أعوام مرت وسنوات أنقضت ومدن تفجرت ومساجد هدمت وكتب العلماء مزقت واروح جسدية قطعت وصلبت حتى أصبح ماء البحر ومياه الفرات ممزوجة بالدماء ، فمنذ التحالف الأمريكي على العراق قتل الآلآف من المفكرين والأدباء والعلماء في ذلك الغزوا فكانت حرب شرسة أبادت الأخضر وأليابس ودمرت حضارات وثقافات وقتلت أفكار وعلم وحياة وأعدمت الزعماء والقادة ..
تحالفات هدامة أغتالت شعب بأكمله بل والأشد من ذلك ألمآ وحزنآ وجرحآ لا يندمل أن تلك التحالفات عبثت في تلكم الشعوب التي كان حلمها وآمالها أستقرار الأمن والحياة بأمان والعيش بكرامة ،ولازالت بغداد الى يومنا هذا وهي مجروحة وتبحث عن نفس الحياة بين ركام النهب والطمس والإفساد والحرمان..
وبعد فترات زمنية عملت تلك التحالفات بين الدول العظمى على إسقاط النظام الليبي وشكلت تلك التحالفات قوة لا يستهان بها فضربت أعماق المدينة وشردت وانتهكة وسفكت الدماء واغتالت كل ثائر ومناضل حر وشكلت تلك التنظيمات الإرهابية وزرعت تلك الجماعات وأثارت الفوضى حتى استطاعت تلك التحالفات الغربية من استنزاف الثروات وسرقت الموارد والشعب يتصارع بين الطوائف والمعتقدات والانتماء الوطني فأنهارت العاصمة طرابلس وسقطت ليبيا في أيادي داعشية ولازال الصراع قائم حتى اللحظة ..
وهنالك من سواحل البحر الأبيض المتوسط من على تلك الجبال الخضراء والمدن الجميلة اخترقت تنظيمات إرهابية الأجواء الشامية و تسللت تلك القوى بدعم غربي وتحالف عربي وأرادة بأفعالها وتحالفاتها تدمير الحضارة الدمشقية ،ومع اشتداد المعارك في بعض المدن وهجوم أمريكي تركي وتحالف عربي ضرب عمق العروبة والحضارة والثقافة والعلم والجمال ، وهنأ ضهرت حقيقة بعض نوايا الدول ومؤامراتهم وتحالفاتهم الخبيثة ودعمهم لتلك التنظيمات الإرهابية في التوغل والانتشار في أراضي وأجواء المدن السورية ولكن الجيش العربي السوري حامي عرين الشام وقائدها البطل الزعيم الأسد كان لهم بألمرصاد فأسقطت تلك المؤامرات بعد معارك وحروب ضاريه وأنتصرت سوريا العروبة سوريا الصمود والقوة والشموخ وهزم الأعداء عند أبواب دمشق وفي جبال حلب وعلى شواطئ حماة واللاذقية.
وبعد ذلك بداءت التحالفات السياسية الغربية والعربية مرحلة الربيع العربي وماحصل من إسقاط للأنظمة وتهيئة للثورات وأشعلت الشعوب حماسها وهي ظمن خطة غربية بايادي عربية وعناصر داخلية اتخذت تلكم الشعارات لأغراض وأهداف ومصالح حزبية وطائفية فتانة وأصبح ذلك المواطن المسكين لا حول له ولا قوة يتجرع ويلات المصائب وفتن القوم ومؤامرات الأعداء حتى فقد وطنه وماله وأجزاء من جسده أن لم نقل قتل بطريقة غدارة وجبانه..
ومن على ضفاف نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة والتي حصلت على نصيبها من الفوضى وإشعال نار الفتنة وكان للجيش المصري كلمة الفصل وسيد الموقف بعد أن أرادة تحالفات بعض الدول لإسقاط مصر العروبة بيد الأخوان المفلسين وتحالف تلك الجماعات مع قوى الشر وكان مصيرها ومآلها السقوط الفاضح والخروج من مستنقع الفوضى والشغب إلى السيادة والأمن والأمان ..
ومن هنأ من أعلى قمم جبال ردفان وضالع الصمود ويافع العزة وعدن الحضارة بداءت أصوات الجنوبيون ترتفع مطالبة بالحرية والأستقلال وأستعادة الدولة الجنوبية ذات السيادة بعد أن حكمت الدولة تحت سيطرة نظام جائر ومتسلط وقمعي ومحتل نهب البلاد واستحوذ على كل موراد وممتلكات الجنوب ، وبكل قوة وصلابة وشجاعة انطلقت المظاهرات والاعتصامات وسط زحف للقوات الشمالية المحتله لإسكات تلكم الأصوات واخماد هذه الثورة التي استطاع رجالها وابطالها الجنوبيون أن يسطروا أروع النضالات والبطولات فقتل أبرز المناهضين واعتقل خيرة الرجال وسجن الأبطال وعذب الشباب الثائر وقمع بعض الثائرين في ميادين الشرف والاعتصام،وبعد مرور سنوات عجاف وايام عصيبة وحرب تدخلت القوى الخارجية ألفارسية مع الموالين لها من الحوثيين واقتحمت العاصمة صنعاء وسيطر التمرد الحوثي على أجزاء كبيره من الشمال وبعد أن توقل وامسك في بعض مفاصل الدولة بداء يبرز قوته وعضلاته على الجنوب إلا إن الشعب الجنوبي استطاع التصدي للتمرد الحوثي والمد الفارسي الذي لاتوجد له أي حضانة في الجنوب وبين ليلة وضحاها تحالفت دول الخليج وشكلت تحالفات جديدة مع رجال وإبطال الجنوب الذين كان شعارهم هو النصر واستطاعوا دحر المحتل الحوثي وأعوانه وتم هزيمتهم وطردهم وهم أذلة صاغرين..
وبفضل الله ثم بفضل التحالف العربي وتضحية أبناء الجنوب الأحرار هزم التمرد الحوثي وهزم المشروع الفارسي في جنوب اليمن وأنتصرت الإرادة والعزيمة الفولاذية لأبناء الجنوب وشكل ذلك الانتصار مرحلة تاريخية عظيمة وفاصلة في انتصار السيادة العربية والجنوب العربي..
فهل تعي وتدرك تلك الشعوب مدى تأثير تلكم السياسات على مصالح المواطن ودمار الأوطان..
ومن زاوية خليجية وأهداف آيدلوجية وسياسة غربية استطاعت الدوحة أن تعود إلى أحظان الخليج العربي بعد خلاف طويل وحظر جوي وبري وبحري وبعد سنوات من الحصار الشامل عادة الأمور إلى مجاريها وعادة الدوحة علاقاتها وقواعدها مع الرياض ، ونأمل من هذه الخطوة العربية في إيجاد حلول وسلام شامل في المنطقة العربية والخليج بعيدآ عن التحالفات الشريرة والنوايا القبيحة والأفكار الهدامة التي جلبت الحروب والدمار للمنطقة والخراب والويل للشعوب
د.صابر الحالمي