بارك المجلس الانتقالي الجنوبي نجاح انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي احتضنتها مدينة العُلا في المملكة العربية السعودية الشقيقة أمس الأول الثلاثاء.
وثمّن المجلس، في تصريح صحفي، على لسان المتحدث الرسمي باسم المجلس المهندس نزار هيثم، الدور الذي اضطلعت به قيادة دولة الكويت الشقيقة تجاه تحقيق التقارب الخليجي والعربي.
وقال م/هيثم في التصريح الصحفي: "يبارك المجلس الانتقالي الجنوبي نجاح انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي احتضنتها مدينة العُلا في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ويثمن المجلس الدور الذي اضطلعت به قيادة دولة الكويت الشقيقة تجاه تحقيق التقارب الخليجي والعربي، مشيداً في الوقت ذاته بالدور الريادي للمملكة العربية السعودية والمكانة المرموقة التي تتبوأها على مستوى المنطقة".
وأضاف: "وإذ يعرب المجلس عن تقديره لكافة الجهود الهادفة إلى تعزيز العمل العربي المشترك، فإنه يؤكد دعمه لمبدأ السلام، وإسناد أي تحركٍ فعّال من شأنه الإسهام في حماية الأمن القومي العربي، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين".
وتابع: "ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي ضرورة الاستفادة القصوى من التقارب الخليجي والعربي لتوحيد الجهود لمجابهة مختلف التحديات الأمنية وعلى رأسها التهديدات الإيرانية المتمثلة في ميليشيات الحوثي، وكذلك جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما، منوهاً إلى أن السلام والاستقرار يستوجب موقف حازم ومشترك يتصدى لمشاريع التمدد الإيراني، وتغول جماعات الارهاب والتطرف، علاوة على التحديات الاقتصادية والإنسانية الراهنة".
واستطرد: "يأمُل المجلس الانتقالي الجنوبي أن يسهم هذا التقارب في تهيئة البيئة المواتية لمعالجة الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يعانيها شعبنا من خلال دعم حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، والبدء في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتسريع تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، بما في ذلك تشكيل الوفد التفاوضي المشترك بين طرفي الاتفاق، وصولاً إلى تهيئة الوضع للعملية السياسية الشاملة التي ترعاها الأمم المتحدة".
واختتم هيثم تصريحه بالقول: "يتطلع المجلس إلى دور إيجابي تجاه قضية شعب الجنوب، واحترام إرادته وتطلعاته المشروعة وحقه في تقرير مصيره".
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان افتتح القمة في وقت سابق من الثلاثاء، حيث أشاد بالدورين الكويتي والأميركي لرأب الصدع بين دول المنطقة، مؤكدا على دور القمة في تعزيز أواصر الأخوة.
واعتبر ولي العهد السعودي أن: "الأنشطة الإيرانية تهدف لزعزعة الاستقرار بالمنطقة"، مؤكدًا: "نواجه تحديات السلوك الإيراني التخريبي".
بدوره، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إن هناك تفاؤلا كبيرا جدا مما جاء في بيان العلا، مؤكدا أن بلاده متفائلة ببيان العلا حول التضامن العربي.
وأضاف قرقاش: "نحن في الإمارات على قناعة بأهمية إعادة بناء الثقة بكل شفافية، فهناك حاجة لإعادة بناء الثقة لإقامة علاقات شفافة وقوية بين دول الخليج".
وتابع: "نحن أمام فرصة حقيقية يجب البناء عليها، والحضور المصري في القمة الخليجية يحمل رسائل مهمة، والتزام مصر ببيان التضامن يؤكد وجود رغبة حقيقية لإنهاء الأزمة مع قطر"
وأكمل: "نحن في نفس القارب ونواجه التحديات نفسها، وأمن الإمارات هو جزء من أمن محيطه".
