دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتطورات الأخيرة على الساحة الأوكرانية، وتبعات قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إعلان التعبئة العامة، علاوة على انسلاخ الجيش الهندي من التراث الاستعماري، ملفات تناولتها صحف بريطانية في نسخها الرقمية والورقية.
الإندبندنت أونلاين نشرت تقريرا لدبلوماسي يعمل في الأمم المتحدة في نيويورك، وأعطته اسما مستعارا هو، "أمين باشا"، بعنوان "ابتعاد مخطط، عن الخطاب الروسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
يقول باشا، إن الاجتماعات الخاصة بالجمعية العامة للأمم المتحدة عادت للانعقاد بعد فترة التوقف بسبب فيروس كورونا، ولم يكن من الممكن أن تأتي هذه المناسبة في موعد أكثر مناسبة، فالعالم يواجه ظروفا صعبة، والمعنويات منخفضة، في الوقت الذي يسعى فيه الجميع للتعافي من تبعات وباء فيروس كورونا.
ويضيف أن الأصوات التي تطالب بالتركيز على عملية التعافي الاقتصادي من تبعات الوباء تواجه التهميش، بسبب الضجة التي يثيرها قادة العالم، وشجبهم المستمر، لما يجري على الساحة الأوكرانية، وبالتالي انقسم الدبلوماسيون حول ما هية الملف الأكثر أهمية، وإلحاحا، بين الملفين.
ويشير باشا إلى أنه طوال الأعوام السبعة والسبعين الماضية، كانت الأمم المتحدة تحصن نفسها خلف سلاسل من الإجراءات البيروقراطية البطيئة، لكنها ناجحة في الوقت نفسه في التأكد من أن تقاطع الطرق بين الإنسانية والعنف يستمر واضحا، لكن الآن يصبح الأمر أكثر صعوبة.
ويتساءل باشا، ما الشكل المناسب، والأكثر نجاعة للأمم المتحدة؟ مشيرا إلى أنها تبدو كطاولة مستديرة، عليها ما يكفي من المقاعد لجميع من يرغب في الجلوس، والتعبير عن مصالحة، مضيفا أنه بما أن أغلب قادة العالم ليسوا مصابين بالجنون، فيجب أن يصلوا إلى قرارات تكفل توفير الأمن، والسلام، والازدهار، والمصالح المطلوبة لجميع الأطراف، لأن النزاعات تنشأ عادة عندما نفشل في التوصل إلى إجابة للسؤال، كيف؟
ويعرج باشا على بعض الأزمات العالمية، مثل المجاعة في اليمن، والتي يعتبرها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الوعي البشري المعاصر، علاوة على وقف إطلاق النار بين طاجيكستان وقيرغيزستان، وكيفية التعافي من تبعات وباء كورونا، خاصة في الدول النامية، وملف التغير المناخي، بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا، وخيارات الرئيس الروسي بوتين.
ويختم باشا قائلا إنه لدينا بالفعل الطاولة في منتصف الغرفة، فدعونا نستخدمها لما صنعت له، وهو ما يتوق له الموظفون، لكن لا توجد رؤية سياسية، فبعدما كان لدينا قادة مفوهون مثل فيدل كاسترو، ونلسون مانديلا، ونيكيتا خروتشوف، أصبح لدينا الآن، سيرجي لافروف، وليز تراس، فهل هذا يكفي لإنجاز المهمة؟
ويقول "فليساعدنا الرب جميعا إن لم نحظ سريعا برؤية مناسبة، لحل هذه الأزمات".
"الصبي المتنمر"
الديلي تلغراف نشرت تقريرا لدومينيك نيكولاس يبرز العبارة التي استخدمها الرئيس الروسي بوتين تكرارا في خطابه الأخير، الذي أعلن فيه التعبئة العامة في بلاده، وهي "أنا لا أخادعكم"، مشيرا إلى أنه يبدو مخادغاً.
