مبنى مدمر منذ أكثر من (5) سنوات ويوجد فيه طقم واحد فقط
جهود لإعادة بناء مداميك المؤسسة الأمنية بتبن
لحج تفتقر وجود الدفاع المدني
"الأمناء" تقرير/ عبدالقوي العزيبي:
لا يزال مبنى أمن مديرية تبن بمحافظة لحج مدمرا لأكثر من 5 سنوات، ومع ذلك يمارس الضباط والأفراد بأمن المديرية مهام عملهم بشكل يومي من تحت أنقاض ركام المبنى الإسمنتية، وفي غرف أشبه بغرف الحجز لا تتوفر فيها الأجواء التي تساعد على العمل، والذي يقوم على مقومات عمل شحيحة جداً مقارنة لكبر مساحة المديرية وزيادة النمو السكاني والعمراني، بالإضافة إلى نزوح الأسر من مناطق النزاع المسلح إلى داخل المديرية واستحداث عدة مخيمات وما ينتج عنها من مشاكل وأمور أخرى.
"الأمناء" تسلط الضوء على أهم وأبرز مبنى أمن على مستوى جميع مديريات لحج، لارتباط مديرية تبن بالعاصمة عدن، وأيضاً مع محافظة أبين وترابط تبن مع عدد من مديريات المحافظة بهدف لفت الأنظار إلى ملف المبنى ومناقشته من قبل جهات الاختصاص لوضع معالجات عاجلة ترتقي بدور المؤسسة الأمنية من داخل مبنى أمني جديد بصورة حضارية بما هو متعارف عليه أمنياً.
مبنى مهدم
من المؤسف أنه وبعد مرور أكثر من خمس سنوات ولا يزال مبنى الأمن في مديرية تبن مدمراً، ولم تستطع أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية قائدة التحالف العربي إعادة إعمار المبنى، ولا قيادتي وزارة الداخلية أو السلطة المحلية في المحافظة، وهو أمر محزن ومخزٍ أن تكون مديرية تبن بدون مبنى أمن منذ 2015م، وإلى اليوم بالرغم من المتابعات العديدة وتناول ملف المبنى إعلامي من قبل مختلف الصحف الأهلية وبعض القنوات.
الافتقار لمقومات العمل
لا يزال أمن مديرية تبن يفتقر إلى العديد من مقومات العمل التي يجب توفرها لمكافحة وقوع الجريمة في ظل مديرية كبيرة مترامية الأطراف وتشهد نموًا سكانيًا وعمرانيًا وتدفق الأسر النازحة إليها، وما ينتج عن ذلك من بروز العديد من مختلف القضايا المدنية والجزائية وبشكل يومي، بينما الأمن يمتلك طقمًا واحدًا وجنود وضباط تشعر بما يعانونه يومياً من ظلم فاحش يطالهم في مختلف الحقوق لعدم توفرها بشكل كافٍ داخل مبنى الإدارة من قبل الوزارة أو المحافظة ومن أبرزها الدعم المالي عصب الحياة، والذي يعد أبرز عوامل نجاح مهام الأمن بأي مؤسسة أمنية، بالإضافة إلى بعض المتطلبات الأخرى أسوة بما كان يتوفر لأمن المديرية قبل حرب 2015م.
تحديث القيادة
بينما نالت مديرية تبن بوقت سابق أثناء إجراء تغييرات أمنية قام بها مدير عام شرطة المحافظة في بعض المديريات، بقائد أمني ممتاز يمتلك خبرات أمنية وعرف قبلي في حلحلة العديد من القضايا الشائكة، وهو القائد محمد عبده الحرق، الذي يبذل جهودًا أمنية كبيرة على مدار الساعة لتحقيق استقرار أمني داخل المديرية، والسعي لإعادة بناء المداميك الأمنية للعمل المؤسسي بشكل صحيح وسليم في إطار المديرية لتعزيز جهود المحافظة أمنياً.
ركود وخلق علاقات
عند زيارتك لأمن تبن عام 2015 وأيضاً عام 2021 ستلاحظ بقاء المبنى مهدماً مع وجود تغير بسيط بترميمات شهدها المبنى، منها السور مع البوابة الرئيسية، كما يلفت الانتباه بقاء واستمرارية بعض الضباط في عملهم ربما من قبل 2015م، ويقابل ذلك ازدحام بشري في متابعة القضايا في غرفة صغيرة.
ومن خلال حديث بعض المواطنين يتضح أن بقاء بعض الضباط لسنوات داخل الأمن ربما أوجد علاقات خاصة مع الآخرين.
