مدير عام محطة كهرباء الحسوة في حوار مع "الأمناء":مشكلة الكهرباء تراكمية منذ سنوات وليست وليدة اليوم
2022-05-29 19:29:08
الأمناء/ لقاء/ علياء فؤاد:
الكهرباء مشكلة تؤرق الكثيرين، وتتمثل تلك الإشكالية بتكرار انقطاع التيار الكهربائي و لساعات طويلة، ففي ظل الارتفاع الكبير لدرجات حرارة الطقس، بلغ استياء المواطنين في محافظة عدن مبلغه، وهذا ما دفعنا للبحث عن المسببات، من خلال إجراء هذا اللقاء مع مدير عام محطة الحسوة المهندس نوفل علي نصر مجمل والذي بدوره رحب بحضورنا، وأجاب عن استفساراتنا، والتي سوف نوجزها في الحوار التالي:
- الكثير من المواطنين يتساءل عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي المستمر خصوصًا في فصل الصيف، ما الأسباب؟ وإلى متى ستظل هذه المشكلة قائمة؟
- مشكلة الكهرباء هي تراكمات لعدة سنوات وليست مشكلة اليوم، ونحن بصفتنا من قيادات الكهرباء ومن الميدان، والذين عاصرناها منذ عملنا في أول يوم بالكهرباء من مهندس بسيط إلى مهندس أول توليد إلى نائب مدير تشغيل إلى مدير تشغيل ثم مدير محطة، أخيرًا مدير عام محطة الحسوة، نحن في العام 22 نواجه عجزًا في التوليد وأزمة إحضار الوقود مع وجود خلل في الشبكة، حاليًا الاستقرار النسبي الذي أتى مؤخرا لم يأتِ صدفة إنما جاء نتيجة تجهيزات وصعوبات وجهود بذلت في الشتاء السابق لأجل إيجاد التحسن النسبي عن الصيف الذي سبق وإنما يؤكد أن هذا الصيف هو أفضل ما حدث في الصيف السابق رغم وجود العجز والنقص الناتج هو لنقص الوقود وليس النقص في توريد الديزل؛ لهذا نرجو توفير وإحضار شحنة الوقود القادمة والتي
أعتقد أنها الأخيرة من المملكة العربية السعودية والمقرر استلامها في أواخر نهاية شهر مايو وسيتم بها إعادة التوليد الكامل ويخفف العجز وساعات الانطفاء لكن ليس بالقدر الذي نطمح إليه وهو القفز، ولنكن واقعيين وتكون لنا رؤى وخطط استراتيجية وهذا مؤكدة لأعمال ومشاريع آنية ستحل خلال العام والأعوام القادمة سواء كانت مشاريع استراتيجية أو مؤقتة، ونحن نعمل عليها في الوقت الحالي إن شاء الله.
نحن في السابق كنا معتمدين على الطاقة المستأجرة التي أنهكت من اقتصادنا والتي لا تستخدم في أي دولة كطاقة أساسية وتم استخدامها لأغراض سياسية والجميع يعلم ذلك، ونحن اليوم مع تغير مشهد سياسي جديد وهذا يعيد الأمل والحيوية والطموح بأن يكون غدنا أفضل، هناك خطوات لاعتماد مشاريع من رئاسة الوزراء والعمل عليها بدأت من خلال مراسلات مع شركات خاصة بتوليد الكهرباء وأيضًا توقيع بعض العقود من قبل رأس الهرم بعدن الأستاذ أحمد حامد لملس، لكن تلك المشاريع لن تقام بيوم وليلة بل تحتاج لأشهر تبدأ من المراسلات ثم المسح والنزول والتعاقد حتى يتم تصنيع قطع الغيار التي تحتاج تقريبًا لمدة عام لتتم الصيانة الكاملة في كافة المحطات الحكومية، وأما بالنسبة للمشاريع الاستراتيجية فهي لم تعتمد لليوم وهي في إطار الدراسة لتقديمها لأصحاب القرار السياسي.
