تفتخر الشعوب بتراثها الحضاري وأثارها التي تعد معلما من معالم تقدمها وتطورها الفكري ومكسب سياحي وثقافي يعود بالنفع بالبلد ولحج واحدة من البلدان التي تتمتع بأثارها القديمة مثل الرعارع وقصور السلاطين العبادل التي بنيت وائل القرن العشرين وهي :

قصور دار الحجر وقصر الروضة وقصر السلطان فضل عبدالكريم وقصر الشكر بعدن وبسبب الإهمال وعوامل الطبيعة وكذا وجود الطيور والخفافيش والجرذان التي أكلت عيدان سقوفها وخربت أرضيتها.

ووجود الساكنين النازحين داخلها وإهمالهم لهذه القصور نتمنى أن تكون الدولة ممثلة بالحكومة الشرعية أن تكون هي الراعية لهذه القصور باعتبارها معلم أثري وسياحي.

قصر دار الحجر بعماراته الثلاث

تتكون قصور دار الحجر بثلاث عمارات متلاصقة ومتقاربة بعضها البعض في الحوطة محافظة لحج وعمارة بناها الجنرال الانجليزي (بيتي فور) تسلمه من الاتراك عام 1918م بعد الحرب العالمية الأولى لتكوّن سكن للسلطان وعائلته وتقع خلف دار الحجر وصفها الرحالة الامريكي وذكرت في كتاب امين الريحاني – ملوك العرب وفي زيارة للحج عام 1922 قال : صعد بنا إلى ردهة الاستقبال في الطابق الأول وهي رحبه وأنيقة وجلية يدخلها ضوء الشمس في جلباب من التقوى ويلبس الزجاج بلونه كانه كنيسة وتلطف السجف البيضاء المخرمة كنه قصر انجليزي وفي القاعة مجلسان افرنجي جاء به من الهند.

أما العمارات الثانية المعروفة بدار الحجر بنيت في عام 1925م وهي واجهة للعمارة الأولى ومتلاصقة بها وأخذ تصميمها بنفس تصميم باكنجهام في لندن قصر الملك جورج الخامس ملك بريطانيا الذي استضاف بالقصر وحب أن يكون له قصر في لحج عام 1343 هـ - وأعجب السلطان وعند وصول السلطان إلى لحج أمر ببناء القصر.

أما العمارة الثالثة قصر الأمير مهدي بن علي الذي أمر ببناء وتصميم نفس قصور باكنجهام في لندن وأمر بعمل حديقة كبيرة بأشجار الزينة وتتوسطها نافورة تصب الماء إلى صحن دائري وأعمدة تتوزع فيها الماء إلى الحديقة وأمام القصر توجد ساحة كبيرة لاستقبال الضيوف والوفود، كما يوجد للقصر سور كبير ومدخلات من الجهة الغربية والجهة الجنوبية وتعتبر قصور دار الحجر معلم أثري وسياحي يتوجب الاهتمام به والمحافظة عليه.

قصر السلطان فضل عبدالكريم

يقع قصر السلطان فضل عبدالكريم غرب قصر الروضة وبني مطلع الخمسينات من القرن العشرين وتحيط به حديقة جميلة مليئة بأشجار الزينة التي جلبت من بلدان آسيوية ويوجد فيها حديقة للحيوانات المفترسة مثل النمور والأسود والذئاب والثعالب والغزلان والضباء والطاؤوس والبط وللقصر سور كبير وبوابة واحدة وبعد هروب السلطان فضل عبدالكريم من الانجليز تحول القصر إلى مقر للمندوب السامي البريطاني بن حسينون ويتعرض القصر الأن للخراب بسبب الإهمال.

قصر الشكر بعدن

اشترى السلطان عبدالكريم فضل البراقات البريطانية في كرتير التي بنيت عام 1912م وهي كانت سكن للجنود الانجليز ويعتبر مقر القيادة البريطانية وبعد نقل القيادة من عدن إلى التواهي بيعت البراقات للسلطان العبدلي الذي قام بإعادة ترميمها وتجديدها لتكون مقر وسكن للسلطان وعائلته عند دخولهم إلى عدن واشترى السلطان قصر الشكر من أموال التعويضات التي تحصلت عليها لحج من المانيا التي تكفلت بدفع تعويضات للبلدان التي تضررت من الحرب العالمية الأولى ولحج واحدة من البلدان المتضررة بسبب دخول جيش الاتراك وهم من حلفاء المانيا.

ويعد قصر الشكر معلما تاريخيا تفتخر به عدن ولحج وأن سبب شراء السلطان القصر ما تعرض له هو والأمراء أثناء نزولهم إلى عدن في الحرب العالمية الأولى لم يجد سكنا يليق بهم فنزلوا في بيت علي إكبار الذي وصفه القمندان بقوله: وداعا بيت علي إكبار وأعوذ بالله من غضب الجبار.

قصر الروضة

يقع قصر الروضة جنوب قصر دار الحجر ويعد من القصور التاريخية والأثرية والسياحية وأخذ تصميمه على النمط الآسيوي وتحيط به حديقة واسعة مليئة بأشجار الزينة والفواكه ويدخلها ماء الغيل من الوادي الكبير من تحت السور ويروي الأشجار ويوجد فيه مسبح كبير وملاعب واسطبل للخيول وفي القصر صالات للألعاب مثل البلياردو وصالات للاجتماعات وقاعة للمؤتمرات ومكتبة كبيرة تحتوي على أكثر من ثلاثين الف كتاب وفي الطابق العلوي جناحات للضيوف وقد بنيت الروضة بمنحة تقدر بثلاثين الف جنيه ويعرف بمشروع ميتشل عام 1929- 1932م.