هل يشهد 2023 تحسنًا بالغاز أم سيكون أشد من 2022؟

"تركي" يلغي نقاط بيع الغاز المنزلي الوهمية بالحوطة

تكليف مدير مكتب الصناعة بزيادة مخصص غاز الحوطة ابتداءً من 2023م

المسعودي يستهجن الوضع ويطالب الجميع القيام بواجباتهم تجاه الحوطة

ارتياح شعبي بتكليف "الشلن" بملف غاز الحوطة وتحقيق العدالة

يعتبر الغاز المنزلي من أهم المتطلبات التي تعتمد عليها الأسرة بشكل يومي في حياتها المنزلية اليومية، وخصوصاً في المدن بعكس مواطني الريف، وتعاني مدينة الحوطة - عاصمة محافظة لحج - من أزمة خانقة تشتد شتاءً لعدم توفر الغاز المنزلي مع زيادة الطلب عليه لاستخدامه في عدة أمور منزلية. وتشهد محافظة لحج أزمةً في مخصص الغاز المنزلي، فمعظم مواطني المحافظة يشكون من عدم توفر الغاز المنزلي بكل يسر، بينما تشير المعلومات إلى أن مخصص الغاز للمحافظة يصرف كاملاً من منشأة صافر بمأرب اليمنية، وإنما يتلاشى المخصص داخل المحافظة وبروز تضارب في التصريحات الرسمية عن المخصص وحدوث الأزمة التي يعاني منها المواطنون منذ سنوات، رغم عقد الاجتماعات من قبل السلطة وإحداث التغييرات إلا أن الوضع في محلك سر بل أحيانًا تزيد الأزمة اختناقاً في بعض مناطق المحافظة.

"الأمناء" تتلقى اتصالات عبارة عن شكاوى من المواطنين عن أزمة الغاز المنزلي ومناشدات لجهات الاختصاص لغرض إيجاد حلول مستدامة تقضي على هذه الأزمة التي لا يعرف من يقف خلفها، وهل هي أزمة مفتعلة في المحافظة أو من خارجها، وتسريبات عن وجود جهات داخل المحافظة هي من تفتعل هذه الأزمة في ظل معلومات تشير إلى وجود مقاسمات في مخصص الغاز، ودخول أطراف في السلطة كشركاء في المخصص المعتمد لمواطني المحافظة.

الأخشاب والغاز

ويعاني المواطنون في حوطة لحج من أزمة الغاز المنزلي وارتفاع قيمته وعدم وجود استشعار بالمسؤولية بما تعانيه الأسر في الحوطة، وتحول ملف الغاز إلى ملف عادي لا ينظر إليه بعين الاعتبار رغم ارتفاع الأصوات والكتابات بمنصات التواصل عن الأزمة، وإنما الوضع كما يقال "يا فصيح عند من تصيح".

ويرى المواطن اللحجي أن السلطة لا تبالي بمعاناة الأسر، حتى وصل الحال إلى انعدام مخصص الغاز في بعض الحارات كاملاً كما هو حاصل في حارة الأنصار شرق حوطة لحج، مما دفع بالعديد من الأسر في مدينة الحوطة إلى استخدام الأخشاب في طهي الطعام، والعودة إلى زمن ما قبل ثورة 14 أكتوبر 1963، وبينما المحافظة احتفلت نهاية نوفمبر بالذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال الوطني الـ30 نوفمبر 1967م، في ظل أزمة خانقة يعاني منها المواطنون بعدم الحصول على أبسط حقوقهم ممثلاً بالغاز المنزلي وحقوق أخرى بوطن يشهد الحرب في السنة الثامنة مع زيادة تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار والتوسع يومياً في انتشار رقعة الفقر.

حوطة باريس

ويرى المواطن فضل علي أن أزمة الغاز التي يعاني منها مواطنو لحج عامة والحوطة خاصة، أزمة أشبه بما هو حاصل في فرنسا واندفاع مواطني باريس إلى استخدام الأخشاب بدلاً عن الغاز، وإنما مشكلة لحج في الغاز هي توفر المخصص من الشركة، واختفاء هذه المخصص حال دخوله أراضي المحافظة، حيث البعض يرى أن الأسباب تعود لزيادة الهجرة الداخلية إلى الحوطة وتبن، وكذا نتيجة نزوح الأسر من مناطق النزاع المسلح إلى المحافظة، بينما آخرون يوجهون أصابع الاتهام إلى تلاعب الهوامير والذين بعضهم في السلطة بهذا المخصص، واقتطاع أجزاء من المخصص لصالحهم مما أحدث الأزمة عند المواطنين بشكل عام، وتحول عاصمة المحافظة الحوطة إلى أشبه بالقرية نظراً لاستخدام الأخشاب في عملية طهي الطعام رغم شحة توفرها وارتفاع أسعارها.

