لا تزال فضائح الرسائل الإلكترونية الرسمية تطعن في سمعة المسؤولين وتعصف بهم من مناصبهم، واقعة استخدام سويلا برافرمان وزيرة الداخلية البريطانية للبريد الشخصي في مراسلات حكومية، انتهت بخسارتها منصبها الوزاري وتقديم استقالتها، الأربعاء، من حكومة ليز تراس.
وكانت سويلا برافرمان، أعلنت استقالتها من حكومة ليز تراس، قائلة: «ارتكبت خطأ وأتحمل المسؤولية وأستقيل»، مشيرة إلى أنها لم تنفذ «تعهدات رئيسية لناخبينا».
وأفادت الوزيرة المستقيلة بأنها «بعثت رسالة رسمية من بريدي الإلكتروني الشخصي وهذا يمثل مخالفة فنية للقواعد».
وفي كتاب استقالتها الذي نشر على «تويتر»، اقرت برايفرمان بارتكاب «خطأ» عبر إرسال وثيقة رسمية إلى «زميل برلماني أهل للثقة» من عنوان بريد الكتروني شخصي، لافتة أيضاً إلى أن الحكومة «لم تف بوعود رئيسية» من مثل مكافحة الهجرة غير القانونية.
هيلاري كلينتون الخطأ الفادح الذي ارتكبته الوزيرة البريطانية المستقيلة يستدعي إلى الأذهان قضية مراسلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون قبل بضع سنوات، حيث نشرت الخارجية الأمريكية 296 رسالة إلكترونية رسمية لهيلاري من بين 30 ألف رسالة، تكشف هذه الرسائل تفاصيل عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012، الذي شكل صدمة في الأوساط الدبلوماسية الأمريكية.
وتتعلق القضية بتعامل كلينتون مع رسائل البريد الإلكتروني الحكومية عندما كانت وزيرة للخارجية في الفترة من 2009 إلى 2013، واستخدمت كلينتون، المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني بمنزلها في نيويورك للتعامل مع رسائل وزارة الخارجية إبان شغلها منصب وزيرة.
ورغم الجدل السياسي الذي ملأ الأوساط الدبلوماسية جراء تلك الأزمة، إلا أن كلينتون عبرت عن سعادتها لأن هذه الرسائل بدأت تنشر، وقالت: أريد أن يراها كل الناس.
وترشحت هيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة في منافسة على أن تصبح أول امرأة تقود أمريكا، ولم تتمكن من الفوز، لكن ظل اسمها مرتبطاً بفضيحة المراسلات الإلكترونية، بسبب استخدامها البريد الشخصي، وهو نفس الخطأ الذي أعلنته وزير الداخلية البريطانية معلنة استقالتها من قيادة الداخلية البريطانية نتيجة خرق القواعد العامة في الحكومة.