يتسوّلون الوحدة من أقدام اللاعبين! كيف حاول الحوثي والإخوان توظيف فوز ناشئي اليمن ببطولة كأس غرب آسيا سياسيًا؟
الأمناء نت /خاص

يتسوّلون الوحدة من أقدام اللاعبين!

كيف حاول الحوثي والإخوان توظيف فوز ناشئي اليمن ببطولة كأس غرب آسيا سياسيًا؟
ماذا كان الرد على مَن أقحم السياسة بالرياضة؟
ما علاقة مزاعم الاستفتاء بمصير ما تسمى بـ(الوحدة) باحتفالات أبناء عدن؟
كيف تعمد أعداء الجنوب تجاهل أخلاقيات الرياضة وحساباتها النظيفة؟
لماذا حاولت نخب الشمال تجيير فرحة الجماهير الجنوبية بالإنجاز الكروي؟
بين خليجي (20) وبطولة كأس غرب آسيا.. ما أشبه الليلة بالبارحة! 

"الأمناء" خاص:
لم يمر إحراز منتخب اليمني للناشئين لكرة القدم بطولة كأس غرب آسيا الثامنة بعد فوزه على منتخب السعودية بركلات الترجيح - دون توظيف سياسي من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم الإخوان الإرهابي، ممثلاً بفرعه المحلي حزب التجمع اليمني للإصلاح.
وما إن تأكد فوز المنتخب بالبطولة بعد تصدي الحارس الجنوبي وضاح الردفاني لضربة الترجيح الخامسة، حتى تسابقت قيادات ونشطاء الحوثي والإصلاح إلى توظيف هذا الإنجاز التاريخي واستغلاله لاستهداف خصومهم السياسيين، ليتحول هذا الانتصار إلى جولة صراع جديدة ضحاياه المملكة العربية السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وكانت بداية الاستغلال من ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، التي اعتبرت هذا الانتصار الرياضي جولة من جولات الحرب الدائرة باليمن منذ سبع سنوات وتصفه بأنه انتصار على ما أسموه بـ"العدوان" في عقر دارهم.
وتناقلت حسابات موالية لميليشيا الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً موحداً تتحدث عن هذا الإنجاز الرياضي، كأنه انتصار حربي في عمق الأراضي السعودية، متجاهلين الأخلاق الرياضية وأن الرياضة بعيدة كل البُعد عن الصراعات السياسية.
نشطاء الإصلاح لم يكونوا بعيدين عن هذا الاستغلال، حيث عمدوا إلى توظيف الاحتفالات العفوية التي شهدتها معظم مديريات العاصمة الجنوبية عدن ومحافظات الجنوب سياسياً واعتبارها استفتاءً شعبياً لمصير الوحدة اليمنية التي يعتبرها غالبية الشعب الجنوبي ومكوناته السياسية منتهية إلى أبد الآبدين.
ولم يكتفِ نشطاء الإصلاح بذلك، بل ذهبوا إلى استغلال هذه الاحتفالات باستفزاز المجلس الانتقالي الجنوبي وأنصاره وكوادره بوصف هذه الاحتفالات البعيدة كل البُعد عن السياسة ودهاليزها، بأنها تأكيد على تدني شعبية المجلس الانتقالي، على حد زعمهم.
وعموماً فإن هذه المحاولات من قبل الميليشيا الدينية المتطرفة، لم تمنع الاحتفالات بهذا الإنجاز التاريخي، وأكدت للجميع أن الرياضة لها أخلاقياتها وحساباتها النظيفة التي لم تختلط بالحسابات السياسية بعد.