- إذن ما هي المشاكل والصعوبات التي تعانيها محطة الحسوة القديمة والمحطة الجديدة المسمى بترومسيلة أو محطة الرئيس التي خُطط لها أن تنتج 264 ميجا وات؟
- استلمنا قيادة المحطة منذ عشرة أشهر، ومنذ بداية استلامنا للمحطة واجهنا مشكلات كثيرة وكبيرة منها إدخال محطة بترومسيلة "المحطة الجديدة التي سميت بمحطة الرئيس" والتي قدمنا فيها بعض المقترحات حول كيفية إدخال جزء من تلك المحطة بحيث أنها من جهة إنشائية مكتملة موقعيًا وكان المتبقي منها هو شبكه التصريف، وتلك الشبكة لم يقوموا بتوفير مواد كثيرة لها، ولكن بسبب جهود وحث محافظ أحمد حامد لملس لإيجاد حلول وتصريف مؤقت كضرورة ملحة لمواجهة الصيف الحالي قدمنا آنذاك العديد من المقترحات منها إدخال أنبوب مشترك بيننا وبين المحطة الجديدة، وهذا لم يكن موجودًا ضمن الخطة السابقة لمشروع محطة الرئيس الجديدة ومحطة الحسوة القديمة، وبالنسبة للوقود فهو يأتي من المصافي عبر أنبوب مشترك نعمل فيه على فارق الكثافة بين وقود المازوت ووقود النفط الخام، ولله الحمد نجحنا في هذا الأمر. وأما في التصريف فقطاع الكهرباء في عدن قدم اقتراحًا وهو أن يتم التصريف عبر مفاتيح 132 الموجود في التحويلة في الحسوة، والحمد لله تم إدخال أول مولد للمحطة الجديدة بقدرة 100 ميجا عبر مفتاح تم إصلاحه من قبل محطة الحسوة وإدخال التوربين الثاني من المفتاح الصيني الموجود في محطة الحسوة القديمة، ولكن بسبب أن الشبكة والخطوط لم تتحمل التحويل من الحسوه التحويلية إلى الحسوة القديمة بأكثر من 90 ميجا، لا يعمل بالوقت الحالي إلا توربين واحد فقط، ونؤكد أن النفط الخام موجود حاليًا وشبكة التصريف يتم العمل عليها حاليًا، وتم اعتماد ميزانية من قبل رئاسة الوزراء لمحطة الرئيس، وهناك مدة محددة لانتهاء عمل المقاول وهي ستة أشهر كحد أقصى وتم بدء العمل عليها منذ أسبوعين. نعم نحن في فترة الصيف نحتاج لكهرباء إسعافية، رغم أننا ضد فكرة مسمى إسعافية ولكن هذا واقعنا، واليوم لدينا شعب وقيادة سياسية تريد النجاح لمشروعها وإقليم يريد النجاح لمشروعه ومتغيرات مجتمعية سيكولوجية داخلية، لإصلاح الوضع وتحرير صنعاء كل ذلك يتطلب خدمات وتحسينًا للشعب وهذا ما نتج عنه استئجار عقد تأجير محطة عبر سفينة بمقدار 100 ميجا وهذا تم تناوله إعلاميًا وعبر مواقع التواصل، ونحن لسنا معها لكنها حتمية في الوقت الحالي، مع العلم أن هناك طاقة مستأجرة بـ 138 ميجا ليست مفعلة كاملة بحسب التعاقد بل تنتج حوالي 60% من الإنتاجية الحقيقية بحسب التعاقد البالغ 70% والتي تعمل بالديزل وهي غير اقتصادية وقد عملت لنا إشكاليات عدة في الصيف السابق وتم إطفاؤها بيوم وليلة، وإننا نأسف من التجار المسؤولين عليها فأنتم معكم شعب ودولة ولا يصح أن يأتي تاجر ويتحكم بشعب ودولة، كما وأن هناك أمور تعاقدية يجب النظر فيها مع الجهات المسؤولة وليس مع الشعب لكن عندما رأينا الكشف التعاقدي لهذه الشركة الجديدة بالمازوت، بصراحة أنا كمهندس فني ومهني أرى أن هذا التعاقد ممتاز من الناحية المالية استهلاك الوقود وبإذن الله تكون حسب البارامترات والمواصفات التي تم التعاقد عليها ممتازة لأنها أقل قيمة واقتصادية نوعًا ما من حيث الاستهلاك.
- البعض يرى أن توقيف استكمال محطه بترومسيلة يعتبر تدميرًا متعمدًا لكهرباء عدن وخير دليل هو استئجار الباخرة العائمة وهو أمر واضح على وجود الفساد، برأيكم أنتم كجهة مسؤولة عن المحطة لماذا تصمت القيادة السياسية والقائمون على إدارة عدن عن هذا الأمر؟
- نحن مسؤولون عن محطة الحسوة القديمة ولسنا مسؤولون عن محطة البترومسيلة ولا عن المحطة العائمة ولا نحن أعضاء فيها، لكننا نقول إنه من الإجحاف أن نربط المحطة الجديدة بالمحطة العائمة، نحن لا نملك إعلاما صحيحا، ولا توجد لإعلامنا قيادة إدارية ورؤية مستقبلية هادفة. لقد أصبحنا مع الأسف الشديد تابعين في كل شيء، رغم وجود الكوادر والكفاءات المؤهلة التي لم تستغل ونتمنى من القيادات السياسية والقائمين عن إدارة عدن استغلالها لتلك القدرات.
