أعلنت الأمم المتحدة عن موافقة الممثلين العسكريين للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين وقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي بقيادة السعودية، على تثبيت الهدنة الحالية بمناسبة عيد الأضحى الذي يحل السبت في معظم الدول العربية.
جاء ذلك في بيان صادر عن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ فجر الأربعاء عقب اجتماع للجنة التنسيق العسكرية في العاصمة الأردنية عمان بحضور المستشار العسكري للمبعوث الأممي العميد أنتوني هايوارد.
وتجاهل البيان الإشارة إلى الخلافات بين الحكومة والحوثيين، لاسيما في علاقة بفتح طرقات محافظة تعز (غرب اليمن)، فيما بدا أن غروندبرغ تجاوز عقدة هذا الملف التي لم تحل.
ويرفض الحوثيون السماح بفتح طرق رئيسية في تعز المحاصرة منذ سنوات، على الرغم من أن فك الحصار عن هذه المحافظة يشكل أحد البنود الرئيسية للهدنة التي أقرت في أبريل الماضي وجرى تمديدها خلال الشهر الماضي إلى شهرين إضافيين.
وقد فشلت جهود المبعوث الأممي في تعديل موقف الحوثيين من تعز، حيث تسعى قيادة الجماعة الموالية لإيران إلى استغلال هذا الملف كورقة لتحقيق المزيد من الإنجازات والمكاسب، من قبيل زيادة تدفق سفن الوقود إلى الحديدة وأيضا فتح طرق لها في مأرب.
ويقول مراقبون إن موافقة الحكومة على تثبيت الهدنة تندرج في سياق سلسلة التنازلات التي بدأتها، والتي باتت تثير غضب مكونات داخل السلطة الشرعية.
وقال البيان الصادر عن الأمم المتحدة إنه “في إطار الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، يوافق ضباط الارتباط الممثلون للأطراف في لجنة التنسيق العسكرية على تثبيت الهدنة الحالية من خلال تجديد التزامهم بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه وتجميد الأنشطة العسكرية في الميدان”.
ووفقا للبيان “اتفقت الأطراف أيضا على العمل من خلال لجنة التنسيق العسكرية وغرفة التنسيق المشتركة من أجل تعزيز الجهود الرامية إلى بناء الثقة والمساعدة في إيجاد بيئة مواتية للحوار وتحسين الوضع للمدنيين اليمنيين”.
واتفقت الأطراف ضمن هذه الجهود على “المحافظة على الخطاب المعتدل في البيانات العامة والتصريحات الإعلامية وإظهار العناية والحرص على حماية سلامة وصحة المدنيين من أطفال ونساء ورجال، وكذلك سلامة البنى التحتية الحيوية الداعمة لحياة المدنيين وسبل عيشهم”.
وتوصلت الأطراف أيضا إلى اتفاق بشأن “الاستمرار في النقاشات التي تركز على منع أو الحد قدر الإمكان من حركة القوات والمعدات العسكرية وسبل ممارسة السيطرة العملياتية الفعّالة للتأكد من فهم جميع القوات للمسؤوليات المناطة بها في الهدنة والامتثال لها".
وختم البيان بالتأكيد على أن "مكتب المبعوث الخاص على كامل الاستعداد لدعم الأطراف في هذا الشأن بما في ذلك من خلال توفير المساعدة الفنية وبناء القدرات وتيسير عملية اتخاذ القرار".
وعقدت لجنة التنسيق العسكرية اجتماعها الثالث الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمان بحضور العميد أنتوني هايوارد. وأكد هايوارد أن "مواصلة الجهود المشتركة للحد من القتال واستمرار اتخاذ تدابير ملموسة لتخفيف المعاناة في اليمن أمر بالغ الأهمية لعمل لجنة التنسيق العسكرية". وأضاف "يسرني اغتنام الأطراف فرصة قدوم عيد الأضحى لتعزيز الالتزام بالهدنة".
وكانت لجنة التنسيق العسكرية عقدت أول اجتماع لها في عمان في الثامن والعشرين من مايو الماضي، قبل أن تعقد اجتماعها الثاني في مطلع يونيو الماضي.
وتشكل الهدنة متنفسا لليمنيين بعد سنوات من الحرب الطاحنة التي أدت إلى مقتل الآلاف من المدنيين وأنتجت أسوأ أزمة إنسانية عرفها التاريخ المعاصر.
ويتطلع المجتمع الدولي من خلال هذه الهدنة إلى التوصل إلى سلام دائم، لكن مراقبين يشككون في ذلك مشيرين إلى أن أقصى ما يمكن أن تحققه هو تثبيت وضع اللاحرب واللاسلم.