وبحسب حديث بعض المواطنين فإن عدم التجديد يحدث إخلالاً في العمل الأمني نظراً لخلق روابط معرفية أو مصالح شخصية مما قد يعمل على انحراف البوصلة، وقد يعيق العمل ويراكمه ويحدث أضرارا بحق طرف على حساب آخر. ومن خلال النزول والاحتكاك ببعض أصحاب القضايا وجدنا تلميحات عن ذلك، وإنما بعض المواطنين غير قادرين على البوح بها تخوفاً من ردة فعل بعض الضباط، بالرغم أن المدير وجه أي مواطن بتقديم أي شكوى بحق أي ممارسات سلبية، ولهذا يأمل المواطن من قيادة أمن المديرية والمحافظة الأخذ بها بعين الاعتبار ودعم وإسناد المدير محمد الحرق في مهام عمله اليومية لتحقيق النجاح من خلال إجراء حزمة من الإصلاحات ولو بتدوير بعض الضباط من مديرية إلى أخرى لتجديد الوجوه لعزل أي ارتباطات بعلاقات خاصة قد تضر إجراءات المؤسسة الأمنية بالنظر في بعض القضايا، وحتى يتمكن المواطن من الحصول على العدالة الأمنية وفقاً للنظام والقانون.
كما شاهدنا وسمعنا عن الأعمال والجهود المكثفة التي يقوم بها مدير أمن تبن لإعادة ترتيب البيت الأمني، وهي أفعال يلتمسها المواطنون المترددون داخل مبنى الأمن، حيث شكر مواطنون مدير أمن المديرية القائد الحرق.
تبن وأمنها وجه لحج
ويرى أبناء تبن أن مديريتهم قد حظيت بمدير أمن متمكن بجدارة عالية في مهام عمله، وعلى اعتبار العمل الناجح هو عمل تكاملي مشترك لا بد من تحديث بعض الضباط والأفراد داخل أمن تبن، على اعتبار مديرية تبن وأمنها وجه محافظة لحج، لهذا يتطلب أن يكون فريق العمل الأمني يرسم صورة حضارية مشرفة عن قيادة المؤسسة الأمنية داخل المديرية والمحافظة، ولن يتم هذا الأمر إلا من خلال متابعة ورصد السلوكيات الخاطئة التي يمارسها البعض قد تحدث الإساءة لسمعة الأمن، وسرعة إجراء معالجات عادلة هادفة إلى دعم وتعزيز عمل مدير أمن المديرية لخدمة المواطنين وحلحلة القضايا اليومية بإجراءات ميسرة وواضحة تعتمد على العدالة الاجتماعية.
إعمار مبنى وتحديث كادر
لكل ما تقدم نرى أن أمن مديرية تبن بحاجة ضرورية لإعادة إعمار المبنى حتى يمارس مهام عمله من داخل المبنى، وأيضاً لا بد دعمه بعدد من الأطقم الأمنية مع توفير احتياجها اليومي لمواكبة تنفيذ المهام الأمنية أولاً بأول، بالإضافة إلى ضرورة استئصال أي أمراض قد تكون أحدثت بجسم الأمن أمراضا مسرطنة، وإجراء لها عمليات ناجحة تلبي صوت المواطن وتعزز جهود المدير الجديد لتحقيق النجاح في مهام العمل بشكل متكامل على مستوى الإدارة والمديرية والمحافظة.
قاطرة الغاز
وفي ختام الزيارة إلى أمن تبن، نشير إلى الجهود الكبيرة التي قام بها رجال الأمن في تبن بقيادة المدير وبمعية الشرفاء من أبناء صبر في تدارك خطر قاطرة الغاز المنزلي بمنطقة صبر، وسرعة إطفاء الحريق قبل حدوث الكارثة في المنطقة، ولقد كانت تلك الأعمال الإسعافية الطارئة بإمكانيات محدودة وبإرادة قوية لدفع الخطر، ومن خلال هذه الملحمة البطولية يتطلب من قيادة الوزارة والمحافظة تكريم قيادة أمن تبن والأفراد المشاركين في إخماد الحريق لدعم استمرارية جهودهم الجبارة في استقرار المديرية أمنياً، بالإضافة إلى ضرورة إعادة تفعيل عمل الدفاع المدني بأمن المحافظة، والذي لا أثر له داخل لحج، والاعتبار من احتراق قاطرة الغاز المنزلي بصبر، وما حدث يعطي رسالة لجهات الاختصاص بوزارة الداخلية والتحالف العربي بضرورة وجود الدفاع المدني بلحج.