إقحام السياسة بالرياضة.. حقائق تدمغ الادعاءات
الكاتب والسياسي صلاح السقلدي كتب مقالا مطولا قال فيه: "لو كانت الرياضة تُـصلِحُ ما أفسدهُ الدهرُ -أو بالأصح ما أفسده الساسة والمفسدون ودهاقنة الدين وتجار القبور والحروب وأصحاب فكر الاستحواذ والهيمنة والنهب - لكانت الدنيا بألف خير وعافية، ولتم معالجة كل أزماتنا بدورات كرة قدم وطاولة وسباحة أيضا طوال العام (رياصة×رياضة)، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يُدركه, فالتمني وحده دون أن يشفع بصدق المقصد لا يسلّي ولا يحلّي ولا يعشي الحمار، كما يقول الشاميون، فإرث الصراعات التي نعيشها بهذا الوطن أكبر وأثقل من أن تزيله مباراة كرة قدم في لحظة استثنائية نادرة الحدوث، فضلاً عن أن هناك من يتخذ من المناسبات الرياضية كما شاهدنا في مباراة المنتخب اليمني والسعودية مؤخرا بازارا سياسيا وحزبيا وجهويا لئيما لتسويق مشاريعه السياسية والحزبية والشخصية، لا الوطنية، مُستغلا العاطفة الجياشة التي تظهرها مثل تلك الأجواء دون توافر النوايا الصادقة لطي صفحات تلك الصراعات والانفتاح بعقول صافية وسرائر نقية تجاه الآخر".
وأضاف: "فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك أفرادا وكيانات سياسية وحزبية انتهزت ذلك الحدث بشكل مكثف ومضلل لتصوير التفاعل الجنوبي بأجواء تلك المباراة بطريقة ضحلة تستغفل العقول بفجاجة لا نظير لها، وكأنه يعني قطعا أن القضية الجنوبية قد تبخرت وذرتها الرياح بمجرد فوز المنتخب اليمني على نظيره السعودية".
وتابع: "من يتذكر خليجي عشرين عام 2010م الذي أقيم في عدن وحجم توظيف الفعالية الرياضية في بلاط السياسة لمجابهة القضية الجنوبية وحراكها الثوري، فهل أثمر عن شيء؟ صفر من (الشمال)".
واستطرد السقلدي: "فتلمس الوحدة اليمنية بين أقدام أحد عشر لاعباً لهو دليلٌ على أنه لم يعد لها وجود على الواقع وبات عشاقها ينشدونها بالغدوة والآصال ولو ضربوا أكباد الإبل، وبحاجة لمن يبعثها من رماد عنقائها، ولن يفعل ذلك من ذبحها من الوريد للوريد، وأن التمني على الإجهاز على القضية الجنوبية بات في مرحلة اليأس والشيخوخة، ولم يبق أمامه سوى مباريات كرة القدم. فتفاعل الجنوبيون أو قل معظمهم مع المنتخب اليمني لا يعني أن القضية الجنوبية قد صارت في عداد الموتى ولا أن الملايين من ضحايا عهد 7 يوليو1994م قد انتهت معانتهم، وولجوا عهدا جديدا من الرفاه ورغد العيش بمجرد الظفر بكأس غرب آسيا للناشئين، فالرياضة عابرة لقارات السياسة ومحيطات الحزبية والطائفية وحدود الجغرافيا، أو هكذا يجب أن تكون. وإلْا لكان ملايين من البشر في شرق الأرض وغربها من مشجعي فريقي برشلونة والريال مدريد هم مواطنون إسبان وناكرون لأوطانهم وقضاياهم، وسمن على عسل من الحكومة الإسبانية. فتسييس الرياضة جُرم فادح، الأولى بمن يرتكبه أن ينادي الساسة للتحلي بروح رياضية لا العكس".
