كشف نجاح ألوية قوات العمالقة الجنوبية في تحرير مدن ومديريات من ميليشيات الحوثي الانقلابية خلال معركة "إعصار الجنوب"، بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، قدرة المقاتلين اليمنيين، إضافة للأسباب الحقيقية لتمدد الحوثيين، ومنها التواطؤ الإخواني.
وأنهت ألوية العمالقة وجود الحوثيين في مدينة عسيلان والنقوب، فيما تتجه صوب مدينة العليا في بيحان لتحريرها، بعد نجاحها، الخميس، في استعادة السيطرة على مفرق حريب الرابط بين محافظتي شبوة ومأرب.
وانتصارات العمالقة بمعركة شبوة ليست الأولى، لكن سبقتها انتصارات في الساحل الغربي، حيث كانت القوة الضاربة في هزيمة الميليشيات الحوثية المدعومة من تنظيم الإخوان الذي كان يسلمها المدن.
أرقام عن العمالقة:
وتقول مصادر عسكرية لموقع "سكاي نيوز عربية" إن قوات العمالقة تتشكل من 17 لواءً، ويصل قوامها لنحو 50 ألف مقاتل يمني.
وتضيف المصادر، من داخل ألوية العمالقة، أنها تنتشر في جبهات الساحل الغربي، ومؤخرا في جبهات شبوة، ولها وجود رمزي في جبهات الضالع، ومدينة المخا، معقلها الرئيسي.
وتكشف المصادر أن القوات التي جرى نقلها لشبوة هي ضمن قوات الاحتياط في ألوية العمالقة، وعبارة عن وحدات متحركة يمكنها تنفيذ أعمال قتالية في أي مكان بحسب أوامر قادتها، "أي أنها قوات للتدخل السريع".
وفي البداية، شُكلت قوات العمالقة بقوام 4 ألوية، بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي، وبعد نجاحها في عملية "الرمح الذهبي" وتحرير مدينة وميناء المخا زادت ألويتها، ويصنفها خبراء بأنهم من أشد المقاتلين حنكة لتمتعهم بمهارة قتالية اكتسبوها من التدريب على اقتحام المدن والمزارع وحرب الجبال والشوارع.
تاريخ مشرف
ومنذ تأسيسها والدفع بها للساحل الغربي نجحت في تحرير مديريات ذو باب والمخاء والوازعية وموزع بمحافظة تعز، وحاليا تخوض معارك تحرير جبهة الكدحة بمديرية المعافر.
وقبل أن تعيد انتشارها بمحافظة الحديدة، حررت ضمن القوات اليمنية المشتركة مديريات الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا بالكامل، علاوة على أجزاء من بيت الفقيه مثل الجاح ومزارع الحسينية، وتسيطر حاليا على حي المنظر الشعبي في الحديدة، وجزء من المطار الدولي للمدينة، بالإضافة لسيطرتها على شارع "كيلو 10".
وتضيف المصادر أن العمالقة مثلت خط الدفاع الأول في تأمين بعض مديريات اليمن من لحج جنوبًا، مرورًا بمضيق باب المندب، وشاركت في تأمين 250 كم من الشريط الساحلي الغربي؛ لمنع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثي.
الدائرة الحمراء:
عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "إن شبوة دائرة حمراء في خريطة اليمن بحدودها مع محافظتي مأرب والبيضاء، وأهميتها الحضارية والنفطية، و"تريدها إيران بأي ثمن".
وبحسب الشميري، فانتصارات العمالقة تثبت أن العمالقة هي القوة العسكرية الأولى التي يمكن المراهنة عليها".
ويشير المحلل السياسي اليمني، أحمد حرمل، رئيس تحرير موقع "كريتر نت" في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن من أسباب تفوق ألوية العمالقة أن ميليشيات الحوثي في شبوة ومأرب وبقية الجبهات لم تخض معارك حقيقية، واعتادت المعارك الناعمة بطريقة "سلم واستلم"، وساعدها في ذلك تنظيم الإخوان.
تواطؤ إخواني:
ووفق الشميري، فمحافظة شبوة تعرضت لكبوة خلال فترة المحافظ محمد صالح بن عيدو بدخول ميليشيات الإخوان وتنظيم القاعدة، ما أفسح المجال للحوثيين فسقطت المدينة بأيديهم.
ويتابع: "تلك الكبوة انتهت الأسبوع الماضي بدخول ألوية العمالقة التي مهدت لانتصارها إقالة بن عيدو، لافتا إلى أن كل شبر وصل إليه الإخوان أصبح ثكنة حوثية، ففي تعز وصنعاء مثلًا سلم الإخوان أجزاء من المدينتين للانقلابيين.
وعن تحرير عسيلان وبيحان، يقول إن الحوثيين تسلموا مديريات بيحان من الإخوان؛ لذا فالعمالقة لم تجد صعوبة في تلك المعركة الخاطفة.