مدير عام الصحة الإنجابية د. حميدة زيد في حوار مع "الأمناء":ظاهرة الزواج المبكر لها آثار سلبية وانعكاسات كبيرة
ندعو إلى نشر التوعية في صفوف المجتمع عبر مختلف الوسائل
الأرياف تحتاج إلى وعي أكثر ففيها تنتشر ظاهرة الزواج المبكر بكثرة
العاصمة عدن ستظل دومًا مدينة للتعايش السلمي والسلام والأمان والأمن
تعد الصحة جزءًا أساسيًا ومهمًا لأي مجتمع من المجتمعات المتقدمة والمتخلفة على حد سواء ويقاس تطورها ونماؤها من خلال الاهتمام برعاياها وتوفير الخدمات الصحية المتكاملة لهم.
بلادنا واحدة من هذه المجتمعات التي تولي الجانب الصحي جل اهتمامها، وبحسب إمكانياتها المتاحة، لا سيما الأمور المتعلقة بالصحة الإنجابية ومرادفاتها.
للاطلاع عن كثب حول ذلك كان لـ"الأمناء" حوار مع مدير عام الصحة الإنجابية في ديوان عام وزارة الصحة العامة والسكان الدكتورة حميدة زيد.. فإلى نص الحوار:
- ما رأيكِ بظاهرة الزواج المبكر؟
- بصراحة كدكتورة اختصاصية نساء وولادة أعتبر ظاهرة الزواج المبكر للفتاه من العادات غير الجيدة بشكل عام لأنه يحصل فيها حمل والحمل في الرحم لا يكون في نضجه بالشكل المطلوب، وبالتالي يحدث مضاعفات كثيرة لهذه الفتاة ويمكن أن يحصل لها نزيف أو انفجار في الرحم؛ لأن سعة الرحم لم تستوعب حجم الجنين داخله، فنحن نحذر دوما من هذه الظاهرة لأنها تشكل خطورة على حياه الفتاة وكذا على الرجل إذا كان مقاربا لها في السن من حيث عدم مقدرته على تحمل مسؤولية الأطفال وتربيتهم بالطريقة المطلوبة خصوصا في هذا الزمان.
كما أن الزواج المبكر صار شائعا في بلادنا وحتى في بعض الدول العربية خاصة في ظل الأوضاع المعيشية التي تعيشها هذه البلدان من فقر وعوز ويعيشون في ظروف مادية صعبة مما يضطر الأهالي الآباء والأمهات إلى الموافقة على زواج بناتهم للتخفيف من عب المسؤولية وتحسين ظروفهم المعيشية غير مدركين بخطورة الزواج المبكر وتداعياته على المستوى الصحي والنفسي.
- هل للوزارة دور في نشر التوعية؟
- نعم كوزارة نعمل على نشر التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة والنزول الميداني إلى المدراس والكليات والمرافق المختلفة حتى نحد من هذه الظاهرة من خلال إرشادهم وتوعيتهم بالمخاطر الشديدة التي تقع فيها الفتاة في هذه السن نتيجة زواجها المبكر، كما ننظم بين الحين والآخر وبالشراكة مع بعض المنظمات حلقات تثقيفية وتوعوية وندوات وورش نتطرق فيها إلى خطورة الزواج المبكر ومضاعفاته.
- المنظمات كثيره الآن ولكن البعض منها صار أحسن من أول ونحن كوزارة بالذات القسم الثقافي مهتمون بهذا الموضوع ففي قادم الأيام بإذن الله تعالى لدينا مشروع قادم مع إحدى المنظمات يتمثل بالقيام بعملية تثقيف شاملة في أوساط المجتمع ويتعلق بالزواج المبكر وأخطاره وأهمية الرضاعة الطبيعية والحمل ومضاعفاته والطرق الواجب اتخاذها عند حدوث نزيف لا قدر الله في الرحم وغيرها من الأمور الهامة التي تخص المرأة.
كما لدينا عمل مشترك آخر أيضا مع منظمة أخرى يتعلق بالتوعية بموانع الحمل وكيفية استخدامها وختان الإناث والزواج وعن صحة الأم والوفيات التي تحدث لبعض الأمهات أثناء الوضع وهي الأمور المتعلقة بالصحة الإنجابية، وكل هذه المشاريع تمولها منظمة الصحة العالمية وهذه المشاريع تدرس أولا من قبلنا ثم ترفع للوزارة وبعد موافقة قيادة الوزارة عليها يتم تنفيذها بالتنسيق مع هذه المنظمات.
- في مجتمعنا يعتقدون أن سن الإنجاب من 18 عاما وما فوق ولكن نحن كمختصة في هذا المجال نرى بأن سن الإنجاب الأفضل يبدأ من 24 عام حيث تكون الفتاة هنا قد اكتمل عندها النضوج الكافي في الأعضاء التناسلية وكذا النضوج الفكري والثقافي حتى تكون قادرة على تحمل عبء الحمل والحياة وتربية الأطفال على السلوك الحميدة والأخلاق العالية، فهذا الموضوع يجب على الكل أن يشارك فيه المدارس الكليات المثقفين والشباب وجمعيات منظمات المجتمع المدني لأن هذا الموضوع مهم جدا كون بعض الفئات بمجتمعنا ليس لديها الواعي الكافي فيما يتعلق بهده الامور خاصة في الارياف والتي تكثر فيها ظاهرة الزواج المبكر.
