ثمة أناس قدموا الكثير لأوطانهم وشعوبهم ورفعوا أسم بلدانهم وسمعتها في المحافل والمناسبات العربية والإقليمية والدولية، نشروا شي من تاريخها وثقافتها، وأكسبوها احترام وتقدير الشعوب والأمم الأخرى.
منهم من أفنى شبابه بل وعمره كله في خدمة وطنه ولكن قوبل كل ما قدمه بالجحود والنكران من قبل دولته فرحل بصمت بعد معاناة شديدة وطويلة مع المرض أو العوز والحاجة والتجاهل والاهمال والحرمان.
فعندما يجد أحدهم شي من الاحترام والتقدير من ولاة أمره وأمر بلاده ويلمس قليلاً من الحب والرعاية والاهتمام تجده فرحاً مسروراً سعيداً.
ذلك الشعور الجميل استشعرته بل لمسته وشاهدته في ملامح الفنان الكبير محمد محسن عطروش أثناء تكريمه مؤخراً من قبل محافظ العاصمة عدن الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي الاستاذ احمد حامد لملس.
ففرحة العطروش التي بدت بجلاء على محياه بتلك الخطوة المسوؤلة وتلك الحفاوة الكبيرة التي قوبل بها من المحافظ والتكريم المعنوي والمادي المتواضع كانت لا توصف ، أجزم أنها فرحة ليس بنوع التكريم او قيمة المساعدة المالية المقدمه من المحافظ ، بل بحدث التكريم نفسه الذي جاء وفناننا الكبير يمر بحالة من الالم والحسرة بعد تجاهل الجهات المعنية في الدولة له وأمثاله من للفنانين والمبدعين الكبار ممن خدموا الوطن ،خصوصاً أن العطروش مر بفترة عصيبة جداً وجد نفسه خلالها وحيداً يعاني الألم والوحدة.
فتكريم المحافظ جاء بعد خروج العطروش من أزمة صحية عصفت به واقعدته الفراش طويلاً وكادت أن تودي بحياته.
فهناك الكثير من المبدعين وفي مجالات عدة ومختلفة يعيشون بيننا وهم بحاجة ماسة أن نصنع لهم فرحة وشعور الموسيقار عطروش فيا ولاة أمر هذه البلاد والعباد ابحثوا عنهم وتفقدوا أحوالهم فواسوهم بزيارة قصيرة أو تكريم متواضع أو دعم يسير ،
أجبروا خواطرهم واسعدوهم مره واحدة كما اسعدونا الف مره ومره.
#احمد_بوصالح