مسؤولون لهم طرف

ويرى المواطن عارف أبو محمد من مواطني الحوطة، أن أزمة الغاز في بعض حارات المدينة ترتبط بضمير وأخلاق الإنسان، وإنما يتم استغلالها في أغراض سياسية أو خبيثة، وللأسف المجتمع لا يشارك في وضع حلول لهذه الأزمة.

وأضاف عن احتمالية وجود مسؤولين في السلطة هدفهم الفتنة وإثارة البلبلة وأغراض خبيثة من خلال هذه الأزمة.

مخصص مفقود

وفي منشور آخر سرد أبو محمد أرقاما عديدة عن مخصص الغاز في الحوطة وتبن، على أن مخصص الحوطة بلغ 2400 أسطوانة تصرف كل أسبوع، وفجأة تحول هذا المخصص بصرفه كل أسبوعين، مشيراً إلى أن شركة صافر وبعض المسؤولين بمكتب الصناعة بلحج، سابقاً، كانوا سبباً فيما حدث من نقص في المخصص.

وأشار إلى وجود 6 محطات غاز في مديرية تبن، وكل محطة تستلم مقطورة كل أسبوع بواقع 2500 أسطوانة في الأسبوع الواحد ولكل محطة غاز، بواقع 15.000 أسطوانة في الأسبوع تستلمها 6 محطات للغاز في تبن، وبإجمالي شهرياً 450.000 أسطوانة، ويرى أن نقاط الغاز في الحوطة وتبن هي من أوجدت هوامير الغاز وهذه الأزمة الخانقة.

نقاط بيع وهمية

وأكد أبو محمد أن نقاط البيع لا توجد لها صفة أو ذكر لا في كشوفات مكتب التجارة أو في المحطات، وإنما هي مجرد أسماء وكلاء، منوهاً إلى أن لهؤلاء الوكلاء مخصص تقريباً 1000 أسطوانة موزعة على بعض معظم المحطات وفي كل حارة فيها وكلاء ونقاط بيع، وأضاف: "الوكيل يحضر إلى نقاط البيع ويأخذ مخصصه من الغاز بطريقة السوق السوداء".

وتساءل أبو محمد: "طالما حارات الحوطة فيها وكلاء بيع، لماذا وضعت نقاط البيع الوهمية والتي لا صفة لها رسمياً؟".

معرفة الهوامير

كما كشف الشيخ عارف بحد كلامه المنشور عن وجود أسماء وأدلة على هوامير الغاز في الحوطة وتبن، وهي أدلة مثبتة، وإذا لم تتم المعالجة سيتم طرحها في مواقع التواصل الاجتماعي أو تقديم بلاغ رسمي إلى النائب العام، واصفاً هوامير الغاز المنزلي أنهم أغدر وألعن من هوامير الأراضي.

المسعودي والأنصار

وفي لقاء المحافظ التركي لمعالجة مشكلة الغاز، تحدث الشيخ عارف المسعودي شيخ حافة الأنصار الأمين العام لحلف قبائل وأبناء الحوطة وتبن، على أن حافة الأنصار في حوطة لحج لا يتوفر فيها أي مخصص للغاز المنزلي منذ 3 أشهر متواصلة، مما دفع بالأهالي إلى استهجان هذا الوضع المزري داخل العاصمة لانعدام أبسط متطلبات الأسرة في حياتها اليومية، وخصوصاً في فصل الشتاء مع زيادة الطلب على الغاز، وعطفاً على ذلك وجه محافظ لحج بصرف مخصص الأنصار أسبوعياً مع صرف المخصص الذي حرموا منه بأثر رجعي وبالتقسيط على اعتباره حقًا خاصًا بمواطني الحارة.

الغاز والشلن

وخرج لقاء المحافظ مع شيوخ ووجهاء الحوطة بتكليف مدير أمن الحوطة، بتحمل ملف الغاز المنزلي وضبط أي متلاعبين بهذا المخصص، وهو الأمر الذي ارتاح منه عامة الناس على اعتبار المدير عواد الشلن من رجال الأمن الأوفياء ويعمل بإخلاص وأمانة ورجل محترم وصادق مع عامة الناس ومناهض للباطل والظلم والفساد.

لكل ما تقدم ذكره: هل مدينة الحوطة عاصمة المحافظة سوف تشهد خلال عام 2023م تحسنًا كبيرًا في مخصص الغاز المنزلي؟ أو سيكون الوضع كارثياً أشد من أزمة عام2022؟ لذا نترك الإجابة لقادم الأيام، ونتمنى أن يكون الوضع أفضل وأجمل.