بعض ماورد، في كتاب العقبة عن باب عدن للمؤرخ العدني الكبير عبدالله احمد محيرز ( 13 اغسطس 1931 - 21 سبتمبر 1991 )
باب عدن من عجائب اليمن هذا مايقوله المؤرخ وعالم الفلك والجغرافيا ابو محمد الهمداني(289 - 336 هجرية) صاحب صفة جزيرة العرب وكتاب الإكليل وكتب اخرى غيرها ، ففي كتابه صفة جزيرة العرب يقول : (عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها، منها باب عدن وهو شصر مقطوع في جبل كان محيطا بموضع عدن من الساحل، فلم يكن لها طريق الى البر. فقطع في الجبل باب مبلغ عرض الجبل حتى سلكه الدواب والجمال والمحافل والمحفات " الهودج ") كتاب صفة جزيرة العرب صفحة :306 وفي موضع اخر يقول الهمداني عدن جنوبية تهامية وهي اقدم اسواق العرب وهي ساحل يحيط به جبل لم يكن فيه طريق، فقطع في الجبل باب بزبر الحديد، وصار لها طريقا الى البر ودربا) كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني صفحة :94 وقد ذكره المقدسي الرحالة محمد بن أحمد في حديثه عن عدن في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (عدن بلد جليل عامر آهل، حصين، خفيف، دهليز الصين، وفرضة اليمن، وخزانة المغرب، ومعدن التجارات، كثير القصور، مبارك على من دخله، مثر لمن سكنه، مساجد حسان، ومعايش واسعة، وأخلاق طاهرة، ونعم ظاهرة، وبارك النبي صلى الله عليه وسلم في سوق منى وعدن. وهو في شبه صيرة الغنم قد أحاط به جبل بما يدور إلى البحر، ودار خلف الجبل لسان من البحر، فلا يدخل إليه إلا أن يخاض ذلك اللسان فيصل إلى الجبل. وقد شقّ فيه طريق في الصخر عجيب، وجعل عليه باب حديد).صفحة 85 وكانت له تسميات عدة بحسب عبدالله احمد محيرز يقول ( يطلق الهمداني في كافة اشاراته إلى الباب بانه باب عدن وذلك لانه بابها الوحيد في زمنه وقد اضيفت اليه تسميات اخرى بعد قرن فسمي ايضا بباب (عدن البري) و(باب البر) والبر صفة لحقت به تميزا له عن ابواب وانفاق اخرى للمدينة بلغت مايقارب سبعة ابواب او ثمانية منافذ برية وبحرية مابين القرنين الخامس والرابع عشر الهجري واتخذ منذ عهد الهمداني مسميات عديدة : فهو باب عدن وباب العقبة وباب البر والباب البري وباب السقائين سماه ابو الفداء...وباب اليمن سماه مؤلف كتاب Sketches وهو مؤلف مجهول وسماه الانكليز ( الممر الرئيسي) تمييزا له عن الممر، الصغير : عقبة حجيف. ( كتاب العقبة صفحة 144)
-2-
والجسر، فوق باب عدن ، جاء تاليا لفعل الشصر فهل هو قديم، قدم الباب ام انه مستحدث؟
يورد المؤرخ عبدالله احمد محيرز في كتابه ( العقبة) روايتين: الأولى ان الجسر قديم النشأة ويستند محيرز إلى ماشاهدته البعثة اليسوعية التي زارت عدن في 633 هجرية الموافق 1235 ميلادية إذ اشارت الى( في الناحية الاخرى باب يؤدي الى البر ويبدو انه حفر بالأيدي في الصخور ويبلغ عمقه مائة قامة وتقف عليه ثلاث بوابات تفتح الواحدة تلو الاخرى في الصباح وتقفل في الليل يبلغ إرتفاعها مابين 12 و14 ياردة، وعلى البوابة عقد يمتد من صخرة الى اخرى رتب عليه مائة جندي لحراستها فلا يخرج منها احد بدون امر رسمي) صفحة 149 - 151
أما الرواية الثانية فيقول محيرز ان الجسر قامت بريطانيا في انشائه وقامت ايضا بهدمه، وقد اشار الى هذا المعنى حيث قال (وبعد الاحتلال بسنوات بنى الانجليز جسرا حجريا فوق الباب من قرب قمة جبل (التعكر) الى درب( حوش) وهو الجسر الذي بقي الى منتصف القرن العشرين واصبح معلما من معالم العقبة وعرفت به وقد بدئ بناؤه في يناير 1867 وانتهى في السنة التي تلتها .
واضاف محيرز (وظن الكثيرون انه جسر قديم وربطوا تاريخه وهما بايام الطاهريين والاتراك، ولايمنع ان يوجد جسر كهذا فوق الباب ... لكنه ليس هذا الجسر، إذ يرتبط تاريخه باستعمار المدينة واحتلالها. ففي عامي 1962 و 1963 صار هذا الجسر موضوع جدل حاد في الصحف وفي المجلس التشريعي والمجلس البلدي وفي النهاية تقرر هدمه، وفي 17 ابريل 1963 هدم الجسر وتطايرت اشلاؤه وعاد باب عدن كما كان ايام الهمداني "شصر من جبل " صفحة 152 - 153
بهذا المعنى يشير المؤرخ العدني الكبير عبدالله احمد محيرز، الى ان هنالك احتمال بناء اكثر من جسر قامت به الدول التي حكمت عدن الا ان الجسر الذي قام الانجليز بتدميره على باب عدن هم الذين قاموا بانشائه. وهذه دعوة الى مزيد من البحث للمتخصصين في علم الٱثار (الأركيولوجيا) للوصول الى إجابات علمية شافية.