ايها المترجلون مهلاً .. لروح الفقيد المناضل/ محمد ناشر الحكمي
الأمناء نت / محمد علي شايف :

((كنت اتصور ان الحزن يمكن ان يكون صديقا، لكنني لم اتصور ان الحزن يمكن ان يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته)). جيفارا

اليوم ترجل مناضل الثورتين المناضل/ محمد ناشر الحكمي.. رجل خاض غمار حرب التحرير من الاستعمار البريطاني وهو دون العشرين من عمره، حتى تحقق الاستقلال الوطني واعلان(( ج. ي. ج. ش)) وعندما وقعت دولتنا في فخ قنطازيا الوحدة القومية لتخضع مرة اخرى لاحتلال اقتلاعي عام 1994.

لم يرفع الراية البيضاء، بل احتفظ بارادته الحرة غير مسلم بالهزيمة.. ولدوره المميز في حركة (( حتم)) حكم عليه الاحتلال غيابيا بالسجن واوقف راتبه لبضع سنوات ولم تلن له قناة.

رجل اتسم بثبات الموقف والشجاعة والوفاء لرفقة الكفاح الصادقي العهد.. منذ ان عرفته مناضلا في صفوف المجلس الوطني، واعيا ما يريد من كفاحه.. إذ تمسك بهدف النضال من اجل تحرير واستقلال دولة الجنوب حتى وفاته..

التقينا على هدف وطني جمعنا فما افترقنا.

حتى جاء النباء الجلل-هذا اليوم- ليعلن سقوط رقم كبير من قائمة الرجال الاوفياء لعهودهم.. فماذا بوسعي ان اقول عنك- يا صديقي الصادق_؟٠ فالحزن اصبح وطنا.. من الم فقد ينقلنا الى فقد اقسى وخسارة اعظم، فماذا نقول عنك وعن كل احبتنا الذينا ترجلو وتركونا خلفهم نجهش مصابنا يفقدهم وجعا يرتل:(( ذهب الذين نحبهم ذهبوا))

كنجوم تشظت شهبا لانهم كانوا نوارس من الصبوات الكبيرة وفوارس من ورود وعطاء- وبين غربتين وعسرين ترجلو/ وصاياهم الاخيرة ما كتبوا/ لان نواظرهم مفتوحة على آفاق الآتي الاجمل/ وعن قمم الكبرياء ما نزلوا/ ومن مشاق الشوق ما تعبوا/ كم حلموا وكافحوا / وانتصروا وانكسروا/ كم كرهوا وكم حبوا / وطربوا وحزنوا/ كم انتجوا الآمال رغم ظروف الضد الحالكة/ رجال من ليل اليأس ما احتطبوا / وما هانوا ولا هربوا.

من احبونا واحببناهم/ اذا قيل عنهم رحلوا / فإذا بهم وصلوا / وفي قلوبنا نزلوا / وفي ذاكرتنا يشجرون دلالات ومعان لا تشيخ/ واذا قال النسيان غابوا/ رد الوفاء: بل حضورا سنيا انسكبوا.

وانت- يا صديقي- من هؤلاء/ بل ارادة تعالت على امراضها وجروحها وهزمت تقدم العمر/ طاقة شابة لا تنضب.

آسف- يا نار على علم/ رغم التجاهل كنت رفيق القمم/ وقلت للتعب.. للشيخوخة/ لامراضك المتعددة- انا إرادة حرة لا تهزم.

آسف- انا لا ارثيك/ وانما اناجي روحك/ من وسط وجع الذاكرة السميك/ فوق رماد الايام/ ايام احلامنا الذهبية التعب/ والامال رغم الخوف- تمطر- الجدب/ بغيث الحرية المرتقب/ وكان الشوق يهدينا اجنحة القزحية/ فنحلق في اعالي الحلم/ فلا نحفل بضباب الذرائع/ ومشاجب العطب/ وحينما تنكسر الانساق/ وتنحسر الاخلاق/و تتثعبن الرؤى والافكار/ وتغيم في نواظرنا- الآفاق/ كنت تجد- دائما- منفذا للضوء/في صلف الجدار./ يا وجع الشوق للحرية../ خبرني.. هل ضاق بك مدى هذا الجدب/ في بلااد تعشق الخراب؟

فاختنقت..اشواقك الرحاب/ بادخنة الفوضى واحتباس الرؤى/ وهي تعلن (( دوائر الاصفار)) أمجادا/ وثورة بالعظام المزخرف- تدار/ فآثرت الرحيل بغتة/ وبصمت الحر الكريم ترجلت؟

ايها المترجلون مهلا/ ان الارض بالاحزان ثملى وبفقدكم ذاكرة الكرامة ثكلى

لا املك الا ان ادعو الله ان يغفر لك يا صديقي ويتغمدك بواسع رحمته. ويلهم ذويك ومحبيك وايانا الصبر والسلوان.

متعلقات
محافظ أسبق لتعز يحذر "الإصلاح" من مصير أسود في حال عدم المراجعة
عاجل.. وزير الدفاع الإسرائيلي: قصفنا معسكرات في صنعاء وقضينا على عشرات الحوثيين
تعز تواصل حربها ضد الجريمة والإرهاب وتكشف تفاصيل جديدة
غارات إسرائيلية تستهدف صنعاء.. هلع في العاصمة وانفجارات تهز الأحياء الجنوبية
وكيل سقطرى يلتقي وكيل شؤون الثقافة والسياحة ويبارك تعيينه