دموع وشموع في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد البطل عرمان القطيبي
الأمناء نت / بقلم والد الشهيد الشيخ العقيد/ محمد منصر القطيبي:

حلت علينا يوم السبت ٢٠٢٢/١٢/٢٤م الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفدائي المقاوم الشهيد البطل عرمان محمد منصر، وفي هذه السطور القليلة نتناول نبذة مختصرة عن حياة الشهيد، ثم نعرج على بيان مختصر لمآثر الشهيد وبطولاته، ورغم أن الشهيد لا يزال في بداية حياته إلا أنه قد عشق التضحية والفداء كما يبدو وهو في المهد صبياً وهذا هو ديدن الرجال الأحرار.

الشهيد عرمان محمد منصر من مواليد يوم الجمعة ١٩٩٩/٥/١٧ في مديرية ردفان منطقة حيد ردفان، وكر الذئاب الحمر،  وموطن الأسود الضارية، التحق بالتعليم الابتدائي في منطقة العقلة مدرسة الشهيد، وبعدها أكمل التعليم الأساسي في منطقة حيد ردفان مدرسة الشهيد الفدائي البطل نصر بن سيف مهتم المسعودي، ثم واصل دراسته الثانوية في ثانوية الملاح.

 عاش الشهيد حياته يتيم الأم، حيث توفيت والدته وعمره أربعة أشهر - رحمة الله عليهما جميعاً - فقامت جدته أم والده رحمها الله بتربيته فكانت نِعمَ الأم ونِعمَ المربية إلى أن بلغ سن الرابعة عشر من عمره.

مع بلوغ الشهيد سن السادسة عشر من عمره في العام ٢٠١٥م غزت مليشيات الحوثي أرض الجنوب الطاهرة، وبدلاً من أن يقوم هذا الطفل بالاستمتاع بمرحلة طفولته مثل ما هو حاصل في كل بلاد الله الواسعة امتشق هذا الطفل البندقية الآلية والذي بالكاد يحملها لثقلها واتجه إلى جبهة بلة دفاعاً عن الدين والوطن فكان ضمن مجموعة والده العقيد محمد منصر محمد وبقيادة الشهيد القائد اللواء ثابت مثنى جواس. 

بعد اندحار المليشيات الغازية من عدن والمناطق المجاورة لها، التحق الشهيد بدورة تدريبية لمدة أربعين يوماً في معهد الشهيد القائد ثابت مثنى جواس في مديرية ردفان، ثم سارع للحاق بوالده الذي قد سبقه إلى جبهة عسيلان محافظة شبوة لطرد الغزاة من باقي أراضي الجنوب التي لا زالت محتلة حينها.

انتقل الشهيد عرمان من جبهة عسيلان إلى جبهة الساحل الغربي لواء ٢٢ مشاة فخاض عدة معارك في هذه الجبهة، عُرف الشهيد عرمان بشجاعته وبسالته، ورغم صغر سنه إلا أنه عاش مرفوع الهامة قوي الشكيمة عالي العزيمة إلى أن استشهد في سبيل هذا الوطن الذي ضحى الكثير من أجله، ولا زلنا نقدم فلذات أكبادنا وهم في سن الزهور من أجل كسر شوكة هذه الفئة الضالة التي طغت وأفسدت في البلاد.

 كان الشهيد رحمة الله عليه مغواراً لا يرضى الظلم الذي تمارسه مليشيات الحوثي في هذا الوطن فتولدت لديه عقيدة قتالية جسدها كفلسفة حياتية له تنطلق من مقولة مفادها (بأنه يجب كسر شوكة الحوثيين في أرضهم لكي لا تقوم لهم قائمة أو يفكروا في غزونا مرة  ثانية) هذه هي مقولة الرجال الأحرار الذين وهبوا أنفسهم فداء لهذا الدين والوطن. واصل الشهيد جهاده في جبهة الساحل الغربي إلى أن توفاه الأجل في جبهة الساحل الغربي يوم الجمعة الموافق ٢٠٢1/١2/٢٤م.

مرت سنة منذ رحيلك يا ولدي الغالي، مرت علينا دون أن نرى نور وجهك الوضاء الذي كان يملأ جنبات حياتنا ضياءً ورونقاً وزهواً، مرت سنة بأيامها ولياليها وساعاتها دون أن نسمع صوتك العذب وكلماتك الصادقة، وأحاديثك العطرة، باستشهادك يا ولدي فقدنا الأنيس وخسرنا الجليس، وافتقدنا الحبيب الذي لا يعوضه الدهر أبدا، لقد عز علينا فراقك يا ولدي، لكن عزائنا فيك أنك قد استشهدت مقبلاً غير مدبر وأنت تدافع عن نصرة الدين والعقيدة والوطن.

نسأل الله تعالى أن يتقبلك شهيداً، اللهم نور قبره مثلما كان ينور حياتنا، وأسعد فؤاده بدخول جنتك مثلما كان يسعد قلوبنا بوجوده، اللهم آنس وحشته مثلما كان يؤنس وحشتنا واجعل اللهم قبره روضة من رياض الجنة.

في هذه الذكرى الأليمة لاستشهادك يا ولدي وفلذة كبدي ابكي رحيلك، ولم اصدق انك رحلت عني وتواريت إلى غير رجعة، لكنني مع ذلك أرى خيالك في كل يوم أمامي كفارس مغوار ترجل من جواده ليأخذ استراحة محارب ثم يعاود نزال الأعداء، لا اصدق انك لا تعود، لقد كنت لي يا ولدي أمنية وحلماً واملاً، فكيف عسى أن يكون حال المتمني إذا فقد مناه، وكيف يكون حال الحالم إذا تبخر حلمه وذهب مع السراب، وكيف يكون حال من فقد أمله في هذه الحياة.

عندما نتذكر من رحلوا فإن الآلام لا تتجدد لأنها لم تذهب عنا أصلاً ولكن ذكرى رحيلهم تجدد احزاننا وتبعث  غصة في قلوبنا، نعم قد نستطيع تجاوز الحزن لكن هذه الاحزان لا تنتهي فكل عام تعود ذكرى رحيل الحبيب وتعيد الينا الآمنا واحزاننا، فيا رب خفف على قلوب اضناها الشوق للحبيب وأسعدنا بلقاء عاجل معه في الجنة.

 

متعلقات
بلمسات مبابي وفينيسيوس..ريال مدريد بطل السوبر الأوروبي
من الوادي الكبير في مسقط الى المعقل الرئيس في مأرب.. تنظيمي القاعدة وداعش يضيئ سماء وادي عبيدة
المستشار العسكري للمبعوث الأممي يزور قوات درع الوطن في عدن
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاربعاء بالعاصمة عدن
تدهور التربية والتعليم في العاصمة عدن، الى متى ؟!