وأشار إلى أن: "نصف المنتخب اليمني المشارك في تلك الدورة هم جنوبيون، وهذا هو السبب أو لنقل السبب الرئيس الذي يقف خلف عاصفة التشجيع الجنوبية، أما الذين اعتبروا تلك الجموع الجاثمة أمام شاشات التلفزيون بساحة العروض بخورمكسر بأنه استفتاءً شعبيا جنوبيا مؤيدا للوحدة اليمنية بنسخة عام 1994م هم أنفسهم الذين ظلوا يسخرون من ملايين الجنوبيين بالساحات منذ عام 2007م وبساحة العروض تحديدا، ولم يعتبروا تلك الحشود أنها تعبيرا عن أمرٕ ما أو استفتاء عن موضوع سياسي".
وأكمل: "الجنوبيون وحدويون بالفطرة وليسوا بحاجة لأن يثبتوا لأحد حقيقة ناصعة كهذه خلال 90 دقيقة، ولكن أية وحدة التي نعنيها ويعنيها هؤلاء المتخذلقون وأحزابهم؟ فالخلاف ليس على الوحدة من ناحية المبدأ، بل على شكلها وطبيعتها، باعتبارها قيمة حضارية ووسيلة للعيش بوضع أفضل وبكرامة حدودها السماء، وحدة معمّدة بالتراضي، لا وحدة مغمسة بالدماء ومحاطة بالأشلاء، وحدة الهيمنة والغطرسة وسيادة فكرة الأصل والفصل.. فالذين أقحموا السياسة بهذه المناسبة – سواء أكانوا من حزب الإصلاح أو المؤتمر أو الحوثيين- لم يضروا الرياضة فقط بل تحاملوا على الحقائق والواقع، وكشفوا دون قصد زيف منطق السياسيين، واسقطوا ادعاءات المتحزبين والمؤدلجين أرضا".
وأكد أن: "حين صورَ هؤلاء أن كل مشاكل اليمن قد انتهت بانتهاء صافرة الحكم وأن كل الخصوم، جنوبيون وشماليون، حوثيون إصلاحيون ومؤتمريون قد تناسوا خلافاتهم وتوقفت رحى صراعاتهم وأزيز الطائرات بالسماء وصمتت المدافع - وإن كان هذا التمني هو فعلا ما نأمله من صميم قلوبنا أن يكون واقعا فعلا- نقول إن هؤلاء هم أنفسهم الذين يرفضون التعايش مع بعضهم بعض ويصرون على بقاء عجل الحرب بالدوران مع الحوثيين أو من يسمونهم بالمجوس وينزعون عنهم ليس فقط جنسياتهم اليمنية بل وديانتهم وعروبيتهم، ومن يرفض التعايش مع حزب الإصلاح باعتباره شلة من الدواعش ومرتزقة العدوان ومتخاذلون بالجبهات- بحسب توصيفهم لهذا الحزب- وهم أنفسهم الذين يتأففون من التصالح مع حزب الرئيس السابق صالح وينعتونه بأقذع السباب والشتائم، ومع ذلك لا ينفك هؤلاء جميعا من دعوة الجنوبيين لأن يرموا بقضيتهم في بحر حقات وقبول الوضع كما هو دون تعديل أو تسوية بمجرد أن اليمن قد فازت بكأس قاري".
وقال السقلدي، في ختام مقاله، أن "معالجة القضايا كقضية الجنوب، وتجاوز الأزمات كأزمة اليمن تحتاج لمصداقية ولخطوات حقيقية لا مزيفة وإلى قلوب نظيفة من كولسترول الأحقاد والضغائن كنظافة قلوب لاعبي منتخب النشء الجديد، وعقول صافية كصفاء عقولهم، وصدور واسعة بسعة ملعب كرة قدم وأكبر، بعيدا عن الهزء بعقول خلق الله واللعب بعواطفهم وحُسن سجاياهم لأغراض لا علاقة لها بالوطن ولا بوقف الحروب والصراعات، والمضي صوب التسامح وتناسي ظُلمة الماضي كما يزعمون".

متعلقات
أسعار الذهب اليوم الأربعاء 18-9-2024 في اليمن
مركز الملك سلمان للإغاثة يزور جلسات الدعم النفسي بمحافظة المهرة
مختار اليافعي يكشف أهداف لقاء الانتقالي ومكتب المقاومة الوطنية
إتحاد خلة يفوز على الصلئة بثلاثية نظيفة في دوري الفقيد الواقدي
بمناسبة اليوم العالمي للقانون.. محافظ المهرة يتسلم درعاً تكريمياً من مكتبي الشؤون القانونية وحقوق الإنسان