أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب معين عبدالملك لقطا كبيرا لدى الشارع اليمني ونخبه السياسية، خصوصا وأنها جاءت بالتزامن مع الإصلاحات الاقتصادية والانتصارات التي يحققها أبطال العمالقة الجنوبية ضد مليشيا الحوثي في محافظة شبوة.
وقال مراقبون في تصريحات لـ"الأمناء" بأن تلميحات رئيس الحكومة وتصريحه الجريء بوجه قوى الفساد وشبكات النفوذ داخل الشرعية بضرورة استعادة موارد الدولة من أيدي تلك شبكات - بحسب تعبيره، في تلميح لشخصيات ومؤسسات تجارية خاصة تتمتع بنفوذ داخل الشرعية - أمر يبعث بالتفاؤل وأن هناك جدية لوقف عبث قوى النفوذ والفساد.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي أن: "أهم تصريحات رئيس الوزراء معين عبدالملك منذ بداية هذا العام، إن لم تكن منذ تعيينه على رأس الوزارة، هي ما صرح بها مؤخرا بشأن حضرموت والمهرة وهو يشيد بدور قوات العمالقة في شبوة، قائلا إن قوات العمالقة وجهود الحكومة ستتجه من شبوة شرقا، في إشارة منه لحضرموت والمهرة وما يجري فيهما من حراك شعبي يزعج الشرعية وحزب الاصلاح تحديدا ".
وأضاف: "الرجُـل كان قد أشار قبل أشهر إلى أن حكومته قد شرعت باستعادة مليارات الريالات اليمنية من عدد من المؤسسات التي تنهب باسم مرتبات ومخصصات متعددة، كما هو الحال في وزارة الداخلية التي استعادت منها الحكومة خلال شهر فقط أكثر من مليار وثلث من الريالات اليمنية بمجرد ان غيرت الحكومة آلية الصرف عبر شركات الصرافة -حد تعبيره - مضيفا أن ثمة شركات نفطية ترفض تسديد ما عليها من ضرائب ومن مستحقات أخرى للدولة ،وأن اقتلاعها أصبح ضرورة وطنية. وهو الأمر الذي تعرض بسببه لحملة إعلامية كبيرة من رموز تجارية وسياسية، اعتبرت تصريحاته استهدافا لها وتهديدا مباشرا لمساربها المالية لمصلحة شركات وبيوت تجارية منافسة ".
وأكد مراقبون بأن تصريحات وتوجهات رئيس الحكومة الأخيرة التي أعلنها من العاصمة الإماراتية أبو ظبي جاءت ضمن جهود سياسية تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب المملكة العربية السعودية لتصحيح مسار الشرعية اليمنية وفرض واقع سياسي يتماشى مع المتغيرات على الأرض خصوصا بعدما أثبت الشرعية فشلها في إدارة أهم الملفات وهي الملفين العسكري والاقتصادي.
