يقف الحاج علي في وسط شارع الذهب بمدينة الشيخ عثمان في العاصمة عدن مبتسمًا ومبتهجًا بفعل إزالة العشوائيات التي كانت عائقا أمام منزله الواقع في نفس الشارع، فالاختناق المروري الذي يغطي شارع الذهب أصبح من الماضي و،عطى الشارع رونقا بهيًا.. ذلك الشارع الذي ظل مكتظا بالبسطات العشوائية التي غطته تماما ومنعت سيارات المواطنين من المرور فيه.
تلك الاستحداثات غير المبررة كانت تؤرق الحاج علي والمواطنون القاطنون في المدينة.
وتعد مدينة الشيخ عثمان أحد أهم المدن التجارية التسويقية في العاصمة عدن كونها نقطة التقاء مديريات العاصمة عدن، وكذا وجود المحلات التجارية الكبيرة والرئيسية للتجار والشركات سواء أصحاب المواد الغذائية أو المواد التكميلية أو مواد البناء، وكذا وجود عدة مولات للتسوق الحر.
وتعد المدينة منطقة التقاء باقي المحافظات المجاورة كمحافظة لحج والضالع وأبين، والمحافظات الشرقية وكذا المحافظات الشمالية، فالزائر لمدينة عدن لا بد له من الوصول أولا إلى مدينة الشيخ عثمان ومن بعدها يبدأ التنقل إلى مديريات العاصمة المختلفة.
الحاج علي كبير بالسن ولا يستطيع تجاوز الشارع نظرًا لزحمة السير للوصول إلى المسجد لأداء صلاة العشاء، الذي لازم على تأديتها طيلة عمره، لكنه اليوم يقطع الشارع بكل أريحيه وبسرعة دون عوائق كما كانت قبل الحملة الأمنية التي عملت على إفساح طريق الحاج لأداء صلاته وكثير من كبار السن.
يمر الزمن ويكثر معه الانفجار السكاني المتزايد، ويرافق ذلك تغطية الشوارع بالبسطات للبائعة والمتجولين الذين يزدادون يوما عن يوم بخنق الشارع، فلا حكومة تسطيع أن ترتب عمل البسطات الذين سدوا مداخل الشارع طيلة سنين عديدة.
فالسلطات المتعاقبة لمدينة عدن غطت الطرف عن الازدحام في الشوارع، وما يسببه من تكدس القمامة وخنق المدينة، وهذه كله سبب خلق منظر غير حضاري لمدينة عدن، وحولها إلى بؤره للعشوائيات والاستحداثات والبناء على جوانب الشوارع والطرقات مما فاقم الأزمة التي بدأ المحافظ لملس بحلها إلى جانب تطبيع الخدمات اليومية للمواطنين من كهرباء وماء وطرقات.
لملس وإنقاذ ما تحت الأنقاض
منذ تولي المحافظ الجديد زمام المحافظة دخل المحافظ بقوة في سبيل تحقيق الخدمات الأساسية للمواطنين وأعطى أولوية خدمة الشعب نصب عينه.
ومنذ وصول المحافظ لملس، الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى سدة المحافظة عمل الرجل القوي على الوصول للخدمات إلى الأفضل, فالكهرباء في تحسن دائم، فهي المعضلة التي ظلت وما زالت تؤرق عمل المحافظ الجديد الذي وعد بأنه سيوليها اهتماما خاصا، وكذا وجود الإرادة لمحاربة الفساد والتسيب الذي رافق عمل المؤسسات الخدمية في العاصمة عدن.
فالحزم الذي بدأ به المحافظ لملس لتطهير المؤسسات الحكومية من المتسيبين والمفسدين أمرا أعطى ارتياحا لعامة المواطنين الذين باتوا ينظرون إلى المحافظ على أنه "المنقذ لهم".
لملس يشبه سالمين
"أملي بالله كبير بأن المحافظ لملس يشبه الرئيس سالمين، لدي أمل كثير بأنه سيصلح البلد وينهض، بها وأصبحت متيقنا من ذلك".. بهذه الكلمات البسيطة، والبشاشة تغمر وجهة تحدث/ الحاج علي عن أمله بعودة عدن إلى الزمن الجميل، زمن سالمين الذي أصبح أيقونة لكل جنوبي عايش تلك الحقبة التي ساد فيها العدل والعمل والنهوض بالمؤسسات الخدمية والصناعية والزراعية.
التحديات وقهر المستحيل
أكثر من مائة يوم منذ تولي المحافظ لملس قيادة العاصمة عدن وهو لم يهدأ ولم يستكن، وكل يوم يصول ويجول ويزور المرافق الخدمية للاطمئنان على العمل وكيفية الدوام وكل تحركاته المفاجئة والعلنية أصبحت كابوسا على مدراء تلك المقرات الحكومية.
فالمحافظ أصبح كابوسا لمدراء المرافق الحكومية فهو حازم في قراراته، وعندما يرى أي تقصير في عمل أي مرفق يكون الحساب جاهزا على الطاولة وقرار الإقالة شخطة قلم هي المتعارف عليها.
وفي ظل الفترة الزمنية القصيرة المثٌخنة بالعراقيل في ظل عدم وجود حكومة تمارس عملها من العاصمة عدن حاول المحافظ تغطية الفراغ ولملمة الجراح التي تشهدها عدن من خلال التحديات التي كانت أمامه.
فالتحدي الأكبر هو كيفية معالجة الأزمة الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطن وتحسين الخدمات الأساسية التي ظلت حبيسة الصراعات السياسية.
استطاع المحافظ من خلال تواجده في عدن فتح ثغرات مهمة، وصّلته الى إطلاق رواتب العسكريين الجنوبيين ورفع الاعتصام الذي أقامة العسكريون أمام مقر التحالف العربي للمطالبة برواتبهم المتأخرة، وهذا الإنجاز ما كان أن يحصل لولا حنكة ومرونة المحافظ في تذليل الصعوبات التي كانت شائقة.
واستطاع المحافظ أيضا إقناع نقابة "المعلمين الجنوبيين" من رفع الإضراب الكلي الذي دشنته النقابة على مستوى الجنوب للمطالبة بحقوق المعلمين الاستحقاقية، والعلاوات التي تطالب بها النقابة من الحكومة كواجب إلزامي، حيث توصل المحافظ مع النقابة وحصل على وعود من الحكومة بمعالجة الإشكالية وحلها بأقرب وقت مما أدى إلى رفع الإضراب الكلي وأعاد الطلاب إلى مدارسهم بعد انقطاع دام أكثر من عام.
ومن التحديات التي واجهت المحافظ واستطاع المحافظ التغلب عليها سفلتة وترميم الطرقات في العاصمة عدن، وإنجازها بفترة قصيرة وبمواصفات جيدة، فالخط البحري الرابط بين مديريات عدن تم تجهيزه ويجري العمل فيه بوتيرة عالية.
والمتتبع لعمل المحافظ لملس يدرك مدى حماسة الرجل للنهوض بالعاصمة عدن والوصول بها إلى مكانتها كمدينة سياحية وعاصمة رائدة ظلت دوما محطة إلهام الشعراء والمفكرين على مستوى العالم.