وقوله :" ولا يسخب  " _ بالسين _ وروي : " ولايصخب " _ بالصاد _ أي لا يصيح ولا ينفعل
وخلوف فم الصآئم : هو تغير رائحة الفم بسبب الصيام وذلك لخلو المعدة من الطعام والشراب .
وقدكان رسول الله _  صلى الله عليه وسلم _ يبشر أصحابه _  رضي الله عنهم _ بقدوم شهر رمضان فعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _  قال : كان رسول الله _  صلى الله عليه وسلم _  يقول : " أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله _ عزوجل _  عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السمآء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم " [ رواه النسآئي وصححه الألباني ] . 
قال العلامة ابن رجب _  رحمه الله تعالى _  : ( هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان ) . 
ولشهر رمضان فضائل منها :
1 _ تفتح فيه أبواب الجنة وأبواب الرحمة وأبواب السمآء وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين فعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _  أن رسول الله _  صلى الله عليه وسلم _ قال : " إذا جآء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين "  [ متفق عليه ] وفي رواية للبخاري : " أبواب السمآء " وفي رواية لمسلم : " فتحت أبواب الرحمة " . 
2 _ أنزل الله فيه القرءآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان قال الله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ...) [ البقرة / 185  ]
3 _ فيه ليلة القدر التي أنزل فيها القرءآن خير من ألف شهر قال الله تعالى : ( إنآ أنزلناه في ليلة القدر *  ومآ أدراك ماليلة القدر *  ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملآئكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر *  سلام هي حتى مطلع الفجر ) [ ألقدر / 1_ 5 ] . 
4 _ جعل الله في الجنة بابا للصآئمين يقال له ( الريان ) يدخل منه الصآئمون يوم القيامة لايدخل معهم أحد غيرهم فعن سهل بن سعد _  رضي الله عنه _  قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصآئمون يوم القيامة لايدخل معهم أحد غيرهم يقال : أين الصآئمون ؟ فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد " وفي رواية للبخاري : " في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصآئمون " . 
5 _ الصيام والقيام في شهر رمضان يشفعان لصاحبهما يوم القيامة فعن عبدالله بن عمرو بن العاص _  رضي الله عنهما _ قال : قال رسول الله _  صلى الله عليه وسلم _ : " الصيام والقرءآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب ! إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرءآن : أي رب !  منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان "  [ أخرجه أحمد في المسند والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك بإسناد جيد ] . 
وأي : حرف نداء بمعنى : يا
وقوله : "  فشفعني فيه  " أي : إقبل شفاعتي فيه  "
وقوله : " فيشفعان " أي :  تقبل شفاعتهما . 
6 _ من صامه إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه فعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _  قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _  : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه " [ متفق عليه ] . 
7 _ من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه فعن أبي هريرة _  رضي الله عنه _ قال :  قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _  : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه " [ متفق عليه ] . 
قال الإمام النووي _  رحمه الله تعالى _  : ( معنى إيماناً : تصديقا بأنه حق مقتصد فضيلته ومعنى احتسابا : أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص ) . 
8 _ من قام ليلة القدر غفر له ماتقدم من ذنبه فعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله _  صلى الله عليه وسلم _ : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه " [ متفق عليه ] . 
9 _ من فطر فيه صآئما كان له مثل أجره فعن زيد بن خالد الجهني _  رضي الله عنه _  قال : قال رسول الله _  صلى الله عليه وسلم _ : " من فطر صآئما كان له مثل أجره غير أنه لاينقص من أجر الصآئم شيئاً " [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] . 
10 _ العمرة فيه تعدل حجة في الأجر فعن عبدالله ابن عباس _ رضي الله عنهما _ أن رسول الله _  صلى الله عليه وسلم _  قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان : " مامنعك أن تكوني حججت معنا ؟ " قالت : ناضحان كانا لأبي فلان زوجها حج هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي عليه غلامنا قال : " فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي " [ متفق عليه ] وفي رواية : " فإذا جآء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة " . 
والناضح : هو الجمل يحمل عليه المآء لسقي الزرع . 
فحري بالمسلم أن يغتنم فرصة هذا الشهر الكريم فيتقرب فيه إلى الله بأنواع القربات والطاعات من العبادة والبر والمعروف والإحسان فهو موسم عظيم يتزود فيه الإنسان بالعمل الصالح شريطة أن يكون خالصا لوجه الله وصوابا على سنة رسول الله _  صلى الله عليه وسلم  _ . 
