يستطيع الإنسان أن يَصل إلى النجاح وإلى تحقيق أكبر وأعظم الإنجازات في وطنه لهذا من الضروري جداً أن يَحرص الأفراد على التضامن مع بعضهم البعض أثناء العمل بدلاً من اعتمادهم على العمل بشكلٍ مُنفرد، والتعاون من أهم العوامل التي تُساعد في تقدم المُجتمعات، وتحقيق نجاح المُجتمع في كل المَجالات السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والإجتماعية. كما أنَّ التعاون يُعتبر من ضمن الأخلاق التي تُقرب من الله سُبحانه وتعالى بشرط أن يكون تعاوناً على البِرّ والتقوى والصَلاح، قال الله(وتعاونوا على البِرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعُدوان واتقوا الله إنَّ الله شديد العقاب). فيما يلي سنتعرّف وبشكلٍ مُفصل على أهمية التعاون وأثره الإيجابي على الفرد والمجتمع
أهمية العزم
الإنسان لا يستطيع أن يَعيش بمُفرده، فهو دائماً ما يحتاج إلى غيره ليساعده على إتمام مُختلف المَهام في الحياة، فمثلاً عندما تمرض لابُدّ لك من أن تذهب إلى الطبيب ليُساعدك على الشفاء، وعندما تريد أن تقدم أي دعوة قانونية في المَحكمة لا بُدَّ لك من أن تستعين بالمحامي لكي يساعدك على حلها
إنَّ التعاون هو أساس النهضة في المُجتمعات ، حيث أنَّ الشركات الناجحة والمؤسسات الكبيرة في العالم، تقوم على مبدأ التعاون الفعال والتضامن بين الأفراد العاملين فيها، والذينّ يَسعون لتطوير أنفسهم ومُجتمعاتهم
يُساعد التعاون على زرع الألفة والمحبة بين الناس، ويجعلهُم مُرتبطين مع بعضهم، ومُستعدين لتقديم يد العون والمُساعدة لكل من يحتاج إليها
يُفسِح التعاون المجال أمام الأفراد لكي يتعرفوا على بعضهم البعض، وعلى عاداتهم وعلى تقاليدهم في حال كانوا ينتمون إلى مُجتمعات مُختلفة، وهذا ما يُساعد على زرع الألفة بين البشر
التعاون في الإسلام:
لقد جاءت آياتٌ قرآنيةٌ عديدة، وأحاديثُ نبويةٍ شريفةٍ تدلّ على أهمية التعاون في حياتنا، كما أنَّ النُصوص الشرعية وردت بالخطاب الجماعي، حيث أنَّ قوله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم: (أيُّها الناس) وَرَدَ عشرين مرة، وقولهُ سُبحانه وتعالى: (يا أيُّها الذين أمنوا) وردت 89 في القرآن الكريم، وقولهُ عزَّ وجلّ: (بني آدم) ورد خمس مرات، كل هذا يعد دليلاً على أهمية التعاون والإجتماع في الدين الإسلامي،