صحف عربية: بعد تحذير البنك الدولي... لبنان على حافة الهاوية
الامناء/وكالات:

بعد الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية، صنف البنك الدولي أزمة لبنان ضمن أشد 10 أزمات في العالم، في وقت تنشغل فيه الطبقة السياسة بالنفوذ والخلافات الضيقة والمصالح الفئوية والطائفية.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، يمضي لبنان بخطوات ثابتة وسريعة، نحو الهاوية الاقتصادية والسياسية، رغم التحذيرات، والتهديدات، والاحتجاجات. 

بلا دواء 
في سياق الحديث عن الأزمة الخانقة، قال موقع الحرة، إن لبنان يعاني حزمة مشاكل، أخطر من الوضع السياسي وأزمة السياسيين، من ذلك اختفاء الأدوية وتلاشي مخزونها، تحت ضغط السوق والاحتكار والتخزين، وتأخير وعرقلة وتقنين الاستيراد بسبب "انتظار اعتمادات الدعم التي يصدرها مصرف لبنان، التي تتأخر لصعوبة تأمين الدولارات اللازمة".
وأشار الموقع، إلى تقرير "مرصد الأزمة" في الجامعة الأمريكية في بيروت، عن "التخبط في إدارة الملف، بعد توقف مصرف لبنان عن إمداد التجار والمستوردين بالدولارات، المطلوبة لاستيراد الأدوية والمستلزمات الطبية على سعر الصرف الرسمي، حيث بات مضطراً إلى استنزاف احتياطاته الإلزامية من العملة الصعبة للاستمرار في الدعم".
واعتبر التقرير، أن تردي لبنان في أزمة دواء، يعكس "سقوطه الحر" بعد أن أصبح بلا "جهة تلجمه، فلا السلطة السياسية ولا مؤسسات دولة ولا مصرف مركزي قادرين على كبح الانهيار" مضيفاً أن ذلك سيضع الحكومة أما خيارين، أحلاهما مرّ، "إلغاء الدعم عن الدواء بشكل فجائي وغير منظم عبر توقف المصرف المركزي عن تحويل الدولارات، .. أو إبقائه وتمويله عبر المصرف المركزي من موجودات في تناقص مستمر وصولاً إلى استخدام الاحتياط الإلزامي" لينتهي الأمر بلبنان في طريق مسدود.

غرق التايتنيك
وفي صحيفة الشرق اللبنانية قالت ميرفت سيوفي: "لم تعد تحذيرات البنك الدّولي ولا وفوده تجدي نفعاً، نحن نشعر أن التايتنيك اللبنانية بلغت قاع المحيط ،واصطدمت بأرض أعماقه، ورست".
واعتبرت الكاتبة في اتهام صريح، أن الأزمة السياسية المتفاقمة سببها محاولة جبران باسيل السيطرة "على المشهد السياسي برمّته، فهو يريد أكثر من وضع يده على الحكومة، وإدارة البلاد بالنيابة عن عمه الّذي أرهقته السنون، وتمهيد الأرضية لانتقاله من مرحلة رئيس الظل إلى رئيس العلن، فيما حزب الله سعيد بهذه المماطلة والمناورات، فالمفاوضات الإيرانية تحتاج إلى هذا الوضع القاتم والوقت الضائع ولبنان الذي يغرق بهدوء مملّ، تماماً كصورة السيدة اللبنانيّة المنشغلة بكسب وقتها في "نقر الكوسا" في انتظار طابور البنزين".
وأنهت "يظن جبران باسيل أنه يلعب مناورة مبادرة بري ومراوغته، وتوبيخه الخليلين والحاج وفيق صفا، لأنهم دلعوا سعد الحريري فأوصلوه إلى الحائط المسدود، فيما في الحقيقة لقد أوصل هذا الفريق لبنان إلى الغرق، دون أدنى خوف من البلل".

