"الأمناء" تستطلع آراء شخصيات ونخب سياسية جنوبية حول استمرار معاناة أبناء الجنوب وجيشهم المنتصر
الأمناء/ استطلاع - عبد الله قردع:

هل باتت الشرعية اليمنية أداة لقمع وتعذيب الشعب الجنوبي؟

كيف تتعامل قيادات الجنوب مع المتغيرات؟

أما آن لهذه المعاناة أن تنتهي؟

 

تمر الدولة الجنوبية وقياداتها الشرعية بحالة سياسية دراماتيكية يصعب توصيفها أو تحليلها أو التنبؤ بنتائجها ومآلاتها، حالة أشعلت ثورة من التساؤلات بأوساط نشطاء ومفكري الجنوب، حيث تساءل البعض منهم قائلين: هل بات شعب الجنوب أمام حالة شاذة تتعارض مع نضاله وخياراته المشروعة؟ وهل بات ضيوف الشرعية اليمنية أداة لقمع الشعب الجنوبي؟

وكيف بات الغرباء المنفيون غير المرحب بهم في بلادهم شرعيين في الجنوب فيما بات الجنوبيون مشردين مغيبين عن أرضهم؟ هذه التساؤلات وغيرها من الأسئلة تناولتها "الأمناء" باستطلاع رأي مع عدد من الناشطين والسياسيين الجنوبيين، وكانت الحصيلة التالية:

البداية مع الأستاذ هشام الجاروني، القيادي بانتقالي العاصمة عدن، الذي قال: "الشرعية منكسرة وتمارس قمعًا جماعيًا شاملًا ضد الجنوبيين، ونحن نعرف أنها منكسرة عسكريا على الأقل في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الجنوبية، لكنها تمارس قمعًا جماعيا شاملا،  قمعا في قوت ومعيشة وأمن واستقرار وخدمات ورواتب المواطن الجنوبي، وهو أقسى بكثير من القمع الأمني والعسكري، هو عقاب جماعي يعد جريمة ضد الإنسانية" .

يضيف بالقول: "نعم، الشرعية ترتكب جريمة بحق شعب الجنوب في ظل صمت إقليمي ودولي وصل حد التماهي مع تلك الإجراءات القمعية اللا إنسانية، ويفترض أن تكون السلطة بيد أبناء الجنوب باعتبارهم من حرر تلك الأرض لكنها السياسة التي أعطت الطرف المهزوم والمتخاذل، الطرف المتواطئ مع الانقلاب الحوثي، حق المشاركة في إدارة الأرض المحررة، وهذا يفسر أن التحالف لم يثمن ثقة الجنوبيين فيه، بل يفسر مواقفهم بشكل خاطئ جدًا، وهذا قد يعكس نفسه على تحالفاتنا معهم مستقبلا".

يضيف الجاروني بالقول: "أما لماذا يحكمنا المنهزمون شمالا؟ وذلك لأنهم الأكثر خنوعا والأكثر تطابقا مع الأهداف التاريخية لبعض دول الجوار التي لا تزال ترى أمانها محصورا في طابور المشائخ وساسة الهضبة الزيدية القبلية والعسكرية والدينية، والسؤال: إلى متى سيبقى شعب الجنوب يقبل بنصف العلاقة مع التحالف في حين هو الطرف الوحيد الذي يقدم التضحيات ضد الحوثة والقاعدة؟ هذا التساؤل مطروح للتحالف الذي يجهل الطبيعة الإنسانية لشعب الجنوب وتطلعاته بالحرية والكرامة، للأسف التحالف يكرر حماقاته مع شعب الجنوب مستندا إلى تقارير مغلوطة تقدمها أطراف على علاقة بمراكز النفود اليمنية التي أثبتت الأيام أنها أوهن من بيت العنكبوت وغرف نوم مشائخهم لا زالت شاهدة على سقوطهم التاريخي عند أول مواجهة حقيقية".

 

لن يصح إلا الصحيح

من جهته الأستاذ علي الجوهري - القيادي بانتقالي العاصمة عدن – قال: "الكل يعلم علم اليقين أن التحالف لم يحسن التصرف في الجنوب وباتت السلطة في عدن شبه مغتصبة من قبل قوى يمنية شاردة مدعومة من بعض الأطراف الخارجية، ولكن يقظة أبناء الجنوب عالية وأفشلت المخططات المليشاوية الخبيثة الوشيكة، وفي الأيام القادمة بإذن الله سترى الأمور على حقيقتها، ونؤكد أن جميع رهاناتهم فاشلة وأثبت الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بحكمته وحنكته أنه القائد الشرعي للجنوب، ولن يصح إلا الصحيح" .

 

مرحلة استثنائية ومنعطف خطير

يرى الناشط السياسي العقيد محمد ناصر شوبه أن الجنوب يمر بحالة استثنائية ومنعطف خطير أجبره على التعاطي مع بعض الحالات التي أفرزتها تلك المرحلة المعروفة لدى الجميع وظروف الحرب تحت مسميات كثيرة، منها النزوح المسيس إلى محافظات الجنوب الذي استغله البعض لأعمال مشبوهة تخدم توجهاته السياسية التي حاولت مرارا وتكرارا أن تستقوي بشرعيتها على القيادة السياسية الجنوبية تحت مسمى الشراكة فيما تسمي حكومة الشرعية والمجلس الرئاسي وبمساندة من الأشقاء في التحالف ولكن سيأتي اليوم المناسب لوضع النقاط على الحروف، ويرونه بعيدا ونراه قريبا".