ويضيف، أنه إضافة إلى "بطاقة ترامب التي كان يراهن عليها بوتين"، وانتهت، هناك ورقة أخرى يرغب في الإبقاء عليها لتكون الورقة التي تهزم جميع البطاقات الباقية، وهي السلاح النووي الروسي.
ويضيف أن بوتين "يرى أن التهديد باستخدام السلاح النووي، هو الطريق الأيسر لإيجاد هوة بين الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، وداعميه الخارجيين، ويظن أنه يستطيع أيضا أن يقوض التحالف الداعم لأوكرانيا".
ويواصل نيكولاس "في حديثه صباح الأربعاء، كانت إشارة بوتين لاستخدام السلاح النووي، موجهة للاستهلاك الخارجي، وربما تكون أمرا مستبعدا في ظل اتخاذ التدابير الاحترازية".
ويوضح أن بوتين يبدو بحاجة لاتخاذ رد فعل مناسب لفشل قواته في الحرب، وعلى وجه التحديد، التقدم الأوكراني العسكري السريع أخيرا.
ويضيف الكاتب أنه كان على بوتين أن يواجه اللهجة الانتقادية المتصاعدة، من جانب المتشددين على الساحة الداخلية، والذين يرون أنه لا يوجد أي تصعيد عسكري على الساحة الأوكرانية يكفي لرد الإهانة الوطنية التي لحقت بروسيا.
ويقول نيكولاس "بوتين يخشى هؤلاء، وما قد يلحقوه به من ضرر، وبموقعه في السلطة، وهو ما يفوق ضرر أي انتفاضة على المستوى الشعبي".
ويضيف أن خطاب بوتين هذه المرة، كان مختلفا عن خطاباته السابقة، فقد كان يوجه انتقاداته لأوكرانيا، وللغرب، ولشعبه، وللشعب البريطاني، بينما كان يتفادى الفئة التي يخشاها.
ويخلص إلى أن "بوتين يخشى على منصبه، ومن تبعات القرار الذي اتخذه بعقله المتضرر. ورغم ذلك، فالفرص تبقى منخفضه في نجاحه في هذه اللعبة، والتاريخ لن يغفر لأولئك الذين يخافون الآن".
"الانسلاخ من الماضي الاستعماري"
التايمز نشرت تقريرا لمراسلها في العاصمة الهندية دلهي، أمريت ديلون، بعنوان "الجيش الهندي في طريقه لمحو ماضيه خلال الحقبة الاستعمارية".
يقول ديلون إن الجيش الهندي المنخرط في العادات والتقاليد الاحتفالية، التي يعد أكثرها مرتبطا بالتاريخ، يقوم بمراجعات شاملة، لتاريخه خلال الحقبة الاستعمارية.
ويشير ديلون إلى أنه لا يستبعد أي شيء من عمليات المراجعة، سواء الأزياء، أو الآلات الموسيقية، أو حتى أسماء الفرق العسكرية، أو المباني التابعة للجيش، حتى التقاليد العسكرية، كل ذلك سيخضع لعملية "التهنيد"، أو الإخضاع للتراث الهندي.
ويشير ديلون إلى أن ذلك الأمر يأتي استجابة لمطالبات رئيس الوزراء ناريندرا مودي المتكررة، بأن تتخطى البلاد ماضيها خلال الحقبة الاستعمارية، وتتخلص من إرثها الاستعماري، كما طالب المواطنين جميعا خلال خطابه الأسبوع الماضي، بالقسم على 5 أمور، منها التخلص من العبودية والافتخار بتراثهم الهندي.
ويوضح ديلون أن من بين المباني التي تخضع للمراجعة، مبنى يحمل اسم القائد الانجليزي خلال الحقبة الاستعمارية وهو الجنرال كيتشنر، علاوة على الصليب الذي يستخدم كعلامة للرتبة على أكتاف الزي العسكري، والذي يعرف باسم "الصليب المالطي".