- دور المجلس الانتقالي الدولي يزداد
- روسيا تطمح لقاعدة عسكرية في جنوب اليمن
قال خبير وباحث أمريكي مقيم في العاصمة الروسية موسكو بأنّ «دور المجلس الانتقالي الدولي آخذ في الازدياد»، وأنه «لا توجد أي من العقبات الدولية أو المحلية التي تحول دون أن يلعب المجلس الانتقالي دورًا في عملية السلام النهائية التي تشرف عليها الأمم المتحدة»، معتبراّ زيارة الوفد الجنوبي الأخيرة إلى موسكو «مهمة لكلا الطرفين.»
وأجرى "سوث24" حواراً نصياً مع أندرو كوريبكو، محلل سياسي أمريكي وصحفي مقيم في موسكو، للوقوف على أبعاد زيارة وفد المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، إلى موسكو الأحد الماضي، والتي اختتمت اليوم الخميس، وفقاً لتصريح المتحدث الرسمي للمجلس.
وكوريبكو عضو في مجلس الخبراء لمعهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات في جامعة الصداقة الشعبية في روسيا. وهو متخصص في الشؤون الروسية والجغرافيا السياسية. وكتب مؤخراً عدد من المساهمات والتحليلات التي تناقش دور روسيا في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر والأزمة في اليمن.
وأكّد كوريبكو في هذا الصدد أنّ "روسيا حريصة على إحياء العلاقات الجنوبية الروسية، لكنّ الشكل الدقيق سيعتمد على النتيجة النهائية لعملية السلام."
واعتبر المحلل الأمريكي أنّ زيادة حضور المجلس الدولي تعزز من "هدف المجلس المتمثل في تحقيق الاستقلال الذاتي ضمن هذا الحل، نحو استخدام ذلك كنقطة انطلاق نحو إحياء الاستقلال على المدى الطويل."
ولم يستبعد كوريبكو أن تطمح روسيا لتوسيع نفوذها في المياه الدولية في البحر العربي، وإمكانية إنشاء قاعدة عسكرية لها في خليج عدن أو سواحل جنوب اليمن.
وقال كوريبكو لـ "سوث24" أنّ من شأن ذلك «أن يحفّز جزئيًا على احتضان موسكو للمجلس الانتقالي الجنوبي.»
واستبعد كوريبكو أن تدعم روسيا «استقلال جنوب اليمن من جانبٍ واحد إذا كان ذلك سيضر بعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص في حالة عدم اتفاق أحدهما أو كليهما مع هذا الهدف السياسي.»
وقال الخبير الأمريكي أنّ الدور الدبلوماسي المتنامي لموسكو في اليمن من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي سيساعد على تحقيق عملية "التوازن" التي تسعى روسيا لتحقيقها في الشرق الأوسط.
وأضاف «يُمكن لروسيا التوسط في اتفاق يتم بموجبه جعل اليمن فيدرالية في نهاية المطاف على طول المحور الشمالي الجنوبي وفقًا لتقسيمها الإقليمي التاريخي.»
هناك ثلاث ملفات حملها وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى موسكو، بحسب تصريحات مسؤولي المجلس، وهي ضرورة مشاركة المجلس - كممثل للشعب في الجنوب - في مفاوضات السلام النهائية في اليمن برعاية الأمم المتحدة؛ دعوة روسيا إلى تعزيز حضورها في الأزمة اليمنية، وإحياء العلاقات الجنوبية الروسية (الإرث التاريخي)؛ وإقناع الموقف الرسمي الروسي بدعم قضية استقلال جنوب اليمن (الدولة - حليف موسكو في ذلك الوقت - التي كانت قائمة حتى عام 1990).
