شن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية غارات جوية لدعم قوات الحكومة اليمنية التي صدت هجوما للمتمردين الحوثيين غرب محافظة مأرب شمال البلاد، فيما يحاول الحوثيون المدعومون من إيران منذ عام ونيّف السيطرة على المدينة الغنية بالنفط بهدف وضع أيديهم على كامل الشمال اليمني.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية تسجيل فيديو قالت إنه يظهر “إحباط محاولة الميليشيا الحوثية التقدم باتجاه مأرب في الكسارة، والتصدي لها من قبل الجيش الوطني اليمني والقبائل بدعم من تحالف دعم الشرعية في اليمن وقواته الجوية”.
وذكرت الوكالة أنه “تم القضاء على أرتال الميليشيا الحوثية وتدمير معداتها العسكرية واصطياد بعض الدبابات وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف عناصرها الإرهابية”.
وتحدث مصدر حكومي يمني عن “مقتل 70 مقاتلا على الأقل، بينهم 22 جنديا من القوات الحكومية وجرح العشرات من الطرفين في مواجهات جديدة خلال الساعات الـ48 الماضية”.
وأوضح المسؤول أن المتمردين “شنوا هجوما عنيفا مصحوبا بالدبابات والعربات في جبهة الكسارة تم التصدي له بمساندة طيران التحالف”.
من جانبهم تحدث الحوثيون عبر قناة المسيرة التابعة لهم عن 38 غارة جوية شنها التحالف على عدة مواقع في محافظة مأرب. ومن النادر أن يعلن المتمردون الحوثيون عن خسائرهم.
وبعد فترة من التهدئة استأنف الحوثيون في الثامن من فبراير هجومهم على القوات الحكومية المدعومة من السعودية منذ مارس 2015.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً داميا ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.
وتعرضت مصفاة الرياض لتكرير النفط الجمعة لهجوم بطائرات مسيرة أدى إلى اندلاع النيران فيها تبناه المتمردون الحوثيون الذين حققوا تقدما باتجاه مدينة مأرب.
والهجوم هو الثاني الذي يستهدف منشأة طاقة سعودية هذا الشهر، ما يمثل تصعيدا خطيرا في الحرب المستمرة منذ ست سنوات في اليمن بين تحالف تقوده السعودية دعما للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وأعلن تحالف دعم الشرعية السبت عن “اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة” أطلقها المتمردون باتجاه مدينة خميس مشيط جنوب البلاد.
وأكد التحالف أنه يتخذ “الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والأعيان المدنية من الاعتداءات الإرهابية”.
وصعّد المتمرّدون هجماتهم على السعودية بعدما شطبتهم واشنطن من لائحة المنظمات الإرهابية التي أدرجتهم فيها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فيما حذرت المنظمات الإنسانية من أن تصنيفهم منظمة إرهابية يعوق تقديم مساعدات ضرورية للبلد الغارق في الحرب.
وأدان الاتحاد الأوروبي الهجوم على مصفاة الرياض في بيان السبت داعيا إلى “وقف الاعتداءات”. وأكد الاتحاد أن “التصعيد الجاري في وحول اليمن يقوض جهود المبعوث الأممي، ويؤخر آفاق حل الصراع ويزيد من عدم الاستقرار الإقليمي”.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت أن موسكو “تدين بشدة” الهجوم بطائرات مسيرّة الذي تسبب بحريق في مصفاة لتكرير النفط في العاصمة السعودية. وقالت في بيان “موسكو تدين بشدة العمل العسكري المذكور. ندعو بإصرار كافة الأطراف في النزاع في اليمن إلى الالتزام الصارم بأحكام القانون الدولي الإنساني والتخلي فوراً عن العمليات العسكرية التي تؤدي إلى تدمير البنى التحتية”.
وفي عدن قالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن “هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية لا تستهدف المملكة وحدها وإنما تهدد أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم”.
ومن نيويورك قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح صحافي إن “الهجمات التي تستهدف البنية التحتية المدنية والمدنيين أمر لا يمكن قبوله”.
ولم تفلح الدعوات الأممية والدولية للحوثيين في وقف التصعيد العسكري والهجمات سواء على محافظة مأرب أو على الأراضي السعودية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المفخخة.
وكثف الحوثيون في الأسابيع الماضية إطلاق صواريخ باليستية ومقذوفات ومسيرات على مناطق سعودية وسط إعلانات متكررة من التحالف عن تدمير هذه الصواريخ والطائرات، واتهام الجماعة بأنها مدعومة بتلك الأسلحة من إيران.
وتقول جماعة الحوثي إن هذه الهجمات تأتي ردا على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.
ويرى محللون أن محاولة الميليشيات الحوثية فرض ما تسمّيه “توازن الرّدع” على السعودية وتبوّؤ مكانة الطرف القوي القادر على إملاء شروطه في أروقة السياسة وعلى طاولة المفاوضات، وراء تصعيدها في محافظة مأرب وتكثيف استهدافها للأراضي السعودية بالمسيّرات المفخّخة والصواريخ الباليستية.
ويشير هؤلاء إلى أن الحصيلة العملية لموجة التصعيد الأخيرة أظهرت صعوبة تحقيق أهداف الحوثيين.