منذ ثمان سنوات ونحن نعمل بدون أي نفقات تشغيلية، فيما فرع الحوبان يستحوذ على جميع النفقات التشغيلية
المركز الرئيسي تعرض للنهب.. وفرع الحوبان تسبب في فقدان ما تبقى من أثاثه ومكاتبه
أدعو الحكومة الشرعية لإعادة تفعيل البريد واستغلال البنية التحتية الواسعة الإنتشار
كشف مدير عام فرع الهيئة العامة للبريد بمحافظة تعز، الأستاذ خالد الريمي، عن كثير من تفاصيل المعاناة والعوائق والصعوبات التي واجهها الفرع خلال الثمان السنوات الماضية.
وذكر "الريمي" في حوار صحفي صريح وشفاف، الجهة التي وقفت وما زالت تقف وراء محاولة إعاقة أعمال فرع الهيئة العامة للبريد في تعز، وإيقاف رواتب منتسبيه وغيرهم من موظفي القطاع العام.
كما تطرق إلى جملة من القضايا المتعلقة بأعمال فرع الهيئة وكيف واجه الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي في مدينة تعز.. في الأسطر التالية النص الكامل للحوار:
حاورة : يحيى البعيثي
كيف تعاملتم مع الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي في تعز وغياب مدير فرع الهيئة السابق حينها؟
بداية العام 2015م عملنا في ظروف صعبة واستثنائية نحن وجميع موظفي الفرع
في ظل غياب المدير العام السابق، حيث كنا نعمل خلال فترتين في الفرع الرئيسي الوحيد الذي كان يقع في مرمى النيران، وكانت تدور مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية وعناصر مليشيا الحوثي الانقلابية، وكنا نغلق المكتب ونعود بعد توقف المواجهات لتقديم الخدمة لمئات المواطنين الذين كانوا يأتون من عدة محافظات.
توفير السيولة النقدية
وماذا عن دور فرع البنك المركزي اليمني بالمحافظة تجاهكم
فرع البنك المركزي كان كلما سنحت له الفرصة يعززنا بسيولة نقدية من الرصيد لمواجهة صرف مرتبات الجهاز الحكومي والعسكريين والأمنيين، بالإضافة إلى خدمات التوفير البريدي وخدمات التحصيل، واستمر العمل قرابة ستة أشهر، وعندما اشتدت المواجهات قمنا بفتح مكتب بريد المصلى واستمر النشاط من ذلك الوقت حتى الآن.
تعرض للنهب
ما أبرز الخسائر التي لحقت بالهيئة العامة للبريد جراء الحرب؟
المركز الرئيسي تعرض لنهب محتوياته وتفجير الخزنات، وذهبنا إلى هناك ووجدنا بعض الأصول والاثاث والمكاتب والمخزون السلعي، وتم التواصل حينها مع فرع الحوبان لنقل ماتبقى من الأثاث لكنهم تجاهلوا ذلك وتم فيما بعد نهب باقي الأثاث.
إيقاف المرتبات
ما هي الطريقة التي مكنتكم من الصمود ومواصلة العمل في ظل الحرب وتبعاتها؟
كنا نوفر السيولة النقدية من بعض البنوك التجارية، بينما كانت النقدية المخصصة للمحافظة تغطي 30% فقط، والباقي كانت تتوفر من مرتبات بعض المستفيدين في مناطق الشرعية والتي يتم حصرها وتوقيفها من قبل فرع الحوبان، وكانت تستعاد تلك المبالغ كرديات في مناطق الحوثيين، وهذا الإصرار الغير قانوني يتخذه المدير السابق والمعين من قبل الحوثيين في الحوبان، بينما كانت الهيئة تقوم بإيداع المبالغ كاملة.
عرقلة العمل
ما صحة ما يتردد حول وقوف فرع الحوبان وراء محاولة إيقاف عملكم ونشاطكم ورواتب موظفيكم؟
فرع الحوبان كان ومازال يسعى إلى عرقلة العمل من خلال تحكمه بالشبكة ورواتب الموظفين وتوقيف يوزراتهم والرفع إلى الهيئة في صنعاء لتنفيذ العقوبات على الموظفين دون أي مبرر، وكانت الرواتب تصرف بصعوبة وبعد مضايقات من قبل مدير فرع الحوبان وفي معظم الاحيان كنا ننقل هذه الشكاوى إلى الهيئة وكانت تتخذ إجراءات الإطلاق بعد مماطلة وطول متابعة.
نفقات تشغيلية
هل هناك نفقات تشغيلية معتمدة للفرع؟
للأسف الشديد منذ ثمانية أعوام ونحن نعمل بدون أي نفقات تشغيلية، بينما فرع الحوبان كان ومازال يستحوذ على جميع النفقات التشغيلية رغم أن نشاطه ضعيف وايراداته ضئيلة ومتدنية.
استقلالية الشبكة
كيف تمكن فرع الهيئة العامة للبريد في تعز، من صرف المرتبات في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها؟
عندما بدأت بعض الجهات الحكومية في تعز تستلم مرتبات من العاصمة المؤقتة عدن، حينها نزلت إلى هناك لمتابعة إدخال الخدمات وحتى تكون الأولوية للبريد لصرف مرتبات تلك الجهات، وتم إعادة صرف مرتبات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين، وبقية الجهات رفضت بسبب عدم استقلالية الشبكة بمكاتب البريد في المناطق المحررة كونهم يعانون من مشكلة التحكم والتقييد من قبل الهيئة بصنعاء.
