جولة اليوم من الصحف البريطانية ستتناول قضايا في الشرق الأوسط من بينها الأزمة السياسية في تونس وأوضاع أفغانستان تحت حكم حركة طالبان.
صحيفة الغارديان نشرت تقريرا لمراسلها في تونس، سايمون كوردال، حول التطورات السياسية الأخيرة في البلاد، بعنوان "حملة قمعية ضد المعارضين في تونس، واستنفار إعلامي للجماعات الحقوقية".
يقول كوردال إن الجماعات الحقوقية في تونس تواجه "حملة قمعية للنظام ضد المعارضين، ورموزهم، الذين تعرض بعضهم للاعتقال".
ويضيف أن 10 شخصيات عامة من بين المعارضين تعرضوا للاعتقال، في الوقت الذي يبدو فيه أن رئيس البلاد، قيس سعيد، يشن حملة قمعية تستهدف كل المعارضين.
وينقل كوردال عن آمنة جلالي نائبة رئيس منظمة العفو الدولية، لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها "نحن نشهد حملة متنامية من القمع ضد المعارضة في تونس، وسعيد يستخدم كل الإمكانات المتاحة لمؤسسات الدولة، لفرض أجندته، وكل من يعارضه على المستوى الإعلامي أو السياسي، يصير مهددا في حملة الملاحقة هذه".
ويواصل كوردال قوله إن الاعتقالات ضمت رجل أعمال بارزا، ومدير محطة إذاعية مستقلة، وأعضاء من حزب النهضة الإسلامي، أبرز الجهات المعارضة التي تنتقد سياسات قيس سعيد، بعد إقدامه قبل عامين، على إقالة الحكومة، وتجميد البرلمان، وجمع سلطة مطلقة في يديه، وهو الأمر الذي وصفه المعارضون بأنه كان انقلابا كاملا.
ويضيف الصحفي أن الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وألمانيا، وعدة دول أخرى عبروا عن قلقهم الكبير، من الهجمة الأخيرة على المكتسبات الديمقراطية الهشة، التي شهدتها البلاد بعد الموجة الأولى للربيع العربي، التي خلعت الديكتاتور السابق زين العابدين بن علي.
ويوضح أن نقابة الصحفيين التونسية نظمت لأعضائها وقفة احتجاجية ضد الاعتقالات الأخيرة، طالبوا خلالها بالإفراج الفوري عن نور الدين بوعطار، مدير محطة موزاييك الإذاعية الخاصة.
وينقل كوردال عن فريق المحامين الخاص ببوعطار قولهم إن التحقيقات التي أجريت معه، تركزت حول السياسة التحريرية للمحطة، أكثر من أي شكوك أو شبهات قانونية، حيث تعرف إذاعة موزاييك بأنها منتقدة لسياسات قيس سعيد.
وينقل كوردال عن هيثم المكي، أحد مذيعي المحطة، قوله "ليست لدينا أي خطط لتغيير سياستنا التحريرية، لأننا لو فعلنا ذلك الآن، فكأنما نعترف بأننا مذنبون، أو كنا نفعل شيئا خاطئا، ونحن لم نفعل ذلك".
ويشير الصحفي إلى أن تونس تواجه أزمة اقتصادية متزايدة، خلال الأشهر الماضية، ما يؤجج حال الغضب ضد قيس سعيد، وسياساته، حيث أصبحت الإضرابات، والاحتجاجات أمرا شائعا، وكذلك نقص السلع الغذائية الأساسية.
ويواصل كوردال أن الخبراء الاقتصاديين يعزون غالبية المشاكل الاقتصادية في البلاد، للتأخير في ضخ شرائح قرض صندوق النقد الدولي، لكن قيس سعيد يؤكد أن السبب يكمن في المعارضين الذين "يحاولون إشاعة الفوضى في المجتمع" حسب تعبيره.
ويختم كوردال بالقول إن نسبة الإقبال على الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتعديلات الدستورية، لم تتعد 11 في المائة من الناخبين المسجلين، وهو ما يشكل ضربة قوية لشرعية الرئيس قيس سعيد، كما أن التعديلات الدستورية الأخيرة في تونس تقلص من إمكانيات الأحزاب السياسية المعارضة، التي صنفها قيس سعيد على انها "عدو الشعب".
"داخل سجن طالبان
الإندبندنت أونلاين نشرت تقريرا للصحفية أربان راي، بعنوان "داخل سجن طالبان حيث يُعذب المتعاونون مع الغرب حتى الموت".
تبدأ الصحفية بسرد سريع لقصة "فرحان" الذي كان يختبئ فترة طويلة بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة، لكن بعد نحو عام كامل من الاختباء، عاود ممارسة حياته الطبيعية، وعاد لمنزله في العاصمة كابول.
وتضيف أن فرحان الذي كان يعمل جنديا في القوات الخاصة الموالية للحكومة الأفغانية السابقة، التي كان يدعمها الغرب، كان قد فر إلى باكستان خوفا من تعرضه لانتقام طالبان، منه ومن جميع المتعاونين مع الحكومة السابقة، والذين يعتبرونهم عملاء للغرب.
وتواصل الصحفية قولها إن فرحان عاد لأفغانستان في صيف العام الماضي، وبعد 20 يوما فقط تحولت مخاوفه لحقيقة، حيث اعتقله جنود طالبان، مثله مثل عشرات الحالات المشابهة، بينهم صحفيون، ونشطاء، وحقوقيون.
وتشير الصحفية إلى أن هذا النمط لا يعتبر أمرا جيدا بالنسبة لطالبان التي نقضت تعهداتها السابقة، بعدم السعي للانتقام مما عانته خلال فترة الحكومة السابقة، والاحتلال الأمريكي لأراضي البلاد.
وتواصل الصحفية القول إن أسرة فرحان فوجئت باختفائه، ولم تعرف شيئا عن وضعه حتى مر 10 أيام، وتلقوا مكالمة هاتفية من الحركة تخبرهم بأن فرحان مريض للغاية، وتطالبهم بالتوجه إلى المستشفى لعيادته.
وتقول إن الأسرة بعد وصولها للمستشفى، تم اقتيادهم نحو ثلاجة حفظ الموتى، وأخبروا بأن فرحان قد توفي قبل دقائق، وأتاحوا لهم تفحص جثته، التي كانت زرقاء بسبب الكدمات، كما كان الجلد على خده الأيسر ممزقا، وتوجد عدة جروح في مناطق مختلفة.
وتضيف أن أسرة فرحان لازالت تشعر بالخوف، من تعرضهم للاعتقال بعدما تحولت وظيفته السابقة من نعمة خلال فترة الحكومة السابقة إلى نقمة بعد سقوطها، واعتبار طالبان المتعاونين معها خونة وعملاء للغرب.
وتشير الصحفية إلى أن طالبان دفنت في مقبرة جماعية أكثر من 100 جثة، قالت إنهم جميعا كانوا من مدمني المخدرات، دون أي تفصيل عن هوياتهم، ولا كيفية اعتقالهم، ولا أسباب وفاتهم.
وتنقل الصحفية عن ناطق مالكزاده، الناشط الحقوقي قوله إن طالبان حولت أفغانستان، في ظل غياب حقوق الإنسان، إلى سجن كبير، وإن "أغلب المعتقلين هم من جنود الحكومة السابقة، وموظفيها، ومدنيين كانوا يعيشون في مناطق شهدت تمردا ضد الحركة".ت".