وإن الأعمال الصالحة كثيرة ولكن يتأكد منها للصآئم أن يكون يوم صومه بعيدا عن الذنوب والمعاصي فإن صام فلتصم جوارحه عن ماحرم الله فلا يسب ولايشتم ولايلعن ولا يغتب أحدا ولا ينظر إلى حرام ولا يبطش بيده ماحرم الله ولايخطو برجليه إلى أماكن المعاصي والفجور المنكرات ولا يكسب المال الحرام ولا يأكل الحرام فعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _  قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " [ رواه البخاري ]  . 
وقوله : " من لم يدع " أي : من لم يترك ويكف  والجهل : أي الحماقة . 
ومعنى الحديث : من لم يكف عن قول الزور والعمل بالزور فليس لله حاجة أي : إن الله في غنى عن صيامه وامتناعه عن الطعام والشراب . 
ولذلك على المسلم أن يبادر بالتوبة قبل حلول شهر رمضان المبارك ويحافظ على أداء الصلوات الخمس في جماعة المسجد وأداء السنن الرواتب ويحرص على قيام ليالي رمضان بصلاة التراويح والتهجد ويجعل لنفسه وردا من القرءآن يقرؤه كل يوم وليلة من رمضان حتى يختم مرارا في هذا الشهر الكريم ويأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر ويسعى في فعل الخير من البر والمعروف والإحسان ويتصدق بفضل ماله على الفقير والمسكين ويسعى على الأرملة واليتيم بتوفير مايحتاجون إليه من طعام وكسآء  ومن وجب عليه الزكاة فليخرجه في هذا الشهر الكريم . وليحرص كل منا على التكافل الاجتماعي بين الناس لاسيما والناس يعانون من الفقر والعوز بسبب غلاء المعيشة وانقطاع الرواتب أو تأخرها ونوجه النداء للمحسنين وفاعلي الخير من التجار وغيرهم من المقتدرين في داخل الوطن وخارجه بإخراج زكاة أموالهم والتصدق على الفقرآء والمساكين والمحتاجين الذين أنهكهم شظف العيش في ظل هذه الأزمات الخانقة على البلاد والعباد . وليتراحم الناس فإنما يرحم الله من عباده الرحمآء و ( إن الله لايضيع أجر المحسنين ) [ التوبة / 120 ] . وعلى الحكومة والمسؤولين أن يتقوا الله في الرعية ويضطلعوا بالمسؤولية وبالأمانة الملقاةعلى عواتقهم فيوفروا للناس الخدمات الضرورية للحياة الكريمة ويصرفوا الرواتب للموظفين في الدولة والمنتسبين في السلكين العسكري والأمني وكذلك المرابطين في جبهات القتال ورعاية أسر الشهدآء والجرحى وأسرى الحرب  وإعادة هيكلة الأجور " فإن الله سآئل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " [ رواه ابن حبان وصححه الألباني ]  . 
وعن عبدالله بن عمر _  رضي الله عنهما _  قال :  قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ....  " [ متفق عليه ] . 
وفي هذا الصدد نهيب بأعضآء الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإرشاد والإفتاء وكذلك العلماء والدعاة في عموم البلاد أن يقوموا بدورهم الدعوي والعلمي في وعظ الناس وحثهم على الخير وتذكيرهم بالله وإقامة الدروس العلمية والوعظية عملا بقوله تعالى : ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ... ) [ النحل / 125 ] 
ولتعذر رؤية هلال شهر رمضان في هذه الليلة فإن غدا الأربعاء الموافق 22 مارس 2023 هو المكمل للثلاثين من شعبان 1444 وأن يوم الخميس الموافق 23 مارس 2023 هو غرة رمضان المبارك 1444 . 
  وبهذه المناسبة نتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات لشعبنا الجنوبي بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالخير والبركة ونسأله _ سبحانه وتعالى _ أن يعيد علينا صيام شهر رمضان أعواماً مديدة والأمة العربية والإسلامية في خير وسلام وبركة ووئام والله نسأل أن يتقبل في هذا الشهر أعمالنا ويعيننا على صيامه وقيامه إنه خير مسؤول وأفضل مأمول . 
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
والحمد لله رب العالمين . 
صادر : عن الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإرشاد والإفتاء . 
الثلاثاء بتاريخ 29 شعبان 1444 . الموافق 21 مارس آذار 2023 .

متعلقات
مدير عام دارسعد يناقش مع زكي حداد مشكلة مياه الصرف الصحي بدارسعد
نائب وزير المالية يبحث مع وفد أممي المستجدات الاقتصادية والتحديات المالية والمعاناة الإنسانية
الرياض تستدعي رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة
حضرموت.. السيول تجرف 3 اشخاص مع مركباتهم والداخلية تعلن انتشال جثامين
وفاة زعيم جماعة الإخوان في اليمن