ردود فعل
وعلق سياسيون وصحافيون حول المصالحة الخليجية، والتي بدأت الاثنين بفتح الحدود البرية والبحرية بين قطر والسعودية، وتواصلت الثلاثاء، بحضور أمير قطر، القمة الخليجية الـ 41 لدول الخليج، والتي انعقدت في مدينة العلا بالسعودية.
وباركوا هذه المصالحة، واعتبروها شأنا خليجيا إن لم تنعكس على الجنوب وتتوقف قطر عن دعم الحوثي والإخوان والتحريض ضد جهود الأمن والاستقرار.
واشاروا إلى أن الموقف الجنوبي ينطلق من موقف تلك الدولة تجاه قضية الجنوب.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول الشؤون الخارجية للانتقالي في أوربا، أحمد عمر بن فريد عبر (تويتر): "نبارك لدول الخليج المصالحة ونتمنى كل الوفاق والسلام والتعايش الطبيعي، فيما بين كل الدول العربية، بلا استثناء، وموقفنا من أي دولة يتحدد من موقفها سلبا أو إيجابا من قضية الجنوب التي هي قضية دولة عربية مستقلة شأنها شأن أي دولة عربية أخرى".
وأكد: "نحن شعب عربي حر يأبى إلا أن يعيش حرا على أرضه".
أما مدير تحرير صحيفة "4 مايو" الصحافي علاء عادل حنش فقال: "فيما يخص المصالحة الخليجية بين السعودية وقطر، كجنوبيون نرحب بأي مصالحة عربية توحد صف العرب نحو العدو الحقيقي، غير أننا في الجنوب لن نسمح بأي ممارسات مشبوهة، كانت، ومازالت، تُمارس ضد شعب الجنوب".
وأضاف عبر (تويتر): "على قطر الكف عن دعم ميليشياتها ممثلة بالإخوان والحوثي، وستجد منا موقفًا مشرفًا، ما لم فعلاقتنا كما هي".
وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف فلاح مبارك الحجرف قد كشف، الثلاثاء، تفاصيل البيان الختامي للقمة الخليجية رقم 41، التي احتضنتها مدينة العلا السعودية.
وبحسب الإعلان، فإن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الحادية والأربعين "قمة السلطان قابوس والشيخ صباح"، أكدت الأهداف السامية لمجلس التعاون، التي نص عليها النظام الأساسي، بتحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.
ويعقد مواطنو دول المنطقة الأمل بأن يعيد "بيان العُلا"، الذي تم التوصل إليه في هذه القمة، العمل المشترك إلى مساره الطبيعي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة.
ويؤكد توقيع جمهورية مصر العربية على بيان العُلا، توثيق العلاقات الأخوية التي تربط مصر الشقيقة بدول المجلس، انطلاقاً مما نص عليه النظام الأساسي بأن التنسيق والتعاون والتكامل بين دول المجلس إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية.
الجدير ذكره أن الرباعية العربية (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، كانت قد اتخذت قرارا بمقاطعة قطر مطلع يونيو 2017م، على خلفية عدد من التجاوزات أبرزها اتهامات بتمويل تنظيمات متطرفة.
مسؤول حكومي: على قطر رفع يدها عن الطابور الخامس بالشرعية
بدوره طالب وكيل وزارة الإعلام، نجيب غلاب، قطر بإثبات جديتها في المصالحة الخليجية من خلال رفع يدها عما وصفه بـ"الطابور الخامس" في معسكر الشرعية الذي عمل على إرباك التحالف والحكومة اليمنية طوال السنوات الماضية.
ولفت غلاب في تصريحات إعلامية إلى أن "تسليم قطر كافةَ أوراقها إلى قيادة التحالف العربي لمواجهة المشروع الإيراني باليمن يسهم إلى حد كبير في إنهاء الانقلاب ومحاصرة ميليشيا إيران باليمن، في حال كانت قطر جادة فعلا في تغيير وضعها والعودة إلى الحاضنة العربية بقيادة السعودية".