1.كيف تقرأ بشكلٍ خاص الموقف الروسي المتوقع من هذه الملفات الثلاثة؟
أندرو كوريبكو: يتمتع الملفان الأولان بفرصة أكبر للنجاح، في حين أنّ الملف الثالث بعيد الاحتمال وغير واضح. يميل الموقف الدبلوماسي لروسيا إلى دعم مشاركة جميع أصحاب المصلحة الشرعيين في حل أزمة بلد ما. يتّضح هذا من خلال مقاربتها للصراع السوري، حيث نظمت موسكو عملية أستانا للسلام التي شهدت مشاركة القوات الحكومية إلى جانب مجموعة واسعة من القوات المناهضة للحكومة. لم تشارك بعض الجماعات الكردية بسبب اعتراضات تركيا، لكنّ روسيا تُصرّ على أنه لا يزال يتعين عليها لعب دور. هذا النهج قابل للتطبيق على الصراع اليمني، لا سيما فيما يتعلق بالمجلس الانتقالي الجنوبي، لأنه معترف به رسميًا كصاحب مصلحة شرعي في البلاد من قبل حكومة هادي المعترف بها دوليًا.
كما أنّ المشاركين الرئيسين في الحرب على الأرض، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، يعترفون بدور المجلس الانتقالي الجنوبي، لذلك لا توجد أي من نفس العقبات الدولية أو المحلية التي تحول دون أن يلعب المجلس الانتقالي دورًا في عملية السلام النهائية التي تشرف عليها الأمم المتحدة، كما هو الحال مع الأكراد السوريين على سبيل المثال. لهذا السبب، من المتوقع أن تدعم روسيا المجلس الانتقالي الجنوبي في هذا الصدد.
أما بالنسبة للملف الثاني، فيبدو أنّ روسيا حريصة على إحياء العلاقات الجنوبية الروسية، لكنّ الشكل الدقيق سيعتمد على النتيجة النهائية لعملية السلام. في الوقت الحالي، جنوب اليمن ليس معترف به ككيان مستقل داخل حدود اليمن المعترف بها دوليًا مع الحق التلقائي في عقد اتفاقيات ملزمة قانونًا مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
بعضها مثل الإمارات لديها مثل هذه الاتفاقات على أساس ثنائي، لكن قد تكون روسيا مترددة في إبرام اتفاق مماثل خوفًا من مخالفة السابقة الكردية السورية التي أدانتها سابقًا لكونها عارضت توقيع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على اتفاقيات مماثلة مع الحكومة الأمريكية.
ومع ذلك، لا يزال التعاون البراغماتي ممكنًا، لكنه سيكون مثاليًا من وجهة نظر روسيا مراعاة حساسيتها الإقليمية تجاه القضية في عدم الرغبة في الظهور بمظهر النفاق تجاه الملف السوري، إذا تم الاعتراف في نهاية المطاف باليمن الجنوبي كمنطقة حكم ذاتي داخل حدود اليمن المعترف بها دوليًا، تمامًا مثل كردستان العراق داخل العراق (التي تربط موسكو علاقات وثيقة جدًا معها في الوقت الحاضر) قبل أن تضع روسيا اتفاقيات جادة مع المجلس الانتقالي الجنوبي على مستوى تلك التي عقدها المجلس بالفعل مع الإمارات العربية المتحدة.
فيما يتعلق بالموضوع الأخير المتمثل في دعم روسيا لاستقلال جنوب اليمن مجددًا، فلا يمكن توقّع أي شيء جدي. علاقات موسكو مع المجلس الانتقالي الجنوبي مستقلة رسميًا عن تلك التي تربطها بأي لاعب سياسي آخر، لكن في الواقع، طغت عليها علاقات الكرملين المحسّنة مع دول مجلس التعاون الخليجي. لهذا السبب، ليس من المتوقع أن تدعم روسيا استقلال جنوب اليمن من جانب واحد إذا كان ذلك سيضر بعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص في حالة عدم اتفاق أحدهما أو كليهما مع هذا الهدف السياسي.
