الأمناء - حوار / صالح الضالعي:
تواصل "الأمناء" في هذا العدد نشر الجزء الثاني والأخير من الحوار الذي أجرته مع قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء/ فضل حسن العمري، الذي تحدث خلاله عن تفاصيل الحرب وملحمة تحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
حيث قدمت كتيبة (سلمان) مع كتيبتنا وكتيبة الشيخ (بشير المضربي الصبيحي)، وبدورنا أخبرنا بعض القادة التابعين لنا في اللواء الأول حزم وذهبنا للاستطلاع ومن ثم أُعطينا أوامر لكل الأفراد بأن هُناك سيتم صرف المرتبات، ولكن الصرفة في حال التواجد فقط، أما دون ذلك، أي في حال الغياب، فإننا غير مسؤولين عن تسليم الرواتب لمن لم يحضر، وكان ذلك من أجل ضمان بقائهم حتى يتم إعلان ساعة الصفر لاقتحام مدينة (عمران) وتحريرها وأكدنا أن صرف الرواتب سيكون في السحور، لذلك قُلنا لهم إننا غير مسؤولين عن أي فرد لم يستلم راتبه حال عدم تواجده أثناء عملية صرف الرواتب، وتحياتنا لمن يتأخروا، ولا تلومونا وتقولوا إننا لم نصرف لكم الرواتب، وبصريح العبارة أكدنا أن عدم الحضور لأيٍّ كان أثناء عملية الصرف في الوقت المحدد من قبلنا ألا وهو السحور ليلة القدر، السابع والعشرين من رمضان، فإنه لن يستلم أي صرفة.
قمنا في الصباح بعملية استطلاعية ومن ثمَ إعطاء الأوامر لتحرير عمران، لكننا فوجئنا بأعداد المقاومين الجنوبيين بشكل لم نتوقعه كسيل العرم توافدوا من كل حدب وصوب، لا سيما من مقاومة صلاح الدين والبريقة، كما أن للطيران دورًا كبيرًا في قصف الأهداف المعادية إذ كان لها دور كبير ومحفز للمقاومة، كما أن دخول الدبابات والعربات الإماراتية في خط مواجهة الحوثي، كان به بالغ الأثر في رفع معنويات مقاتلينا والحمد لله تمَ اقتحام مدينه عمران، والمدهش أننا وجدنا أسلحة مكدسة في كل الغرف التابعة للحوثيين إذ إنهم كانوا يُخططون لاقتحام البريقة في تلك الليلة ومُخططهم سقوط البريقة يعني سقوط عدن بأكملها، كون البريقة معقل قيادة التحالف وكذا القيادة الجنوبية وهُناك أيضاً ينزل الدعم الإماراتي العسكري وبذلك كانوا يراهنون لاقتحام البريقة وقد جاء ذلك من خلال اعترافات لأسرى الحوثيين على أنهم كانوا سيهاجمون مدينه البريقة في ليله 27 رمضان ليلة القدر.
مفاجأة القائد الإماراتي (حمدان)
يتحدث القائد / فضل حسن العمري بأن المفاجأة حينما رأى القائد الإماراتي يضرب بالدوشكا من على العربة العسكرية التابع لهم بنفسه ومفاجأته تمثلت حينما كانوا معاً في عربة واحدة وحين وقع الكمين لهما قال القائد (حمدان النيادي): "كيف ترى يا أبا حسن؟" فكان ردي: "القتال، القتال، إما نصراً أو شهادة في سبيل الله، ثمَ وطننا الجنوبي الكبير"، فكان رد القائد الإماراتي حمدان النيادي: "هو ذاك يا أبا حسن".
بعد ذلك قال حمدان: "هؤلاء لا ينفع معهم هذا السلاح"، فنزل من العربة الدوشكا مستخدماً سلاحا آخرا، إذ استمرت المعركة بيننا والرافضة من 10 مساء حتى 3 صباحاً، فيها كان انتصارنا وتمَ ملاحقة الروافض في البحر والبر ووصلنا إلى مثلت عمران، ومنه انطلقت إلى منطقة صبر بمحافظة لحج فتم تزويدنا بخمسة وعشرين عربة حديثة من قبل أشقائنا الإماراتيين والدبابات والمدافع، وتم تحرير مصنع الحديد والوهط وصبر بتاريخ ٢٥يوليو ٢٠١٥ وفي ٢ أغسطس تم تسليم جبهة صبر إلى القائد هاشم السيد والقائد البطل الإماراتي أبو خالد وبنفس الوقت تحركنا بقوة كبيرة من العربات والدبابات والكرنيت الإماراتية نحن والقائد الشهيد البطل اللواء الركن/ أحمد سيف اليافعي وكانت تلك القوات تحت إمرة القائد الإماراتي أبو سيف، وكان معنا اللواء الركن أحمد عبدالله تركي، محافظ لحج حاليا، والقائد حمدي شكري، والقائد محمود صائل، قائد اللواء3 حزم وكثير من القادة الجنوبيين الأبطال.