- ما هي الآلية التي يجب اتخاذها للتشخيص قبل الزواج تجنبا لحدوث التشوهات الخلقية؟
- هو الفحص المبكر قبل الزواج لكلا الجنسين تجنبًا لحدوث مشاكل تتعلق بالجانب الصحي والجسدي لا سيما إذا كان الزوجين من الأهل (الأقارب) حيث نلاحظ تجاهل الكثير من الناس لهذه الفحوصات مما يؤدي الى إصابة اطفالهم بتشوهات خلقية يصعب علاجها في وقتها فالعلماء حتى الان لم يجدوا علاجا فعالا لكل هذه التشوهات فهذه الفحوصات معمول بها في كل دول العالم، لذا على كل شخص ان يجري هذه الفحوصات قبل الزواج تجنبا لهذه الاشكاليات وان تكون هناك توعية مستمرة بخصوص هذا الموضوع في كل وسائل الاعلام لان الكثير لا يهتم بهذه الاجراءات المهمة.
- ما الكلمة التي تريدين توجيهها للمرأة كونك دكتورة مختصة نساء وولادة؟
- كلمتي تتلخص في عدة نقاط، هي:
- أن تكون ذات تكوين صحي وجسدي وأن تمتلك نضوجا فكريا وعقليا حتى تستطيع تحمل مسؤولية الزواج وتربي أولادها بطريقة سليمة وصحية.
- أن تجري الفحوصات اللازمة قبل الزواج للكشف المبكر عن أي أمراض قد تحملها دون علمها مثل سرطان الثدي وسرطانات الرحم وعمق الرحم والمبيض حتى تعالجها مبكرا قبل استفحالها ويصعب علاجها عندئذ.
- أن تهتم بالناحية الغذائية قبل زواجها لأن الغذاء عنصر مهم بالنسبة لها حتى لا تصاب بفقر الدم او حدوث نزيف حاد أثناء حملها.
- أن تهتم بالنظافة الشخصية والصحية حتى تتجنب الامراض الناجمة عن البكتيريا والفطريات والفيروسات والتي تنتقل نتيجة تلوث الجو او التعايش مع أناس مصابين دون علمها.
- ما المطلوب من المجتمع من وجهة نظرك؟
- نشر الوعي الثقافي في المدارس وفي الكليات والمؤسسات والمرافق عبر نزول المنظمات والجمعيات المختصة للتوعية بهذه الامور المتعلقة بالصحة الانجابية وكذا عبر ائمة المساجد وخطباها وعقال الحارات من خلال عقد الاجتماعات الدورية للأهالي والمعلمين والمثقفين وغيرهم من فئات المجتمع حتى تعم الفائدة الجميع ويكون مجتمعنا مجتمع سليم خال من الامراض المنقولة جنسيا ووبائيا.
- كيف تقيمين دور منظمات المجتمع المدني؟
- بالطبع في منظمات محلية تقوم بدورها على اكمل الوجه ولكن اتمنى الا تتجه هذه المنظمات الى عمل واحد متشابه وان توحد جهودها وتقسم اعمالها الى عدة اعمال كل منظمة تهتم بجانب معين من خططها وبرامجها حتى يكون عملها مثمرا وناجحا، واحدة تهتم بالجانب الاغاثي والصحي واخرى بجانب الطفل من الناحية الصحية والتعليمية كون التعليم والصحة مردافان لبعض ومتلازمين دوما ومنظمة تهتم بالأسر الفقيرة والايتام والمتسولين والعمل على ايجاد فرص عمل تدير لهم دخل شهري مثل معامل الخياطة والصناعات الحرفية والاشغال اليدوية تساعدهم على مواجهة الصعاب والظروف المعيشية الناجمة عن ارتفاع الاسعار والوضع الاقتصادي الصعب، والعمل على ايجاد تنمية مستدامة في كل جوانب الحياه الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية.
- كلمة أخيرة دكتورة في ختام حوارنا مع "الأمناء".
- أتمنى أن يطبق نظام الحوكمة في بلادنا والذي يهدف الى ايجاد العدالة والمساواة والشفافية والتنمية وعدم التهميش لأي شخص كان وبناء القدرات والمهارات لكل افراد المجتمع، ووضع الشخص المؤهل المناسب في المكان الذي يستحقه ويستطيع من خلاله الابداع والابتكار والعطاء بدون حدود، وان يطبق القانون على الكل من اكبر منصب الى ادنى درجة، ومحاربة الفساد بكل اشكاله وان تفعل القوانين الخاصة بذلك حتى يكون مجتمعنا خال من هذه الظاهرة، وعلى الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات ان تحدد اولويات المشاريع والخدمات والبرامج المراد تنفيذها من قبل المنظمات الدولية التي معظمها تنفذ مشاريع وانشطة لا نحتاجها.
العاصمة عدن مدينتنا الجميلة التي سبقت كثير من المدن العربية بثقافتها وحضارتها وتاريخها وعرقها تستحق منا كل الحب والتضحية والعطاء وستظل دوما وابدا بمشيئة الله تعالى مدينة للتعايش السلمي والسلام والامان والامن رغم كيد الحاقدين.. أخيرا اشكر كل من دعمني وساندني في كل الأوقات دون استثناء.