وبدلاً من ذلك، ينبغي توقع أن تنحاز روسيا عن كثب إلى أي موقف رسمي لدول مجلس التعاون الخليجي تجاه هذه القضية لأنّ هذه الكتلة هي أقوى قوة أجنبية تعمل في اليمن في الوقت الحالي. إذا كان هناك نزاع بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حول استقلال جنوب اليمن، فمن المحتمل أن تُدلي روسيا ببعض التصريحات الغامضة من أجل تمكينها من التكيّف بمرونة مع الجانب الفائز، لكنها لن تقول أو تفعل أي شيء للضغط على أي طرف.
قد يكون هناك حنين إلى الحقبة السوفيتية للعلاقات المستقبلية بين روسيا واليمن الجنوبي الذي تم إحياؤه، لكنّ موسكو في الوقت الحاضر ليس لديها الوسائل لدعم البلاد كما كان من قبل، وربما لن تكون الشريك الأساسي لعدن في هذا السيناريو على أي حال.
2. من وجهة نظرك، ماذا تعني هذه الزيارة للطرفين؟
الزيارة مهمّة لكلا الطرفين. يستطيع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يُظهر لحلفائه في دول مجلس التعاون الخليجي ولغيرهم من اليمنيين أن دوره الدولي آخذ في الازدياد مع إدراك موسكو لأهميته لعملية السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة. يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز هدف المجلس المتمثل في تحقيق الاستقلال الذاتي ضمن هذا الحل، نحو استخدام ذلك كنقطة انطلاق نحو إحياء الاستقلال على المدى الطويل.
من المنظور الروسي، أظهر الكرملين للعالم أنّ نفوذه الدبلوماسي ينتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأنّ الأحزاب الإقليمية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي تعتبره لاعبًا مهمًا ودعمه السياسي مطلوبًا بشدة، لا سيما بسبب مكانته في مجلس الأمن الدولي.
على نطاق أوسع، تشير روسيا لإيران بأنها تؤسس دورًا سياسيًا صاعدًا في بلد آخر حيث تعتبر طهران نفسها فيها مؤثرة، وهو جزء من المنافسة غير الرسمية بين البلدين في جميع أنحاء المنطقة والتي لا تزال قائمة على الرغم من التنسيق الجزئي في مكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. بمرور الوق ، قد يصبح هذا رافعة لنفوذ آخر يمكن لروسيا أن تمارسها في سعيها للضغط على إيران للتنازل عن وجودها العسكري في سوريا كجزء من صفقة إقليمية أكبر لحل هذا الصراع الطويل الأمد.
قاعدة عسكرية
3. تطوّر دور روسيا مؤخرًا في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر، على سبيل المثال، وجودها الواسع في سوريا، فضلاً عن إنشاء القاعدة البحرية قبالة سواحل السودان.
* كنت أنت قد نشرت تقريرًا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، تحدثت فيه عن "محور الأمة"، وذكرت فيه أن روسيا تتجه الآن "جنوبا". هل تعتقد أنّ روسيا قد تطمح إلى توسيع نفوذها العسكري في المنطقة بالعمل على إنشاء قاعدة عسكرية في خليج عدن وسواحل جنوب اليمن؟
نعم، هذا ممكن بالفعل ويمكن أن يحفّز جزئيًا على احتضان موسكو للمجلس الانتقالي الجنوبي. لا تستطيع روسيا دعم جنوب اليمن (سواء كحركة أو منطقة حكم ذاتي، أو دولة مستقلة) كما فعلت خلال الحقبة السوفيتية، لكن لا يزال بإمكانها تقديم بعض الدعم الاقتصادي المنخفض المستوى ولكن أيضًا التعاون العسكري رفيع المستوى. هذا البعد الأخير هو الذي من شأنه أن يخدم المصالح الكبرى لكلا الطرفين. تسعى روسيا حاليًا إلى إجراء "توازن" حساس للغاية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة بهدف جعل نفسها لاعبًا لا غنى عنه فيما يسمى "الشرق الأوسط الكبير" بقصد استبدال دور أمريكا هناك، ولكن بطريقة أكثر إيجابية وأقل عنفًا، ومستقرة.