- كم طاقة المحطات وإنتاجية كل محطة حاليًا؟ وما المحافظات التي تغطيها؟
- دائمًا تكون الأولوية لعدن، ثم بقية المحافظات الأخرى يتم إعطاؤهم في فترات التحسن الكهربائي من 4 - 10 وأما المحافظات التي نغطيها هي أبين والضالع ولحج، وبالنسبة لإنتاج الحسوة فهو 35 ميجا ومحطة البترومسيلة 90 ميجا ومحطة المنصورة 15 ميجا، لكن بإذن الله سيكون إنتاج محطة الحسوه 50 ميجا في هذا الصيف، ولقد قمنا في محطة الحسوة بالعمل على إعادة تأهيل الغلاية 6 وكانت تنتج 100 طن والآن تنتج 160 طنًا، وعملنا على تأهيل التربين الثاني الذي كان خارج الخدمة لعدة سنوات والآن ينتج 15 ميجا، ثم قمنا بتأهيل التوربين الرابع والذي بقي لتسع سنوات خارج الجاهزية، وعملنا على تأهيله، كذلك التربين الصيني الذي كان خارج الخدمة وبجهود الطاقم تم تشغيله وهذا عمل يستحق الإشادة به للكادر المحلي للمحطة.
- بخصوص الكادر هل يتم تأهيل مهندسين لصيانة المحطات بشكل كافٍ ودوري؟
- في الوقت الحالي لا يوجد أي تأهيل للكوادر المختصة أو البرامج المعدة والممنهجة، لهذا لا توجد حاليًا أي تأهيل، لكن وجدت من سابق دورات في مركز تدريب المنصورة وهي تقام بين الحين والآخر على عملية التدريب، وهذا على المستوى المحلي، وأما على المستوى الخارجي طبعًا الوضع الأمني حاليًا لا يسمح ولا يشجع على جلب خبراء ومدربين ومتخصصين من الخارج، لكن منذ أسبوع جاءت شركه صينية للقيام بمسح ونشكر من اعتمدوها من قبل رئاسة الوزراء والقياد المحلية ومدير عام الكهرباء عدن، واهتمامهم على اعتماد مشروع تأهيل التوربين الصيني لمحطة الحسوه 60 ميجا، وإن شاء الله العام القادم ينتج 60 ميجا زيادة، وهذا يفرق معنا كدفعة إضافية جديدة.
- ما المشاريع والمراحل التطويرية المستقبلية القادمة؟ وهل لديكم خطط تطويرية خاصة بالمحطة؟
- نحن نستطيع اليوم أن نقول إننا نجحنا في البقاء وفي التكيف مع البيئة الخارجية ونحن حاليًا في إطار التوسعة والنمو، وقد قمنا بمراسلات عدة مع شركات صينية وروسية وأوكرانية وفرنسية من أجل تأهيل إحدى الغلايات والتوربين الصيني وشراء مقطرة جديدة من 90 - 100 طن، وتم اعتماد تلك المشاريع من قبل رئاسة الوزراء، كما توجد توسعة وتأهيل لمحطة المنصورة، ويتم فيها المراسلة، ونقول إننا متوقعون أن يكون هذا الصيف هكذا لكن مع العمل المتواصل والصادق سيكون هناك تغيير حقيقي مؤكد خلال الصيف القادم.
- ما البشرى السارة التي ستحملونها لأبناء عدن؟
- البشرى السارة التي نقولها لأبناء عدن: ثقوا أنكم تمتلكون أبناءً مخلصين لن يترددوا في تقديم التضحية تجاه هذه المدينة وتحقيق الهدف الذي نطمح له جميعًا، وهو الاستقرار التام للكهرباء بإذن الله تعالى، ونؤكد أن العمل على محطة الرئيس الجديدة يسير على قدم وساق بحسب اتفاقات مع الشركة المقاولة للتنفيذ واستكمال العمل وإدخالها الصيف القادم بـ 264 ميجا وإننا نعمل على ذلك إلى جانب التوسعة في محطة الحسوة التي ستصل لاحقًا إلى 80 أو 90 ميجا، والتوسعة في محطة المنصورة لتؤدي 50 ميجا، لتكون قفزة كبيرة للصيف القادم واستقرار نسبي يصل إلى 80%، وهذا يعتمد على الاستقرار السياسي وإننا نعمل على إقناع القيادات السياسية للموافقة على اعتماد مشاريع استراتيجية مهمة لأبناء عدن.