تحرير القاعدة الجوية والعسكرية للعند
بعد أن أعددنا خُطة لاقتحام القاعدة الجوية لقاعدة العند الجوية عبر الالتفاف لمسافات طويلة جداً تتمثل سلوكنا طريق الفرشة بطور الباحة ثمَ عريعرة ثمَ وادي ذر حتى وصلنا إلى وادي (عابرين) المقابل لبوابة المطار وعلى الطريق الرئيسي كانت آلياتنا العسكرية المتوقفة بسبب نفاد المشتقات النفطية، وفي اليوم الثاني تمَ تزويدنا بها من قبل البطل (الشوبجي) وبحسب الخطة بعون الله ودعم طيران التحالف والقوات البرية الإماراتية والمقاومة الجنوبية تم تحرير القاعدة الجوية فكان فرارهم كالجرذان واستطعنا إسقاطها تاريخ (3) أغسطس 2015م ووصلت طلائعنا إلى منطقه العشش، علما بأن معسكر العند أسند تحريره إلى قوات جبهة صبر والعلم وكذا مثلث العند أسند تحريره لقوات جبهة بلة، إلى أن ذلك لم يتم بسبب الألغام فتقدمت قواتنا صوب معسكر العند بتاريخ ٤ أغسطس ظهراً وفي صباح يوم ٥ أغسطس تقدمت قواتنا بتحرير مثلث العند .
الرئيس القائد (عيدروس) يلتحم بنا بعد تحريره المسيمير ولبوزة
يضيف اللواء فضل حسن العمري في سياق حديثه لـ"الأمناء" بالقول: "بعد تحرير العند ككل ووصولنا إلى المثلث توصلت كتائب الرئيس القائد (عيدروس الزبيدي) إلى العند ظهرا تاريخ 5 أغسطس 2015م وذلك بعد أن قامت بتحرير المسيمير ومعسكر لبوزة.
وبعد تحرير العند توجهت القوات المشتركة لتحرير كرش وأسندت القيادة للقائدين الإماراتيين: البطل العميد الركن محمد خميس، والبطل العقيد الركن راشد النيادي (أبو حمد) فكانوا أهلًا للثقة من حيث حنكتهم القيادية العسكرية واختيارهم عنصر المفاجأة والانقضاض والدفاع ثم الهجوم، حيث كانوا في مقدمة الصفوف في تحرير جبهة كرش.
دور القائد الإماراتي العميد الركن راشد الغفلي (أبو محمد)
يتحدث اللواء فضل حسن عن دور القائد الإماراتي العميد الركن راشد الغفلي بالقول: "ماذا أقول؟ وكيف أصف موقف أحد القادة الإماراتيين الأبطال (أبو محمد) الذي أذهلنا باحترافيته في القتال، ففي معركة جرت مع الروافض في مناطق كرش ولجت قواتنا إحدى المناطق، وبذلك كان رد الروافض تكثيف القصف، مستخدمين كافة الأسلحة من هاونات ومدافع 23 م ط، وكانت القذائف تتساقط على رؤوسنا كالمطر، وإذا بي أرى القائد الإماراتي أبو محمد في مقدمة المواجهة يقاتل وجهًا لوجه ويشتبك مع الروافض، وهنا وخوفا عليه ناديته بأعلى صوت ومن دون شعور (من جابك لاهنا؟!) فنظر إلينا كالليث مزمجرا: "أيش تقول من جابني؟ أنت من جابك؟!".
كلمات شكر وتقدير لكل قائد وجندي إماراتي
قدم اللواء فضل حسن العمري في ختام حديثه لـ"الأمناء" كلمات شكر وتقدير "لكل جندي وصف وضابط وقائد إماراتي شارك في عملية تحرير المحافظات الجنوبية وما زالت حتى اللحظة. إلى القادة الإماراتيين الأبطال (علي الطنيجي- راشد أبو محمد– محمد خميس – مشبب –علي سيف النعيمي– العميد/ سلطان– أبو ماجد– أبو سعيد– أبو سيف– راشد النيادي أبو حمد) لقد كنتم الطليعة وكنتم خير من أنجبت أرض العرب، كفيتم ووفيتم ولن ننسى بطولاتكم في أرض الجنوب أبدا أبدا، كما أقدم شكري الجزيل للقادة السعوديين وأخص القائد السعودي أبو عبدالعزيز وأبو عساف وأبو حيدر.. ضف إلى تقديم الشكر للقوات السودانية الشقيقة التي كانت لها بصمات جلية في حرب التحرير وكل قائد وجندي ومواطن جنوبي شارك في معارك التحرير".