كما يهتم المجلس الانتقالي الجنوبي بتنويع علاقاته الأمنية لتجنب الاعتماد المفرط على أي شريك واحد، وهو الإمارات العربية المتحدة في هذا السياق. من الطبيعي أن تقوم أي حركة أو دولة حكم ذاتي أو دولة مستقلة بذلك، لذلك لا يوجد أي شيء سلبي يتم التلميح إليه بشأن العلاقات الاستراتيجية للمجلس الانتقالي الجنوبي مع الإمارات.
مهما كان الأمر، لا يريد المجلس الانتقالي الجنوبي اتخاذ أي خطوات يمكن أن ينظر إليها بطريقة "غير ودية" من قبل أكبر شريك دولي له، ومن هنا تأتي الحكمة في السعي لتحقيق "التوازن" في العلاقات مع قوة صديقة للإمارات مثل روسيا. وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاقات الروسية الإماراتية قد تعززت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، لذا فإنّ موسكو هي "شريك التوازن" المحايد للمجلس الانتقالي الجنوبي.
من منظور أوسع ، تسعى روسيا حاليًا إلى توسيع نفوذها في إفريقيا وتهدف إلى القيام بذلك من خلال إعادة دخول القارة عبر منطقة البحر الأحمر. وقد وافقت بالفعل على إنشاء قاعدة بحرية في السودان... وهي نشطة عسكريًا للغاية في دعم السلطات المعترف بها دوليًا في جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة. نظرًا لأنّ منطقة البحر الأحمر وخليج عدن أصبحت ذات أهمية متزايدة للتجارة الدولية بين غرب وشرق أوراسيا، فقد أصبحت أيضًا مهمة بنفس القدر للتجارة بين أوراسيا وأفريقيا.
من شأن الوجود العسكري في جنوب اليمن أن يساعد في تعزيز دور روسيا كلاعب جاد في هذا الفضاء المتشابك.
من الناحية العملية، لن يتم استخدامه لإبراز القوة الجادة، تمامًا كما لن يتم استخدامه في السودان أيضًا، ولكنه سيحمل دورًا رمزيًا للغاية يمكنه بسهولة رفع مكانة روسيا كقوة عظمى. هذا مهم للغاية بالنسبة للكرملين، خاصة وأنّ العديد من أولئك الذين يؤثرون في سياسته الخارجية يشعرون بالحنين إلى إحياء مجد موسكو العالمي في الحقبة السوفيتية.
أيضاً قد يسهل ذلك الاستجابة السريعة للأزمات الإقليمية في المستقبل، سواء لإجلاء المواطنين الروس و / أو الحلفاء أو حتى التدخل على أساس عسكري محدود بدعوة من السلطات المعترف بها دوليًا.
يمكن الاستفادة من السيناريو الأخير بدوره كما هو الحال في سوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى للحصول على عقود اقتصادية مربحة هناك في المقابل.
الدور الحاسم
4. وفقا للعديد من الخبراء، أصبحت اليمن ساحة معقدة لصراع القوى الدولية الكبرى. تتمتع روسيا في اليمن بعلاقات جيدة مع أطراف الأزمة، وكذلك مع إيران والسعودية والإمارات. ما هو الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه موسكو في هذا السياق؟
يتمثل أحد الأهداف الاستراتيجية الكبرى المعاصرة لعمل "التوازن" الروسي في الشرق الأوسط في وضع نفسها على أنها اللاعب الوحيد القادر على التوسط بمصداقية بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي. يساعد الدور الدبلوماسي المتنامي لموسكو في اليمن من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي على تحقيق هذا الهدف. من الناحية المثالية، قد يبدو الأمر بعيد المنال بعض الشيء في الوقت الحالي ولكن مع ذلك لا ينبغي رفضه، يُمكن لروسيا التوسط في اتفاق يتم بموجبه جعل اليمن فيدرالية في نهاية المطاف على طول المحور الشمالي الجنوبي وفقًا لتقسيمها الإقليمي التاريخي. يُمكن أن يكون هناك تقسيمات فيدرالية أخرى داخل كل نصف مكون، لكن هذين القسمين سيكونان الأكثر أهمية.
