التعليم ثم التعليم يا حكومة يدرك الساسة أن التعليم هو المفتاح لمجتمع قوي وموحد ، الوطن ليس الجغرافيا أو التاريخ فقط، وليس القائد أو المناضل، الوطن هو نحن، هو الإنسان . وللأسف أدرك الساسة خطورة كل ذلك فعملوا على تدمير الإنسان منذ طفولته بتدمير التعليم، وندرك جميعا أن الوطن لن يعود بعودة الجغرافيا أو استحضار التاريخ، بل سيعود بإعادة بناء الإنسان على أسس تربوية وتعليمية صحيحة . وإذا نظرنا إلى النظام التعليمي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، كانت هذه الدولة من أفضل الدول العربية علما وثقافة ومدنية وحضارة، كانت دولة يسودها النظام والقانون، كانت هذه الدولة في مصاف الدول المتقدمة في المجالات كافة واهمها التعليم، والذي أصبح بعد الوحدة في محل كان . في عام 1990م والرغبة عارمة من شعب الجنوب قدمنا هذه الدولة على طبق من ذهب، قدمنا هذه الدولة دون تعقل أو تريث وتفكر، قدمناها وقدمنا معها مميزاتها، لكن للأسف خسرنا دولتنا، خسرنا مدنيتنا، خسرنا حضارتنا وثقافتنا ونظامنا وتعليمنا، خسرنا عملنا وعلمنا وحتى اخلاقنا، جاءت هذه الوحدة المشؤمة لتدمر وتهدم وتحطم كل شي ايجابي في هذه الدولة، جاءت هذه الوحدة لطمس الهوية، جاءت هذه الوحدة لتقضي على الشباب من خلال إفشال العملية التعليمية من الروضة إلى الجامعة، من خلال عملية خبيثة وممنهجة ومدروسة . هذه حكايتنا من الوحدة ومع الوحدة المشؤمة سنظل نحكيها لكل الاجيال حتى يتعلموا الدرس ولا يقعوا بنفس الخطأ الذي وقعنا به . وبناء على كل ما سبق نطالب الحكومة وبالذات وزير التربية والتعليم وممثلي الجنوب في حكومة المناصفة الإستفادة من هذه الدروس التي اوصلتنا إلى الحضيض وإلى اسوا الدول في التعليم وذلك من خلال المقترحات الآتية أولا/تشكيل هيئة تربوية عليا من الأكاديميين والمتخصصين والخبراء التربويين مهمتها 1/إعادة النظر في المنهاج الدراسي بتشكيل لجنة متخصصة من الأكاديميين والمتخصصين على أن تراعي متطلبات العصر 2/إعادة النظر في تدريس الصفوف الأولى من 1-4على إن يبدأ الطالب في هذه الصفوف بقرأة وكتابة الحروف الأبجدية تفرقة وترابط وأيضا حفظ جدول الضرب وحفظ مجموعة معينة من السور القرآنية القصيرة وأيضا يتعلم الطالب الخط والاملاء ومن الصف الرابع الى الصف السادس يتعلم إضافة إلى ما سبق التعبير، ولا ينقل الطالب إلى الصف السابع إلا بعد أن يجيد ما سبق . 3/إعادة النظر في تدريس صفوف النقل من تاسع إلى ثالث ثانوي ولم يأت ذلك إلا بعد إلزام الطالب وقبله المعلم وتعريفهما أن المراحل الإنتقالية هي أهم مراحل دراسة الطالب وعليه يجب عدم تغيب الطالب لأي سبب كان وأيضا توفير المعلم الجيد والممتاز لهذه المراحل 4/تحريم الغش في أي مرحلة من مراحل الدراسة وبالذات المراحل الانتقالية، على أن توضع مادة أو فقرة في اللائحة التربوية تحرم الغش وتحدد فيها العقوبات 5/العودة والاستفادة من قانون المعلم، لأنه المرجع الرئيس الذي كان عصارة جهد جهابذة التربية والتعليم في زمن التربية والتعليم 6/إعادة النظر في تأهيل المعلم وإجراء دورات تدريبية وتنشيطية لكل تخصص 7/إعادة كل من عنده القدرة والامكانيات الفنية والبدنية من معلمي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كمستشارين في الإدارات والمدارس الثانوية والأساسية 8/إلزام المعلم بالدوام المدرسي المحدد من بدايته إلى نهايته، مع إلزامه بالزي الرسمي 9/غرس الوعي التربوي والتعليمي عند التلاميذ من خلال الزامهم بالزي المدرسي والنظافة والانضباط بالحضور والحفاظ على الملكية العامة وحضور الأنشطة الطلابية والرياضية والفكرية 10/إعادة آلية عمل الإدارات التربوية في المحافظات والمديريات، بحيث يعطى للمديريات والمدارس المستلزمات الرياضية والفكرية والمواد القرطاسية عينية لا نقدية 11/تكليف التوجيه الفني والتعليم العام بتطبيق قانون المعلم فيما يخص عدد الحصص لكل معلم في الأساسي والثانوي 12/الرجوع والإستفادة من موروثنا التربوي والتعليمي في زمن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، حيث الاعتماد على الكيف لا الكم، سواء في إعادة النظر في المنهاج وعدم تسييس أو تديين المنهج التعليمي هذه بعض رؤوس أقلام وأتمنى من يقرأ المنشور اثرائه بالملاحظات القيمة والمفيدة ولكم شكري وتقديري