 

الشرعية متناقضة وغير متجانسة

ويرى الشيخ سالم منصور الجرادي - القيادي بالحراك السلمي الجنوبي - أن الشرعية متناقضة وغير متجانسة، وقال: "هذه الشرعية التي تم التوافق عليها من الدول الأربع الراعية والمشرفة على اليمن هي شرعية غير متجانسة بل أطرافها وأهدافها متناقضة، ولا تتوافق مع الواقع، والبعض قد يكون لديه نية لقمع شعب الجنوب ولكنه غير قادر كونه يعلم أن هناك من يقف له بالمرصاد، وكما ظهر  للجميع فإن تركيبة المجلس الرئاسي مناصفة بين الشمال والجنوب وللأسف إن الإخوة الشماليين في المجلس الرئاسي ليس لهم شرعية في الشمال فكل جغرافية الشمال تحت سيطرة الحوثيين، والجنوب تحت سيطرة أبنائه، ولهذا فإن المجلس أعرج ولن يصمد طويلا" .

يضيف بالقول: "بالتأكيد إن السيادة على أرض الجنوب للجنوبيين، ولأجل السيادة انطلقت ثورة الحراك الجنوبي في العام 2007 م وقدم آلاف الشهداء والجرحى، ولكن للأسف إن بعض دول الإقليم تحاول إعادة شرعنة احتلال الجنوب تحت مسمى الشرعية، وهذا أمر مرفوض من قبل شعبنا وكل قواه، والمجلس الانتقالي هو الحامل الشرعي للقضية الجنوبية في كل المحافل الإقليمية والدولية ومسيطر على أرض الجنوب ولا سيادة لنازح يمني على أرض الجنوب، ولن يكتب النجاح لمخططاتهم" .

 

 

العليمي ومعين نازحون ضيوف على الجنوبيين

يتابع الشيخ الجرادي حديثه قائلا: "الإخوة العليمي ومعين وغيرهم هم نازحون ضيوف على الجنوب، ويقال أنهم مطلوبون من الحوثيين؛ لأنهم بقايا نظام عفاش البائد، ولهذا تم الشرعنة لهم من عاصفة الحزم لكي يستعيدون صنعاء ولكنهم فشلوا، رغم الإمكانيات والصلاحيات الكبيرة التي أعطيت لهم  ولا أساس موضوعي للشرعية المزعومة على الأرض ومصيرهم أن يعودوا إلى ديارهم في اليمن، أما بخصوص هل شعب الجنوب أمام حالة شاذة تتعارض مع نضاله  وخياراته المشروعة؟ أقول: إن شعب الجنوب يتعرض لمؤامرات إقليمية ودولية للنيل من هويته وانتمائه وتفتيت نسيجه الاجتماعي منذ ما قبل الاستقلال في العام 67م وتفتيت نسيجه الاجتماعي، وعليه فإن شعبنا اليوم ليس في حاله شاذة أبدا، بل يخوض حربًا وطنيةً مقدسة تمتلك مشروعًا واضحًا هو استعادة دولتنا الجنوبية، ونعيد مرارًا وتكرارا أن الشخص الشرعي المخول لقيادة الجنوب هو صاحب الأرض الأخ عيدروس الزبيدي المفوض من قبل شعبه لقيادة السفينة، أما بالنسبة للأخ رشاد العليمي هو رئيس تشريفي فقط لمهام حددت له من الدول التحالف تخص تحرير بلاده من الحوثيين ويظل في نظرنا مجرد نازح هارب ويعلم بما يريد ونحن نعلم بما نريد، والأعمال بخواتيمها".

 

من كان سبباً في المشكلة لن يكون يوماً حلاً لها

يرى الناشط السياسي خالد خيران الجرادي أن الشرعية أكبر سبب لمشاكل الجنوب، وقال: "من كان سبباً رئيسياً في المشكلة لن يكون يوماً حلا لها، فوجود الشرعية مشكلة بحد ذاتها ولن يتسيد على الجنوب غير أبنائه، أما بخصوص الغرباء فهم مجرد ضيوف يؤدون مهمة مؤقتة ثم سيرحلون، وأعتقد أن الجنوب يمر بمرحلة من الأطماع يقابله صمود أسطوري، فالمرحلة حساسة وتتطلب تظافر جهود الجنوبيين والتعاطي مع المستجدات بذكاء دون التفريط في الثوابت ولا في القضايا المصيرية".

متعلقات
النائب العام يصدر قرارًا بتكليف لجنة للنزول إلى أماكن التوقيف في عدن
رئيس تنفيذية انتقالي لحج يلتقي بحارس مرمى منتخب الناشئين الكابتن وضاح انور الردفاني
رش ال MC في مشروع صيانة خط السفينة ـ الكثيري بالمنصورة في عدن
عاجل: تدشين التشغيل الكلي لمحطة الطاقة الشمسية في العاصمة #عدن المقدمة من دولة #الإمارات
أول تعليق من البنك المركزي حول اغلاق البنوك المعاقبة فروعها في المحافظات المحررة