هذه النتيجة ستمثّل حلاً وسطاً متساوياً بين جميع الأطراف المتحاربة وتجمّد بشكل أساسي الوضع العسكري والسياسي هناك. سيظل الشمال محكومًا من قبل أنصار الله بينما سيكون المجلس الانتقالي الجنوبي أهم لاعب سياسي في الجنوب. قد تظل حكومة هادي المعترف بها دوليًا مسؤولة بشكل رمزي، لكنها ستظل تمتلك القليل من القوة في الواقع، لا سيما على الشمال، مع تأثيرها الحقيقي الوحيد من خلال الشراكة المستمرة مع المجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب. سيكون لكل جزء رئيسي من البلاد استقلال ذاتي واسع لكن بعض القضايا ذات الأهمية الوطنية ستتخذ من الحكومة الفيدرالية.
ذات صلة : روسيا: ناقشنا مع المجلس الانتقالي الوضع في الجنوب بالتفصيل
يمكن أن يشمل ذلك، على سبيل المثال، الدفاع الوطني وأمن الحدود والسياسة الخارجية، على الرغم من أنه من الناحية النظرية يمكن أن تتمتع كل وحدة مستقلة بسلطات بعيدة المدى لضمان الأمن داخل وحدتها الخاصة والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الأطراف الأجنبية. هذه مجرد اقتراحات بالطبع، لكنها الحل الأمثل لروسيا، خاصة إذا ساعدت في التوسط في مثل هذه الاتفاقية. من الناحية النظرية، على الأقل، ستكون قادرة على الحفاظ على "التوازن" بين جميع الأطراف الخارجية والداخلية في النزاع اليمني، وبالتالي الاستفادة من علاقاتها الوثيقة مع كل طرف.
هذا الأمر يمكن أن يكون نقطة انطلاق لمفاوضات أوسع لدراسة جدوى هذه المقترحات. يُمكن لكل طرف بعد ذلك أن يقرر مدى شعوره بالراحة مع كل جانب من جوانب هذه الخطة. .. يمكن أن يكون دور روسيا طوال العملية هو التوسط بين الأطراف، واقتراح مقترحات أخرى كمراقب محايد، وإذا لزم الأمر، تقديم المساعدة لنقل كل شيء إلى المرحلة التالية.
5. كيف تقرأ الصراع في جنوب اليمن بشكل خاص واليمن بشكل عام؟
لقد كان الصراع كارثة على الجميع ومأساة حقيقية. هناك العديد من الخلافات المعقّدة التي تفاقمت من خلال تدخل أطراف أجنبية بغض النظر عن نيتهم في الانخراط. سيكون الحل الدائم الوحيد هو الذي يعترف بالمصالح الأساسية لكل مشارك محلي..، ستكون النتيجة الأقل تكلفة هي تجميد الوضع الحالي للشؤون السياسية والعسكرية من أجل إعطاء الأولوية لشحن المساعدات لجميع اليمنيين والتركيز على إعادة إعمار البلاد بأكملها.
ومع ذلك، فمن المفهوم لماذا يفضّل بعض المشاركين (محليًا وخارجيًا) مواصلة الحرب لتحقيق أهدافهم، لكن القيام بذلك في هذه المرحلة في خضمّ المأزق الحالي لن يؤدي إلّا إلى إطالة المعاناة الجماعية للبلاد.
لهذا السبب، من الأفضل التركيز فورًا على حل سياسي واقعي يأخذ في الاعتبار مصالح الجميع بشكل واقعي قدر الإمكان، لا سيما مصالح المجلس الانتقالي الجنوبي.