إعادة تأهيل المبنى
حدثونا عن عملية إعادة تأهيل وصيانة منشآت البريد التي فاجأتم الجميع بها؟
قمت بتكليف فريق فني لعمل دراسة حول المكاتب التي تعرضت للإضرار بسبب الحرب، وتم متابعة السلطة المحلية بداية العام 2018م وأثمرت هذه المتابعة بإعادة تاهيل وصيانة مبنى الادارة العامة وبريد تعز العام، والحقيقة أن المحافظ الأسبق الدكتور أمين محمود، كان له الدور الرئيسي في إنجاز مشروع إعادة التأهيل والذي تم على مرحلتين.
فتح مكاتب البريد
ماذا عن مكاتب البريد في المديريات المحررة؟
قمنا خلال عامي (2016و2017) بفتح مكاتب البريد في مناطق (السمسرة، والنشمة، والعين، وبير باشا، والمغتربين، والتربة، ونجد، قسيم، والمخا).
بسبب تصرفاته الرعناء
هل بإمكانكم كشف ملابسات الاعتداء الذي تعرض له المدير السابق؟
المدير السابق فوزي العريقي تعرض للضرب من قبل الحراسة الامنية للادارة العامة ومكتب بريد تعز العام في بداية الحرب وذلك بسبب تصرفاته الرعناء وسوء ادارته والذي أصبح بعدها يعمل بكل حقد للإضرار بموظفي الفرع مستغلاً تجاوب هيئة صنعاء كونه محسوب عليهم بينما هو من ترك المكاتب تواجه مصيرها دون أي اعتبار لواجباته الملقاه على عاتقه.
الإنتقام من الموظفين
من الجهة التي كانت تساند العريقي في محاولة تعطيل العمل في مكاتب البريد؟
في عام 2016م، إلزمت الهيئة فوزي العريقي بالدوام حينها، بدأ الدوام في الحوبان ليس للعمل من أجل خدمة المواطنيين المستفيدين، وانما للانتقام من موظفي الفرع، رغم أننا حاولنا نخدم جميع المواطنيين دون استثناء وبعيداً عن أي حسابات ضيقة كون البريد يقدم خدماته لجميع اليمنيين ومن حق أي مواطن أن يحصل على خدماته ولا يحق لأياً كان التحكم بالنظام واستخدامه لخدمة شخص أو فئة أو جماعة وهذا بحسب الاتفاقات معهم، إلا أنهم خالفوا ذلك وعطلوا دور البريد ومن الصعب الإستمرار معهم مع أننا في الفترة السابقة تعرضنا للكثير من التعسفات والعقوبات لاستمرار أداء مكاتبنا مفتوحة أمام المستفيدين والحفاظ عليها من أي تخريب ولعدم وجود البدائل حينها.
إجراءات تعسفية
خدمة الإيداعات.. هل عادت إلى ما كانت عليه قبل الحرب؟
حالياً وبعد الاجراءات التعسفية ضد الفرع في المدينة، من قبل فرع الحوبان أصبحت خدمة ايداعات صندوق التوفير شبه منعدمة مقارنة بالسنوات السابقة وكل هذا بسبب التصرفات السيئة والحساباتهم الضيقة لإدارة الحوبان، واصبح التعامل معنا بشكل مستفز وغير قابل للاستمرار معها، ومن المعيب أن نظل في مربع الشرعية نستنجد وتُهان كرامة الموظفين واستغلالهم بطريقة أو بأخرى من قبل ادارة بريد الحوبان والهيئة كون رواتبهم تصرف من قبلهم وهم من يتحكمون بالصرف والتوقيف على من يريدون وبحسب مزاجهم.
تطوير الأداء
بماذا تعولون على قيادتي وزارة الاتصالات والهيئة العامة للبريد؟
لدينا تفاؤل كبير بأن قيادة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وقيادة الهيئة العامة للبريد بالعاصمة المؤقتة عدن، ستعملان خلال الفترة القادمة على تطوير أداء مختلف فروع البريد في المناطق المحررة، وأن شاء الله سيكون للبريد الدور الرئيسي في صرف مرتبات كل مؤسسات الدولة دون استثناء.
كما انا لدينا أمل كبير بإعادة نشاط البريد إلى وضعه الطبيعي، وتوفير الأثاث اللازم وإخلاء بعض المكاتب التي تقع في مناطق ذات كثافة سكانية، والتي مازالت حتى الآن تستخدم من بعض الجهات
رسالة إلى الحكومة
ما هي رسالتك للحكومة الشرعية؟
أدعو الحكومة الشرعية إلى إيجاد البدائل لأعادة تفعيل البريد واستغلال البنية التحتية الواسعة الانتشار والكادر الوظيفي، وذلك بشكل مستقل وتوفير الرواتب والنفقات التشغيلية للفرع بعيداً عن إدارة بريد الحوبان الذي اتعبت الموظفين خاصة في ظل الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد من تحكم وحصر وتوقيف الرواتب وبشكل همجي بل وصل بها الحال إلى عرقلة المستفدين من خدماتنا في الفترة السابقة من ضخ البيانات ورفع سقف حسابات التوفير والتحكم بالسحوبات من أرصدة المودعين وكثير من الخدمات التي لا زالت تتحكم بأدارتها بالطريقة التي تعكس عدم الرضاء والتذمر المتواصل وعدم الثقة من قبل الجهات التي لا زالت تتعامل مع البريد مثل مودعي صندوق التوفير وهي الخدمة الوحيدة التي يتم تقديمها حالياً كون الايداعات في سنوات سابقة.
جهود السلطة المحلية
كلمة أخيرة تود توجيهها إلى السلطة المحلية؟
نشكر جهود قيادة السلطة المحلية بمحافظة تعز وعلى رأسها الاستاذ نبيل شمسان محافظ المحافظة، والوكلاء وقيادات المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية، والتي أسهمت بشكل كبير وايجابي في إعادة تفعيل نشاط مكاتب البريد في عدد من المناطق والمديريات المحررة.