اكتمال الانهيار
من جهته، قال خير الله خير الله في صحيفة "العرب" اللندنية، كانت هناك حاجة "إلى عهد الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، ليكتمل الانهيار اللبناني الكامل الذي يعبر عنه أفضل تعبير، احتجاز المصارف لودائع اللبنانيين، والعرب، والأجانب الذين وضعوا ثقتهم في النظام المصرفي اللبناني".
وأضاف "بدل أن يقدم ميشال عون استقالته ويرحل عن قصر بعبدا، نراه يمعن في وضع العراقيل في طريق تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري، يمكن أن تعيد بعض الأمل في الحصول على مساعدات خارجية، قد تساعد قبل فوات الأوان، في وضع حد للانهيار".
وتابع "ما نشهده حالياً في عهد حزب الله، هو انهيار آخر لجزء من لبنان أو لما بقي من لبنان، لا يتعلّق الموضوع بانهيار النظام المصرفي اللبناني فحسب، بل يتعداه إلى قطاعات أخرى هي في أساس وجود لبنان وازدهاره أيضاً، من بينها التعليم، والاستشفاء، والسياحة، والإعلام، والخدمات بشكل عام".
وأضاف "هناك عهد اسمه عهد حزب الله شارف على نهايته. تكمن خطورة هذا العهد على لبنان في أنه أزال خطا، ربّما كان وهمياً، رسمه المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة، والعرب القادرون ماليا. كان هذا الخط يفصل، ولو نظرياً، بين الحكومة اللبنانية من جهة وحزب الله الذي يتحكم بمفاصل الدولة اللبنانية وسياستها الخارجية من جهة أخرى. ما ساهم في إزالة الخط أيضا تدخل الحزب، الذي ليس سوى لواء في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، والعراق، واليمن".
وأنهى الكاتب قائلاً: "لم يعد هذا الخط الوهمي موجودا، أقله من وجهة نظر واشنطن والعرب القادرين على مساعدة لبنان. فوق ذلك كله، اكتشف الأمريكيون، والأوروبيون، والعرب أن لبنان لا يريد أن يساعد نفسه، لا عن طريق تشكيل حكومة محترمة ولا عن طريق اختيار شخصية قادرة على مد الجسور مع الخارج".

صدمة إيجابية
وفي صحيفة الاتحاد قال بول شاؤؤول: "كانت إساءة وزير خارجية دويلة حزب الله شربل وهبة، لدول الخليج العربي مدوية بكل المقاييس، والأعراف السياسية، والأخلاقية، والدبلوماسية، فهي في عمقها ودلالاتها وخلفياتها تطاول كل العرب بعنصريتها الفاقعة، وبسوقيتها النافرة، وهي في صدورها عن وزير ثانوي ينتمي إلى تيار الرئيس عون، تزدوج باستقوائها بحزب الله".
وأضاف "العنصرية التي فضحتها كلماته لصيقة بتقاليد تياره، وتجسد نوعاً من الكراهية للعرب كلهم، من الخليج وصولاً إلى السودان والمغرب ومصر، وقد تعمّقت مسالك هذه العنصرية، تماهياً مع حليف التيار، العضوي المصيري، حزب الله".
وأشار الكاتب إلى أن لبنان رغم التيار وحزب الله، ينتفض ضد محاولات سلخه عن محيطه إذ يتجاوز  هذا الحدث، ببعده السياسي التفصيلي، إلى ما هو جوهري، أي إلى ما يعتلج في الصدور ويعتمل في الضمائر، ويتجلى في إعلان أن لبنان يكون بلداً عربياً أو لا يكون. أو يكون ذا هوية عروبية أو لا يكون. فهو دون العرب بلا حاضر وبلا مآل. وكأن لبنان يهتف عبر المقالات، والإعلام على لسان قياداته، أن العروبة ضرورة عضوية له. وهنا سر اللبنانيين، في الالتفاف حول دول الخليج كمن يلتف حول ذاته. إنها في النهاية، صدمة إيجابية أو مبتدأ آخر، يمكن أن يؤدي إلى وضع استراتيجية عنوانها: كيف يتم إنقاذ لبنان من كوابيس الوصاية الملالية، لتكون نقطة الانطلاق، رسالة عبر العرب إلى كل العالم لمساعدته".

وتابع الكاتب أن المهم اليوم، هو استعادة لبنان "سيادته، وحدوده، وقراره، وهذا غير ممكن دون سنده، ليعود إلى البيت العربي وحده بلا أحمال، ولا وصايات، وهنا بيت القصيد، في هذه الصدمة التاريخية التي عبر بها اللبنانيون، كما لم يعبروا من قبل، أي عن وحدة مصيرهم بالعرب".

متعلقات
الريال اليمني يواصل انهياره أمام العملات الأجنبية
الحوثي يرفع رسوم السكن الجامعي بجامعة صنعاء بنسبة 500 بالمائة
أسعار الذهب اليوم الأحد 14-7-2024 في اليمن
درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد في الجنوب واليمن
عاجل: إصابة ترامب في إطلاق النار في تجمع انتخابي في بنسلفانيا